خبر : ضابط شليط رئيس/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 15/2/2011

الثلاثاء 15 فبراير 2011 11:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ضابط شليط رئيس/بقلم: عوفر شيلح/معاريف  15/2/2011



 في توجيهات وداع غابي اشكنازي كرر جملة واحدة، متوقعة على نحو خاص إذ قال رئيس الاركان التارك: إن أكبر فشل لي أن مرت اربع سني ولايتي وما يزال جلعاد شليط في الأسر. سارع اشكنازي باجراء كلاسيكي من توجيه الاصبع الى آخرين وذكّر بأنه أيد هو نفسه صفقة تدفع فيها اسرائيل الثمن الذي تطلبه حماس عن شليط. قال: أنا المسؤول عن تقدير المخاطر والمجابهات معهم، وأنا أعتقد ان هذه مخاطرة ينبغي الأخذ بها لانهاء هذه القضية البائسة. من غير ان ندخل جدل من أيد ماذا ومتى، إن مجرد تطرق اشكنازي الى قضية شليط مشتق من التصور الثابت في هذا الشأن: وهو أن الامكانين النظريين الوحيدين لاطلاق سراح شليط هما إما عملية عسكرية وإما دفع الثمن الذي تطلبه حماس. إن صورة هذا التناول، اذا قصدها اشكنازي حقا بجدية ولا يذكر فقط خطايا الآخرين، هي جزء من اسباب الفشل المتواصل في شأن شليط – وربما تشير الى أول شيء يستطيع بني غانتس فعله في اول أيامه في رئاسة الاركان. من الصحيح حتى هذا الصباح، انه لا يوجد في الجيش الاسرائيلي ضابط واحد يوجد في تعريف عمله، وفي جدول مهامه لهذا الصباح، اعادة جلعاد شليط الى البيت. ولا تقولوا لي: قائد دورية هيئة القيادة العامة، ورئيس لواء التشغيل في "أمان"، ورئيس "أمان" نفسه أو رئيس هيئة الاركان: فلكل هؤلاء مناصب كثيرة مهمة، ومهام تُشتق من الأطر التي تولوها لكن ليس من ذلك اعادة شليط. وليس رئيس قسم الأسرى والغائبين أو شخص آخر مثل اولئك ايضا. ليس هذا أمرا تنظيميا فحسب. الضابط المعين يعني شخصا يمكن قياس نجاحه أو اخفاقه. وهو لذلك يُدفع الى فعل كل ما لم تفعله اسرائيل حتى اليوم من الفحص عن طرق عمل، وطرح أفكار للنقاش وخطط للمصادقة، والجلوس الى الوحدات والتنظيمات الموازية لتقدير أين نقف والى أين يجب أن نمضي. كل ما لا يحدث في شأن شليط، المعلق الواقف منذ شهور في توقع تحرك للتفاوض أو اختراق استخباري يُمكّن من عملية. لا تقولوا لي إن شأن جندي واحد أقل من أن يُعين له ضابط كامل في الخدمة الدائمة. فقد تحول شليط منذ زمن الى شأن وطني، يظهر في اسئلة المجندين والخادمين. قد يكون ثمن اطلاقه كارثيا، بحسب اولئك الذين يعارضون دفع مطالب حماس كاملة. وقد أُنفقت في الجهد للكشف عن موقعه اموال كثيرة وعُرضت للخطر أرواح بشر. يوجد ضباط خُولوا أكثر من هذا كثيرا. لكن لا يوجد ضابط مسؤول عن جلعاد شليط. لماذا؟ دعوني أُخمن: لان هذا الاجراء سيُحدث عنوانا حقيقيا يتحمل المسؤولية. ومن غيره، يستطيع رئيس الاركان ان يستمر في الحديث عن موقف عام للمسؤولية لا معنى له. ويستطيع معارضوه ايضا ان يتهموه بالغوغائية من غير ان يتحرك أحد عن موضعه المريح. وما يزال حاجي هداس ايضا ممثل الحكومة في التفاوض يطرق الابواب من غير ان تستجيب له وحدات وموارد خُصصت له بصراحة. يستطيعون جميعا الاستمرار في قول انهم فشلوا من غير ان يدفعوا عن ذلك ثمنا. يجب على غانتس أن يُعين هذا الصباح ضابطا يختص بالشأن، ضابط شليط رئيسا. يوجد في "أمان" أو بين خريجيها عدد كاف من المرشحين المناسبين. من المؤكد ان يفرح رئيس "أمان" أفيف كوخافي، الذي اختطف شليط تحت إمرته على فرقة غزة لأن يخصص ما يُحتاج اليه كي يستطيع هذا الضابط بدء العمل، وإلا فلن يمنع المأساة التي ينهي بها غانتس ولايته ويقتبس ردا على شأن شليط المنسي من كلام من سبقه في عمله إلا معجزة أو تطور غير متوقع.