خبر : السلام مع مصر: أم كل تفويت الفرص / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم 4/2/2011

الجمعة 04 فبراير 2011 02:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
السلام مع مصر: أم كل تفويت الفرص / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم  4/2/2011



حصل هذا قبل أربعين سنة، في 7 شباط 1971. الحدث لم ينشر وتفاصيله لم تكشف الا بعد نحو ثلاث سنوات: كان يمكن منع حرب يوم الغفران وضحاياها، ومن أمسك بالدفة لم يفهم الرسائل التي تلقاها. على ذلك لن يكون غفران أبدا. قرار مجلس الامن 242 ولد وسيطا بتكليف من الامم المتحدة، د. غونار يارينغ، دبلوماسي سويدي ينال التقدير، أكثر من السفر بين اسرائيل ومصر. كبير أعدائنا، جمال عبدالناصر، مات في ايلول 1970. منصبه احتله أنور السادات الذي أعلن عن "سنة الحسم"، التي ستؤدي الى استعادة سيناء لمصر، بالحرب او بالسلام. طرحت في حينه في البلاد افكار مختلفة عن التسوية التي تنطوي على انسحاب اسرائيلي جزئي. ولكن مثلما لم يطرح مشروع يغئال الون للتسوية مع الاردن على الحكومة للتصويت عليه ابدا، هكذا فان مشروع موشيه ديان للانسحاب 30كم عن القناة لم يبحث ايضا. في 4 شباط ظهر السادات أمام مجلس الامة المصري واقترح فتح قناة السويس، التي بقيت مغلقة منذ الايام الستة ودعا الى انسحاب اسرائيلي جزئي. اما غولدا فاعلنت في الكنيست بان اسرائيل لن تنسحب عن خطوط وقف النار الا في اطار سلام شامل. ولكن في 7 شباط اقترح يارنيغ ان تنسحب اسرائيل الى الحدود الدولية في اطار تسوية تقرر ترتيبات أمنية، والاعلان عن نهاية القتال والاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومصر. بعد اسبوع من ذلك قبلت مصر مبادىء يارينغ شريطة ان تلتزم اسرائيل بتطبيق قرار 242، تسحب جيشها من سيناء وتقدم حلا لمشكلة الفلسطينيين. وشدد السادات على أن السلام العادل والدائم لا يمكن ان يتحقق دون تطبيق كامل لقرار 242 وانسحاب اسرائيل من كل المناطق التي احتلتها في 1967. الجواب المصري وصل الى الحكومة. في النقاش في الجواب الاسرائيلي تعلقت مائير بالجملة الاخيرة وفهمت منها بان شرطا مسبقا للسلام هو انسحاب تام لاسرائيل من كل المناطق. احد لم يقترح قبول اقتراح يارينغ بالانسحاب الكامل. غليلي اقترح الاعلان بان "اسرائيل لن تنسحب الى خطوط 5 حزيران 1967". ديان انضم بحماسة، فأقرت الحكومة الصيغة باغلبية كبيرة.             الامريكيون استجدوا الحكومة الا تكتفي بهذا الرد. وكذا الامين العام للامم المتحدة. ولكن شيئا لم يجدِ نفعا. مصر أعلنت بانه اذا كان هذا موقف اسرائيل، فلا معنى من مواصلة الاتصالات. بعد سبع سنوات من ذلك وقع اتفاق كامب ديفيد وفقا لذات المبادىء بالضبط. في هذه الاثناء، دفعنا الثمن الفظيع لحرب يوم الغفران. في 1988 التقيت مع يارينغ الذي بات متقاعدا عجوزا. وكان يتذكر كل شيء وأكد امامي النقطة الاساسية في نظري: غولدا لم تكن مستعدة لان تفهم بان السادات ما كان يمكنه ان يصنع السلام مع اسرائيل على نحو منقطع عن القضية الفلسطينية. وعليه، فالى جانب موافقته على اقتراح يارينغ اضاف جملة بالنسبة لشروط السلام الشامل في المنطقة. ليس كشرط لسلام اسرائيلي – مصري، بل كشرط للسلام الشامل. ومع الايام، في مداولات كامب ديفيد اوضحت النقطة: السادات اصر على الحاجة للعرض على الفلسطينيين اتفاق اطار والشروع في مفاوضات على حكم ذاتي في المناطق. ولم يشترط اتفاق السلام مع مصر بالحل الفلسطيني، ولكنه ما كان بوسعه أن يتنازل عن معالجة هذه النقطة. بيغن فهم ذلك. غولدا لم تقبل بذلك حتى في 1978، واقترحت منح الرجلين جائزة اوسكار وليس جائزة نوبل للسلام.