خبر : زيادة التهديدات الإستراتيجية للدولة العبرية .. تقرير إسرائيلي: يتحتم اتخاذ قرارات حاسمة في أعقاب التطورات في العالم العربي

الثلاثاء 08 مارس 2011 12:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
زيادة التهديدات الإستراتيجية للدولة العبرية  .. تقرير إسرائيلي: يتحتم اتخاذ قرارات حاسمة في أعقاب التطورات في العالم العربي



القدس المحتلة سما  قال تقرير صادر عن مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب إنّه في الفترة الأخيرة تقف إسرائيل أمام مرحلة سيتعين عليها فيها الحسم واتخاذ القرار في قضايا سياسية وأمنية جوهرية وسيكون لهذه القرارات الحاسمة تأثير مباشر على الداخل السياسية، فإسرائيل موجودة في وضع يمكن أن تتأثر فيه حيث تتزايد التهديدات الأمنية والسياسية المحيطة بها وفي ظل تدهور الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في الفترة الأخيرة حدث في جزء منه في أعقاب التطورات الحاسمة في الشرق الأوسط والساحة الدولية، وفي جزء آخر نتيجة غياب رد ملائم من المؤسسة السياسية في إسرائيل على هذه التطورات. وتابع التقرير قائلاً إنّ الحكومة الإسرائيلية الائتلافية امتنعت عن بلورة سياسة محددة ذات أهداف واضحة تتصل بواقع إسرائيل والمخاطر التي تحيط بها، وبدلا من ذلك اختارت تأجيل القرارات أو امتصاص الضغط الدولي الفوري عبر خطوات مرحلية، وأوضح معدو التقرير أنّه في داخل الحكومة الإسرائيلية تتباين الآراء بشأن التعامل مع المفاوضات تمهيدا لحل وسط سياسي وإقليمي في الساحتين اللتين تمثلان المدخل لتحسين المكانة الإقليمية لإسرائيل. فأصحاب وجهة النظر الرافضة للسعي العملي لحل وسط، برأي معدي التقرير، غير مستعدين لدفع التكلفة التي تكمن في دفع الاتفاقات وبلورتها، وخاصة فيما يتعلق بالبعد الإقليمي، وينطلق هؤلاء المعارضون في موقفهم من أسباب عدة جزء منها أيديولوجي في أساسه، وأخرى إلى فقدان الثقة باتجاهات الطرف الآخر وقدراته على تأدية دوره في الاتفاقات، إذا ما تحققت. في مقابل ذلك، جاء في التقرير الذي تمّ نشره على الموقع الالكتروني للمركز، يرى آخرون من داخل الحكومة أن السعي إلى الاتفاقات هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. ويرتكز هذا الموقف على تقدير مفاده أنه إذا لم تسع إسرائيل إلى دفع الاتفاقات في ساحتي النزاع (الفلسطيني والسوري)، فستدفع ثمنا كبيرا، على المدى القصير سيكون ثمنا سياسيا، سواء على صعيد تدهور العلاقات مع لاعبين دوليين أساسيين، أو فيما يتعلق بمحاولات لنزع الشرعية عن إسرائيل إضافة إلى أخطار أمنية جسيمة لكن تحديا آخر يفرض على إسرائيل مواجهته كما يرون، هو أن يهدد إمكان انهيار المسار السياسي مكانة السلطة الفلسطينية وبقاءها بصيغتها الحالية، مما سيؤدي إلى وضع تذهب فيه انجازات بناء القوى الأمنية الجديدة للسلطة الفلسطينية بمساعدة الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والأردن أدراج الرياح. وتجاه العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال التقرير، يرى الجنرالات أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما أولوية منحت فرصة للسعي إلى الاتفاقات بين إسرائيل والفلسطينيين انطلاقا من فرضية أن تسوية النزاع، وعلى الأقل رسم مسار واضح له وملزم لتنفيذ فكرة الدولتين، سيسهل دفع جدول الأعمال الأمريكي في الشرق الأوسط المتعدد تجنيد دول عربية للجبهة ضد إيران، تثبيت الوضع الأمني والمؤسسة السياسية في العراق وكبح نفوذ الحركات الإسلامي في أفغانستان والعراق. ووفقا لذلك بلورت الإدارة الأمريكية سياسة متداخلة من الضغط على إسرائيل لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين. يشار إلى أنّ كبار العسكريين والجنرالات في المركز تطرقوا في التقرير إلى البيئة الإستراتيجية المحيطة بإسرائيل وإلى التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ويرصد التقرير وجود دلالات شديدة للعزلة المتزايدة لإسرائيل في الحلبة الإقليمية والحلبة الدولية ولاسيما أن هذه العزلة ستجعل من الصعب على إسرائيل أن تتصدى وحدها، من دون تعاون وتنسيق دولي، للتحديات التي تواجهها. هذا الموضوع ذو صلة بصورة خاصة بالنسبة إلى تحديين أمنيين مركزيين تتصدى لهما إسرائيل: تحول إيران إلى قوة نووية والصراع غير المتماثل ليسوا دولا. ويخلص التقدير إلى القول إنّه إذا فشلت المساعي لوقف المشروع النووي الإيراني، ستتزايد الحاجة إلى التعاون الدولي لاستيعاب التهديد الإيراني. ومن شأن إسرائيل أن تحتاج إلى ضمانات نووية من الولايات المتحدة لتعزيز ردعها ضد إيران. وستكون في حاجة إلى ضمانات للحصول على مساعدة من جانب الولايات المتحدة تقدم إلى دول الخليج العربية. وهناك تسليم بأنه أي هجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة على المنظومة النووية الإيرانية، يمكنه أن يفضي إلى حصول ضغط من جانب إيران على حزب الله للمشاركة في المعركة وإشعال الحدود الشمالية لإسرائيل وبشأن قدرات إسرائيل العسكرية يشير التقرير إلى أن إسرائيل تبذل جهودا كبيرة في تطوير منظومات مضادة للصواريخ الباليستية والقصيرة المدى كما اشترت بطاريات حيتس إضافية زيادة على البطاريتين الموجودتين في حوزتها ومنظومة حيتس تخضع لتطوير يتيح لها تسجيل نجاح أكبر في مواجهة تهديد الصواريخ البعيدة المدى. وتستثمر إسرائيل جهودا في منظومتين دفاعيتين إضافيتين من إنتاج محلي: منظومة مقلاع داوود لاعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ المتوسطة المدى بين40 و200 كم، ومنظومة القبة الحديدية المخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى مثل القسام وجراد، ومن المتوقع أن تنتهي مرحلة التطوير في مقلاع داوود عام2012 فيما يتوقع أن تدخل القبة الحديدية حيز الخدمة نهاية عام 2010، وأشار التقرير أيضا إلى أنّ إسرائيل قامت بإطلاق قمر أفق7 الذي يفترض أن يستبدل أفق5 كما وضعت قمرا يتيح جمع معلومات استخبارية ليلا ونهارا في كل الأحوال الجوية كذلك أطلق قمر أفق 9 في 2010 وقد أدخل سلاح الجو الإسرائيلي إلى الخدمة أخيرا طائرات من طراز شوفال وإيتان القادرة على البقاء طويلا في الجو وعلى ارتفاعات عالية وكلتاهما مؤهلة لتنفيذ عمليات بعيدة المدى (أربعين ساعة أو أكثر) إضافة إلى مهمات جمع المعلومات، على حد تعبير التقرير الإسرائيلي.