خبر : سلام لرجل السلام/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 13/2/2011

الأحد 13 فبراير 2011 11:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سلام لرجل السلام/بقلم: ايتان هابر/يديعوت  13/2/2011



كون كل دولة قريبة من نفسها مثلما هو كل انسان قريب من نفسه كانت لدي أمس حاجة شديدة لان أفصل بين هتاف الجماهير في ميدان التحرير في القاهرة، بين الجماهير التي تريد الحرية وترى نورا ساطعا، وبين مصافحة من كان (وربما سيبقى...) عدوا، عرف كيف يضع سلاحه. بل اني اردت ان اهتف اليه كي يسمعني داخل الشاشة التلفزيوني أقول له "شكرا" من جهتي وربما ربما؟ - من جهة كثيرين آخرين. امام عيوننا المنذهلة وقع أمس فصل آخر في التاريخ وبدأ يسدل الستار على من اعتبر في نظر ابناء شعبه طاغية قاسٍ، زعيما سار بالملايين الى اللا شيء. بالنسبة لنا، بالنسبة للمئات وربما لالاف الاسرائيليين الذين لم يقتلوا في الحروب ضد مصر، كان هو ملاك سلام.  درءاً لسوء الفهم: حسني مبارك لم يُقبّل صبح مساء في صحوه ومنامه، صورة هرتسل. فقد مقت الصهيونية وبالتأكيد يحتمل أن يكون مقت اليهود واليهودية ودولة اسرائيل. حسني مبارك كان عدوا عنيدا، قائد سلاح الجو المصري في حرب يوم الغفران. قياداته سفكت دما يهوديا كثيرا.   ولكن من اللحظة التي قبل فيها أمر سيده، الرئيس أنور السادات، للسير في مسار السلام مع اسرائيل، حافظ على هذا السلام بشد على الاسنان، بعض على الشفتين، امام الجماهير المتحمسة في بلاده، امام زعماء الدول العربية الذين لم يرغبوا في السلام. امام مئات ملايين المسلمين كارهي اسرائيل ممن شتموا أمه ويومه. ونحن، الويل، نحن لم نسهل عليه: حروب لبنان، حملات طويلة المدى وطويلة الزمن، انتفاضتين، صور اطفال موتى (لهم، ولنا ايضا). حسني مبارك أصر، قاتل، شد قدراته السياسية حتى آخر الحدود. وحافظ على السلام. 32 سنة حتى الان – اكثر من سنوات جيل – صمد هذا السلام وربما سيصمد أكثر فأكثر. في الـ 32 سنة هذه قتل 26 اسرائيليا في أعمال ارهابية على أرض مصر، أقل من عدد قتلى حوادث الطرق في شهر واحد في اسرائيل. اسرائيل غيرت كل خططها الاستراتيجية. ارتاحت. وجدت تحت تصرفها ميزانيات سماوية. الجيش الاسرائيلي تفرغ لمهمات اخرى، فيما أن الجيش العربي الاقوى أغلق على نفسه ثكناته (ولا يزال يتدرب على هجوم على ودفاع في وجه اسرائيل). حسني مبارك لم يحبنا. حسني مبارك حذر كل زعماء اسرائيل على اجيالهم من أنهم اذا لم يتوصلوا الى سلام شامل مع جيراننا، ولا سيما مع الفلسطينيين، فلن تكون لنا قائمة.  في هذه اللحظات يمر التاريخ امامي: اللحظة الحلمية التي يظهر فيها السادات في مدخل طائرته التي هبطت في اللد، التوقيع على معاهدة السلام في واشنطن، الاسرائيليون الاوائل الذين يهبطون في مصر، النظرة الاولى الى الاهرامات. السفريات المتواترة، واسوان، مدينة القبور والكنيس في شارع عدلي، احتفال رفع علم اسرائيل في السفارة، تقديم اوراق اعتماد السفير الاسرائيلي الاول. فهل كنا أم أننا حلمنا حلما؟  حسني مبارك كان، ربما، سيء لابناء شعبه الذين عددهم كعدد رمال شاطىء البحر. فما كان لينتخب ممثلا عن الديمقراطية في منتديات الثرثرة. وكما أسلفنا، لم يكن أيضا محبا لصهيون، ولكنه كسياسي عرف كيف يقدر قيمة السلام، وهو رجل سلام في الـ 32 سنة الاخيرة. المئات وربما الالاف من الاسرائيليين مدينون له بحياتهم – وهم لا يعرفون ذلك؟ وعليه، فانه جدير، من ناحيتنا، لشكر جزيل، وكجندي وكقائد – لتحية وداع. فهل سنشتاق اليه؟