القاهرة / وكالات / شدد الرئيس محمود عباس، على أن المصالحة الوطنية إنجاز مهم يجب إنجاحه والبناء عليه، موضحا أن الحكومة الانتقالية ستكون ملتزمة بسياسة منظمة التحرير الفلسطينية. جاء ذلك في تصريحاته خلال زيارة قام بها لجريدة الأهرام المصرية، الليلة الماضية التقى خلالها رئيس تحريرها عبد العظيم حماد وأمين عام اتحاد الصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين المصريين السابق مكرم محمد أحمد، وكبار الكتاب والصحفيين في مؤسسة الأهرام. وأكد الرئيس أنه مصمم على الذهاب إلى الأمم المتحدة في أيلول المقبل للمطالبة بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967م وعاصمتها القدس. وقال، ’نحن ليس ذاهبون للأمم المتحدة لتحدي أحد، ولكن لم يبق بعد تعثر المفاوضات إلا التوجه إلى أعلى سلطة في العالم لنشكو همنا هناك’. وأشار إلى أن التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة مدعوم باعتراف ما لا يقل عن 130 دولة بدولة فلسطين، وكذلك برفع التمثيل الفلسطيني في عدد من الدول الأوروبية. وبشأن المفاوضات وعملية السلام، أجاب الرئيس، ’أنا على استعداد للعودة للمفاوضات الآن، ودون تأخير ولكن على أساس مرجعية واضحة لعملية السلام على أساس حدود 1967م، وبعد التزام إسرائيل بالوقف التام للاستيطان’. وأثنى على إنجاز اتفاق المصالحة وقيام جميع الفصائل المشاركة بالحوار بالتوقيع عليه، مضيفا، ’الحس بالمسؤولية يجعل المعارضة والحكومة تتعايشان معا لا أن يسعى كل منهما لكسر الآخر’. وأوضح ان الاختلافات بوجهات النظر وحتى الخلاف أمر مشروع وموجود عند كل الدول، ولكن شريطة الحفاظ على البيت وعدم تكرار تجربة الانقسام المؤسفة التي استمرت أربع سنوات. وقال الرئيس عباس، ’فصائل منظمة التحرير الفلسطينية متفقة في الحد الأدنى، وتوجد خلافات واختلافات بوجهات النظر، لكننا محافظون على هذا الائتلاف، والمعارضة شيء طبيعي في الدول’. وردا على سؤال عن فتح معابر قطاع غزة، ومصير اتفاقية معبر رفح عام 2005، رد سيادته، ’نحن نسعى للتخفيف عن أهلنا في قطاع غزة، والسماح لهم بالحركة وقضاء الحاجات خارج القطاع، لكن مع مراعاة ألا تلقى غزة بوجه مصر’. وتابع، ’لا نريد أن نعفي إسرائيل من مسؤولياتها تجاه غزة؛ لأن القطاع واقع تحت الاحتلال، ومن هنا مطلوب التوازن بين مصالح الناس الإنسانية وتلبيتها، وعدم إلقائها بوجه مصر’. وأضاف الرئيس، ’بموجب اتفاق 2005 الحرس الرئاسي هو من سيتواجد في معبر رفح، ونحن ملتزمون بهذه الاتفاقية’. وجدد التعبير عن فرحته باتفاق القوى الفلسطينية على طي صفحة الانقسام، وقال، ’تم التوقيع على الورقة المصرية ومحضر الاجتماع المرفق، وتم التوقيع على الورقة المصرية كما هي دون تعديل، وجئنا للقاهرة من أجل اتمام مراسم الاتفاق، والاحتفال به’. وتابع سيادته، ’بعد المراسم الاحتفالية سنبدأ مباشرة بالاتصالات لتشكيل حكومة ’تكنوقراط’ من مستقلين لا منتمين لحركة أو حماس،..إننا نريد حكومة مؤلفة من كفاءات وأساتذة جامعات ليمارسوا عملهم في إطار سياستنا العامة، على أن يكون أعضاء ورئيس هذه الحكومة من الشخصيات المقبولة فلسطينيا ودوليا’. وشدد على أنه مطلوب من الحكومة الانتقالية الاستمرار في البناء على ما تم إنجازه على صعيد كسب الرأي العام الدولي والاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس. وقال، ’مؤخرا اعترفت 12 دولة في أميركا اللاتينية ’دفعة واحدة’ بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967، كما أن سبع دول في أوروبا الغربية رفعت من التمثيل الفلسطيني، ونحن نريد أن نحافظ على هذا الزخم’. وأكد أن فلسطين تعتز بتجربتها الديمقراطية، لافتا الانتباه إلى أن الانتخابات التي جرت في عامي 1996م، و2006 تمت بإشراف دولي، وبشفافية كبيرة. وأوضح الرئيس أنه لا يرغب بترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، مضيفا، ’المهم بالنسبة لي أن تسير مسيرة الديمقراطية بشكل طبيعي’. وتابع، ’كما أننا سنجري انتخابات منظمة التحرير حيثما أمكن بعد عام، وفي البلاد التي يتعذر بها إجراء هذه الانتخابات سيتم تعيين أعضاء المجلس الوطني فيها بالتوافق’. مضيفا، ’أن هذه الخطوات تضع القطار على السكة الصحيحة’. وجدد الرئيس التأكيد على أن مصر رعت الحوار الفلسطيني بقرار من مجلس الجامعة العربية، وبموضوعية، مشددا على أن تأخير إنجاز اتفاق المصالحة ليس سببه الراعي المصري، ولا حركة فتح التي وقعت على الورقة المصرية في 15 أكتوبر 2009م، كما طلب منها الراعي المصري. وكان رئيس تحرير جريدة الأهرام قد استهل اللقاء بعد استقبال الرئيس والوفد المرافق له، بالتقدم بأحر التهاني للشعب الفلسطيني بتوقيع اتفاق المصالحة، متقدم للرئيس بالشكر الجزيل على هذه الزيارة المهمة.