خبر : الولايات المتحدة ونحن:مطلوب بديل سياسي/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم 21/2/2011

الإثنين 21 فبراير 2011 11:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الولايات المتحدة ونحن:مطلوب بديل سياسي/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم  21/2/2011



 ليس صعبا تخمين مضمون الحديث الطويل الذي دار بين الرئيس الامريكي براك اوباما وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس عشية استخدام الفيتو الامريكي على مشروع منع قرارا انتقاديا على اسرائيل في موضوع استمرار المستوطنات. فقد طلب اوباما من ابو مازن الا يحرجه في لحظة على هذا القدر من الحساسية الكبيرة في الشرق الاوسط، ووعده بان يضاعف جهوده لاستئناف المسيرة السلمية وطلب منه أن يؤجل رفع الموضوع الى مجلس الامن. وقال عباس لاوباما انه يقف امام جمهوره عاريا، فالمستوطنات تستمر في البناء امام ناظريه، ولا يبدو أي أمل في الافق في تسوية سياسية وانه يعتبر كمن يخدم الاحتياجات الامنية لاسرائيل حين يمنع كل نوع من العنف ضد اسرائيل، يعتقل المشبوهين وينزع سلاح الناس. وشرح لاوباما بانه اذا ما وضعه مرة اخرى امام وضع يضطر فيه الى سحب مشروع القرار الى الامم المتحدة مثلما اضطر الى عمله بعد تقرير غولدستون، فسيضطر الى الاعتزال فورا من منصبه وذلك لانه لا يمكنه أن يشرح فعله لاحد، ولا حتى لاكثر المقربين الموالين له. حقيقة أن محمود عباس لم يخضع للضغط الامريكي تمنحه تقديرا متجددا في الشارع الفلسطيني. ينبغي أن يكون واضحا: شريكنا الفلسطيني اتخذ قرارا تاريخيا في عدم استخدام خيار العنف. هذا القرار قابل للتفسير، حتى حيال المتحمسين على أنواعهم، عندما يكون هناك افق سياسي. اما في انعدام الافق السياسي فان السبيل الوحيد المفتوح امام القيادة الفلسطينية هو اتخاذ اجراءات سياسية تخلق احساسا بتقدم ما على الاقل في مجال الشرعية الدولية، تجاه اهدافهم. من هنا النشاط المكثف للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67، ومن هنا المحاولة لتحصيل قرار انتقادي ضد اسرائيل في مجلس الامن. حكومة اسرائيلية غير مستعدة لان تدفع ثمن السلام ملزمة بان تفهم بان لهذا ثمنا. واذا لم يكن هناك ثمن عنف – فسيكون هذا ثمنا سياسيا. لو أن ابو مازن خضع للضغط الامريكي، لكان من المحتمل أن نقف حيال نوع مغاير تماما من الاثمان في المستقبل القريب القادم. ليس هذا ثمنا بسيطا. 14 دولة، بينها أصدقاء هامون لاسرائيل، تبنت، دون تردد، مشروع القرار في موضوع المستوطنات. الولايات المتحدة وجدت نفسها بالضبط في وضعية لم ترغب في التواجد فيها: تصوت ضد مواقفها هي، تنكشف كدرع وحيد لاسرائيل في العالم وتقف ضد العالم العربي باسره في الوقت الذي تبذل فيه مساع عليا لنيل عطفه. الجمهور العربي يخرج الى الميادين، وعندما شخص الولايات المتحدة كمن يؤيد الانظمة التي يرغب هو في اسقاطها، يجد اوباما نفسه يستخدم الفيتو على قرار في الموضوع الاكثر اجماعا في العالم، فما بالك في العالم العربي – الاعتراض على المستوطنات.  اسرائيل لا يمكنها أن تواصل الوضع الحالي على مدى الزمن. كل رؤساء الحكومات السابقة من الليكود سعوا الى الامتناع عن الانسحاب من الضفة الغربية، ولكنهم جميعهم توجهوا الى بدائل سياسية ذات مغزى: بيغن انسحب من كل سيناء؛ شمير شارك في مؤتمر مدريد الذي ادى الى مفاوضات ثنائية مع كل جيراننا؛ شارون انسحب من كل قطاع غزة.  نتنياهو لا يمكنه أن يمتنع عن القرار ما هو بديله.