رجحت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن الرئيس دونالد ترامب سيمارس مزيدًا من الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي في تنفيذ اتفاق غزة، عندما يلتقيان في فلوريدا في 29 ديسمبر الجاري.
ووفق تقرير لموقع "المونيتور"، فإن مصادر دبلوماسية تعتقد أن ترامب يملك اليد العليا، ومن المتوقع بالتالي أن يستخدم هذا النفوذ لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي على قبول السياسات الإقليمية الأمريكية.
ومنذ أشهر تختبر إسرائيل صبر الولايات المتحدة بالخروقات، التي كان أبرزها الأسبوع الماضي، عندما اغتالت القائد البارز في حركة حماس، رائد سعد، دون إخطار البيت الأبيض أو مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي في كريات جات.
ردّ البيت الأبيض على "الاختراق" بتوبيخ نتنياهو، حيث نُقلت إليه رسالة جاء فيها: "إذا كنت ترغب في تشويه سمعتك وإظهار عدم التزامك بالاتفاقيات، فلك ذلك، لكننا لن نسمح لك بتشويه سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في اتفاق غزة"، بحسب ما أفاد موقع أكسيوس.
وفي حين نفى ترامب وجود أي خلاف مع نتنياهو، قال يوم الاثنين إن واشنطن "تدرس" ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار في غزة بالغارة التي أودت بحياة سعد.
لقاء سابق في البيت الأبيض بيت ترامب ونتنياهو
من الغطاء السياسي إلى الدبلوماسية الصارمة.. "أزمة صامتة" بين ترامب ونتنياهو
وبحسب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق نداف تامير، الذي عمل في واشنطن، فإن نتنياهو يستغل حقيقة أن المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر لا يتوليان ملف غزة فحسب، بل ملف أوكرانيا الشائك أيضًا، لمواصلة الضغط على حماس وتأخير تنفيذ المرحلة الثانية.
وأشار إلى أن مركز كريات جات مُكلف بمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي في غزة ووضع مقترحات للخطوة التالية، وليس بممارسة ضغوط على نتنياهو، وبالتالي، يفلت الأخير من العقاب في الوقت الراهن، لكن بمجرد أن يجلس مع ترامب في مارالاغو، من المرجح أن يُجبر ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي على المضي قدمًا.
التظاهر بالموافقة
مع بقاء رهينة واحدة في غزة، لم يُجبر البيت الأبيض نتنياهو بعد على البدء بتنفيذ المرحلة الثانية، التي تتطلب استعدادات مكثفة، ومع ذلك، تشير المحادثات المتعددة الأطراف التي عُقدت في الدوحة يوم الثلاثاء بشأن إنشاء قوة الاستقرار الدولية إلى تسارع وتيرة الاستعدادات للمرحلة الثانية من خطة غزة.
وقال ترامب في 11 ديسمبر الجاري، إنه سيعلن عن تشكيل مجلس السلام، الذي من المفترض أن يدير غزة في بداية عام 2026، وبالتالي ستتمّ مناقشة هذه القضية بوضوح، ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق بين الزعيمين عندما يجتمعان في 29 ديسمبر.
وسيترك هذا الأمر قضية رئيسة واحدة عالقة، وهي تشكيل حكومة تكنوقراطية فلسطينية، إذ من شأن تشكيل هذه الحكومة أن يضمن لجميع الدول الراغبة في المساهمة بقوات الأمن الإسرائيلية شرعية خطة غزة.
ووفق "المونيتور"، فمن المرجح أن يقترح البيت الأبيض نموذجًا يضم شخصيات فلسطينية بارزة لا ترتبط مباشرة بالسلطة الفلسطينية، ما يزيد احتمالية قبول نتنياهو له.
وباعتقاد تامير فإنه عندما تُحسم هذه القضايا الثلاث، سيكون ترامب مصمّمًا بالفعل على تنفيذ خطته، وعندها "لن يكون أمام نتنياهو خيار سوى التظاهر بالموافقة".


