رام الله سما كشف مسؤول فلسطيني رفيع ان القيادة تشعر في هذه الأوقات بـ’ارتياح كبير’ جراء حجم التعاطف الدولي مع المطالب الفلسطينية بسبب تأزم عملية السلام، فيما تصاعدت حدة الأصوات في داخل أركان الحكومة الإسرائيلية المحذرة من حصول الفلسطينيين على امتيازات دولية بسبب توقف المفاوضات. وقال وزير الجيش ايهود باراك ان هذا التعثر سيؤدي لعزل تل أبيب دولياً، وتوقع الوزير دان مريدور أن يعترف العالم بدولة فلسطينية بحدود عام 67 حال لم تعلن بلاده عن مبادرة سياسية جديدة. وقال المسؤول وهو قيادي رفيع في حركة فتح لـصحيفة القدس العربي ان الرئيس محمود عباس أبلغ قيادة الحركة في آخر اجتماعاتها به بأنه يشعر بارتياح جراء ما لمسه من تعاطف دولي كبير مع مطالب الفلسطينيين حيال عملية السلام، وهو أمر بحسب ما أبلغ الرئيس برهن عليه تصويت 14 دولة في مجلس الأمن لصالح إدانة الاستيطان، عدا الولايات المتحدة، التي قال انها تتفهم أيضاً المطلب الفلسطيني. وذكر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن دبلوماسيين غربيين ومندوبين لدول كبيرة ولها وزن في العالم أبلغوا الرئيس بوقوفهم إلى جانب المطالب الفلسطينية المتمثلة بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. وقال المسؤول ان القيادة الفلسطينية تتوقع بشكل كبير ان تترجم عملية الدعم هذه للمطالب الفلسطينية في شهر ايلول (سبتمبر) المقبل، الذي حددته الرباعية الدولية موعداً لوصول الفلسطينيين والإسرائيليين لاتفاق نهائي. وتجمدت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلع شهر أكتوبر من العام المنصرم، بعد أن أعلن الجانب الفلسطيني انسحابه منها احتجاجاً على عدم تجديد حكومة إسرائيل لقرار تجميد الاستيطان. ويطلب الجانب الفلسطيني أن توقف إسرائيل أنشطتها الاستيطانية في القدس والضفة الغربية قبل انطلاق المفاوضات، وأعلنت الإدارة الأمريكية التي توسطت لإعادة المفاوضات مؤخراً فشلها في حث إسرائيل على اصدرا قرار جديد بتجميد الاستيطان. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية حذر أيهود باراك من استمرار الجمود في عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ورأى أن استمرار تعثر جهود السلام من شأنه أن يؤدي إلى عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. وخلال المقابلة توقع الوزير الإسرائيلي وهو أحد أركان حكومة بنيامين نتنياهو أن تزداد المظاهر المناوئة لإسرائيل في العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة. وشدد على ضرورة أن تبادر بلاده لفعل شيء لمنع وقوع مثل هذه الأشياء، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب ’اتخاذ القرارات المصيرية’. وقال انه لا يجب الانتظار في إسرائيل للخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي في شهر ايار (مايو) القادم ’لأن ذلك سيكون بعيدا والأمور الآن تحتاج إلى سياسة إسرائيلية واضحة للتوصل إلى اتفاق نهائي’. وأكد على وجود اتصالات مع الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لـ ’دراسة إمكانية مساهمتها في دفع العملية السلمية’. ويستعد نتنياهو لعرض خطة سياسية جديدة تتركز على الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة وعلى ترتيبات أمنية لإسرائيل، وبحسب ما كشف عن تفاصيل الخطة فإن نتنياهو سيطرحها خلال مؤتمر اللوبي المؤيد لإسرائيل ’ايباك’ في واشنطن في شهر ايار (مايو) القادم. وتشمل الخطة منح تسهيلات للفلسطينيين، لكنها ستركز على أن أعمال البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى وفي مدينة القدس ستستمر. وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن نتنياهو سيطرح الخطة كونه بات يدرك بأن الجمود السياسي لا يصب في مصلحة إسرائيل، وذكروا في تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية قبل أيام أن نتنياهو حذر خلال محادثات مغلقة من قيام دولة ’ثنائية القومية’ كونها ستجلب المأساة على إسرائيل. وحول إمكانية التوصل إلى اتفاق انتقالي مع الفلسطينيين، أعرب الوزير باراك عن اعتقاده بأن الجانب الفلسطيني لن يوافق عليه ’إلا إذا تضمن الرؤية المحتملة للوضع النهائي’، مؤكدا أنه يجب البحث في كافة القضايا الأساسية للتوصل إلى الحل النهائي. ورأى نتنياهو أن ذلك لا يمثل خدمة للجانب الفلسطيني وإنما يعبر عن ’مصلحة إسرائيل بشكل أساسي لأنه لا يوجد تعارض بين قيام دولة فلسطينية وأمن إسرائيل’. وانضم الوزير الإسرائيلي دان مريدور وهو احد وزراء حزب ’الليكود’ الذي يمثل أغلبية الحكومة ويرأسه نتنياهو لوجهة نظر باراك، وقال في سياق تصريحات صحافية أن نتنياهو سيحظى بدعم معظم أعضاء هذا الحزب إذا ما أعلن عن نقل أراض في الضفة الغربية إلى السيطرة الفلسطينية الكاملة. وأكد أن مثل هذا الإجراء ’يصب في مصلحة إسرائيل من الدرجة الأولى’. وتوقع أن يحظى الفلسطينيون باعتراف العالم أجمع بدولة فلسطينية بحدود العام 1967 ’إذا لم تعلن إسرائيل عن مبادرة سياسية جديدة’. يذكر ان القيادة الفلسطينية وحركة فتح أعلنتا رفضهما في وقت سابق للخطة التي ينوي طرحها نتنياهو في واشنطن، وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الجانب الفلسطيني يرفض توقيع أي اتفاق سلام انتقالي أو جزئي مع الحكومة الإسرائيلية. وأكد أن القيادة تريد من أي اتفاق نهائي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967 بما يشمل مدينة القدس الشرقية، وإيجاد الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق المبادرة العربية.