مع احترامي وتقديري للسيد الرئيس أبو مازن ، هذا الرجل الذي يحاول قدر المستطاع وضع العرب أمام مسؤولياتهم تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية ، وما يتعرض له شعبنا من قتل ودمار وانتهاك للمقدسات والتهجير بشكل يومي ، إلا أن أي اجتماع للجامعة العربية لن يكون له أي وزن ، لأن الجامعة العربية وبإختصار هي مؤسسة فاقدة للوزن ، وهي مؤسسة كباقي المؤسسات العربية المُنتشرة من المُحيط إلى الخليج بمسميات مُختلفة ليس لها أي تأثير ولا تحسب إسرائيل لها أي حساب . ولو كانت الجامعة العربية تحمل الوزن الذي يحملها أسمها الكبير ، ولها التأثير اللازم على المستوى الدولي والإقليمي ، لكانت أوقفت الإستيطان في فلسطين ، ولكانت حمت المسجد الأقصى عندما تم استهدافه أول مرة وثاني وثالث ورابع مرة ، هذه هي الحقيقة المُرة ، مسميات وشعارات موجودة من أجل تخفيف الضغوطات الشعبية ، ولكي يتم الإلتفاف على شعبنا بأن هناك أمة عربية تساند القضية ، هذه القضية التي سيكون تاريخ نكبتها الأولى بعد أيام لتُسجل 66 عاماً من القهر والموت . أعتقد أن على جامعة الدول العربية الرحيل الآن ، قبل كُل الزعامات والقيادات ، وأن تترك الكراسي للشعوب فهي أقدر على تحمل المسؤوليات ، هي الأقدر على حماية القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، هذه القضية التي أصبحت تذوب يوماً بعد يوم من تخاذل الأمة العربية ، ومن مواقف الجامعة العربية التي لا فائدة منها سوى الإستنكار والشجب والإدانة . شعبنا الفلسطيني يموت في غزة ، والزعامات العربية تسكر وتشرب نخب الأطفال التي يموتون من القصف والقذائف في خان يونس وبيت حانون ، ولو نظرنا الآن لوجدنا اليخوت الرئاسية ترسو في مياه بحرنا الأبيض والأحمر لتُحيي ليالي حمراء أبطالها زعامات عربية اتخذت القضية العربية شعاراً للإستمرار في بقائها على كراسي الدكتاتورية . سئم شعبنا كُل الأكاذيب والنفاق ، وسئمنا الكلام المعسول والخجل ، فإما أن تكون أمة عربية وجامعة عربية تحمل هموم هذه الأمة ، أو عليها الرحيل الفوري ، لأن شعبنا أقدر على تحمل المسؤولية والدفاع عن نفسه حتى لو كان الثمن أن نموت جميعاً ، فالمهم أن تبقى القدس وفلسطين شامخة وبالتأكيد سوف يُحاسب التاريخ كُل المتاجرين بآلامنا وبدمائنا . صحفي وكاتب فلسطينيrm_sh76@hotmail.com
