منشورات ويكيليكس (الا تزال تذكرون)؟ طرحت على جدول الاعمال ازدواجية اللسان لبعض من زعماء العالم العربي. فقد تبين أن الكثيرين منهم قلقون جدا من ايران وانهم لا يتأثرون كثيرا من ضائقة الشعب الفلسطيني. اليمينيون عندنا قفزوا على هذه التسريبات وكأنهم وجدوا لقية ثمينة وشرحوا بانه ثبت الان دون ريب ان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ليس المشكلة المركزية بالنسبة لجيراننا، وعليه فان حل النزاع ايضا لن يغير في الامر كثيرا.* * * إذن صحيح أن من يكافح في سبيل السلام مع جيراننا يفعل ذلك لانه هو او هي يؤمنون بانه اذا لم تكن هناك حدود، فمن الصعب جدا أن تعيش هنا دولة ديمقراطية ويهودية، وليس لانه يعتقد بان هكذا ستحل كل المشاكل التي لدينا مع العالم العربي. ولكن في كل الاحوال اثبتت احداث الاسابيع الاخيرة بقوة أكبر مركزية النزاع في الحاضر المحيط بنا. على مدى بضع عشرات السنين كانت لنا علاقات دبلوماسية من انواع مختلفة مع 13 دولة عربية. زعماء الدول العربية طالبونا بالوصول الى سلام مع جيراننا. بعضهم فعل ذلك لان الامر كان قريبا من قلوبهم. بعضهم فعل ذلك لان هذه هي النبرة السائدة في العالم العربي، ولكنهم جميعهم كانوا مستعدين لان يقيموا معنا علاقات وان يمنحونا بذلك الشرعية حتى قبل أن نكون أكملنا دائرة السلام. كان هناك بينهم من فعل ذلك لانهم آمنوا بان السلام يوجد وراء الزاوية، وآخرون اكتفوا بمجرد وجود محادثات بيننا وبين الفلسطينيين او السوريين كي يبرروا علاقات كاملة او جزئية مع اسرائيل، خدمت، في نظرهم، مصالحهم القومية. * * * الريح الجديدة في العالم العربي – حتى لو تحولت الى عاصفة وحتى لو أدت الى اصلاحات محدودة فقط – ستخلق تغييرا هاما: حاجة متزايدة لدى الزعماء للانصات الى صوت الجمهور، سواء لانه في المستقبل سيدور الحديث عن انتخابات اكثر حرية، ام خوفا من أن يمتلىء ميدان المدينة بأصوات لاذعة. الفجوة بين القادة والمقودين تظهر الان، والتشهير الاشد تجاه القائد هو أنه مؤيد لاسرائيل. دون مسيرة سياسية، وبالاساس دون اتفاقات مع جيراننا سيكون من الصعب على اسرائيل اكثر بكثير تدبير نفسها في حينا. للزعماء الذين في محيطنا سيكون أصعب بكثير الاكتفاء فقط بضريبة كلامية بالنسبة للسلام في منطقتنا، ومواصلة التعاون معنا.* * * يوجد لنا مع من يمكن أن نصنع السلام. في الجانب الفلسطيني وفي الجانب السوري على حد سواء. الثمن معروف وممكن. ثمن انعدام الفعل واضح اليوم اكثر مما هو في الماضي. لدى اسرائيل فرصة للانخراط في الريح الجديدة التي تهب الان على الشرق الاوسط ونزع السبب او الذريعة المركزية للعداء ضدنا من الجمهور في الدول العربية. الان، قبل ان يفوت الاوان.