ما دامت الرياح تعصف بوجوه الطواغيتوترسلهم إلى المجهول...ما دامت الروح تنبض في أجساد الكهول...لن أنحني...ما دامت فراشاتنا تغتال في الحقول...وتقيد الجريمة ضد مجهول..ما دامت البغال تمتطى بدلا من الخيول...وما دام فينا طفل ينادي جفت ضمائركم من زمنفما بالنا بالعقول...لن أنحني...حدثني الليل ذات مرة :!بأن كل من على هذه الأرض سيزول...حتى سوادي وحلكتي سيتبعثران...سيتبددانو سيسارع الفجر بالوصول...لكن..لا تستبطئيه واجعلي انتظارك يطول..ولا تقنطي.. فأرض الله واسعةانتظريه فوق السحاب...بين الغيوم..أو حتى فلتقرعي الطبول...وعجلي الخطا ولا تتريثي ليرمى لك خيطكقطة تحت سرير يسألونها القبول...انقضي على كل ما يؤرجح ذاكرتك ويؤرقهاوداهمي أراض تدعي الخصوبة... كسيول...واروي عطشها وزيدي..عل الزيادة تفي بغرض أو حتى تساويالحاكم بمحكومه أمام العدالة بالمثول..أيها الليل....إنني ومنذ زمن..أنحني وأسجد وأركع وأتوسل في جوفك...لمن خلقني وخلقك كبتول...ولا أصغي لحديثك و أنت دائما الذي تقول...فصياح ديك في هزعك الأخير يقلقكل من لديه فضول..معلنا بزوغ الفجر ويرفع ستارة الذهول...وهنا دعني أيها الليل أقول...ما دامت الطيور تعانق وجه السما...وبرفرفة أجنحتها تلقن المستبدين في الحرية درسا...لن أنحني...ولو تحول الفاعل إلى مفعول...ولو مد حبل من مسد من غزة هاشمإلى اسطنبول...ولو تبعثرت بقاياي ولملمها رضيع من كل تاريخ هذه الأمة خجول...ولو خرج منكم ألف رجل يدعي أنه رسول...لن أنحني...فنحن لسنا في زمن الأنبياء..ونحن لسنا في زمن الشرفاء..لقد انتهت هذه الأزمنة وعفا عليها غبارالسنين والفصول...وسحقنا كما تسحق عظام تحت الركام الرمادية...لطفلة شابت وهي برعمة وردية...فلا تتحدثوا( استحلفكم بأي كانت آلهتكم)..عن صلاح الدين أو عن سيرة نبوية...ولا تدسوا أنوفكم في صلح فتنة أنتم أول من فيه أشعل شظية...ولا تنتظروا منا لا رمقة احترامولا حتى نصف تحية...واتركونا وشأننا سئمنا تعلقكم الواهن بالقضية...