يجمعني الإيحاء والذاكرة في منتصف قلبككحمامة وعنكبوت في غار لا يعرفه أحد سواك...ومن خلف ذلك النسيج الواهن أرى غصن زيتونةتجيء به أسراب من الحمام فرحة تقبل محياك...ومن رائحة التراب المخضب بعرق فلاحينا...وجذورنا الممتدة في أعماق أعماقنا.. أراكفي وجوه المرهقين والمرضى والمسافرينوعلى جباه المشردين واللاجئين يعزف لحن ذكراك...كسمفونية عذبة تسافر في كل الدنياوالله لا يفهمها إلا من اتبع خطاك..اتبعوا أو لم يتبعوا ذلك دينهم وديدنهمفالسبل شتى ولا تكترث بأيهم يضل وأيهم يسير على وميض عيناك..باق فينا أنت كالتاريخ, كالأسماء, كالمعانيكشمس أقسمت ألا تخون فجرهاكالصبار في أراض سئمت بيعها تجنبا للاحتكاك!!...لقد أثريت قصائدنا وكلامنا وأقوالنا وأمثالناوأضفيت نكهة معطرة لزغاريدنا فكل حروفنا فداك..يفديك ليلي وحراسه ونهاري وجلاسهأقرؤك وأستوعبك وأفهمك أنا فليس كل من قرأكفهم معناك..أعي تماما بأنك أدركت بأنهليس كل من استدرجك إلى ذلك الينبوع سقاك..وليس كل ذرف الدموع المدرارةوأطلق العنان لصرخته بكاك..فطالما انفجرت حناجر وجفت ينابيع عيونفكأن الدنيا, كل الدنيا جثة بلا حراك..سافرت في دخان سجائرك المملوءة بالضجرلكني سرعان ما عدت أدراجي إلى مهدك,إلى ثراك..لأهنئ ثريات تلك السما وهي تعانق نظراتكووجهك وملامحك البيضاء كملاك...لن أهاجر , لن أنزح , ولن أجتث من هذه الأرضولن أبتعد عنك, سأبقى هنا أحتضنك, أحتضنما تبقى من شظاياك..أيها الشهيد:حي فينا أنت ما دامت البحور والغيوم تتبادلانالحب وما دامت الشمس تدور في الأفلاك...