خبر : ينثني (الاسد)../ الطوق يتوثق (سوريا)../معاريف

الأحد 17 أبريل 2011 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ينثني (الاسد)../ الطوق يتوثق (سوريا)../معاريف



بعد نهاية اسبوع عاصف، في اثنائه تظاهر الاف المواطنين في العاصمة دمشق ايضا، بدأ الرئيس السوري بشار الاسد يستوعب حقا الواقع الجديد. ففي خطاب القاه أمس في اثناء جلسة الحكومة الجديدة، التي عينها بدلا من تلك التي حلها، اعلن الاسد بانه سيلغي قانون الطوارىء المتبع في الدولة منذ اربعة عقود. وقال ان "هذا سيحصل في الاسبوع القادم على أبعد احتمال".غير أن الكونغرس لا يكتفي بذلك. وحسب شدة المظاهرات الآخذة في الاتساع في ارجاء سوريا يبدو أن بيان الاسد يحقق له نتيجة معاكسة. فالمواطنون الذين خرجوا الى الشوارع يواصلون الدعوة بقوة الى اسقاط النظام ويمزقون صور الرئيس الذي يطالبونه باخلاء كرسيه. مكان المظاهرات في نهاية الاسبوع يبين هو ايضا تعاظم الاحتجاج. فقد تظاهر الالاف في عدة بؤر في العاصمة دمشق، لاول مرة منذ بدء الاحداث. واستخدمت قوات الامن العيارات المطاطية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى احد الميادين المركزية في المدينة. "الشعب يريد اسقاط النظام"، هتف المتظاهرون بالشعار الذي اجترف الجماهير في تونس، في مصر وفي ليبيا. وفي اثناء هذه المظاهرات ايضا مزق المتظاهرون صور الرئيس الاسد. مظاهرات اخرى كانت في مدن عديدة في كل ارجاء الدولة، بما فيها درعا، دير الزور، بانياس، اللاذقية، حمص وطرطوس. وفرقت قوات الامن المتظاهرين بالعصي واستخدمت العنف الشديد، ولكن هذه المرة دون قتل أي منهم. وافادت مصادر رسمية في سوريا بانه في اثناء المواجهات قتل شرطي في مدينة حمص. ومع ذلك، فان محافل المعارضة نشرت افلاما قصيرة بدت فيها اجهزة امن الاسد تعذب المتظاهرين الذين اعتقلتهم. وبدا الضغط واضحا جدا امس على وجه الاسد. فالرئيس يرى كيف تنهار الانظمة في الدول العربية، والتي كانت حتى قبل بضعة اشهر قوية ومستقرة، ويدفع زعماؤها الثمن وهو يحاول في كل وسيلة منع موجة التسونامي لثورة الجماهير في أن تغرق بلاده هو ايضا. وهذا هو السبب الذي جعله يعلن بانه سيلغى قانون الطوارىء المتبع في سوريا منذ اكثر من 40 سنة. هذا الوعد، الذي كما اسلفنا لا يرضي الجماهير قطعه في محفل هو ايضا يشكل اشارة طريق في الصراع: في اثناء الاستماع الاول للحكومة السورية الجديدة التي تشكلت بعد حل الحكومة السابقة لارضاء المتظاهرين ايضا. وقال الاسد: "لجنة الدستور التي عينت لالغاء قانون الطوارىء اقترحت الغاء سلسلة من القوانين مما سيؤدي الى الغاء حالة الطوارىء". وقال الاسد انه نشأ شرخ بين المواطن السوري وبين مؤسسات الحكم، الامر الذي هز الثقة بين الطرفين، وانه يجب اعادة الوحدة الى سوريا. ومع ذلك فقد عاد وادعى بان اعداء سوريا وخصومها نسجوا مؤامرة ضدها. وفي محاولة لمصالحة المواطنين المحتجين ضده اعلن الاسد بان كل القتلى الذين سقطوا حتى الان – نحو 200 في عددهم، حسب تقدير منظمات حقوق الانسان هم شهداء، سواء كانوا من المتظاهرين أم من رجال اجهزة الامن. مشكوك أن يكون في كل هذا ما يكفي لتهدئة اولئك الذين يطالبون برحيله. لاول مرة منذ بدء الاضطرابات خرج أمس للتظاهر ايضا معارضو الاسد في اسرائيل. نحو مائة درزي تظاهروا امس ضد النظام السوري في دمشق في الميدان المركزي في مجدل شمس شمالي هضبة الجولان. ورفعوا يافطات تقول ان "الشعب يريد الحرية. والشعب السوري لا يذل. ودعوا الى اسقاط الحكم واشعلوا الشموع في ذكرى قتلى الاحتجاج في سوريا".