خبر : الفلسطينيون قالوا لا/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 27/1/2011

الخميس 27 يناير 2011 12:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
الفلسطينيون قالوا لا/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 27/1/2011



 واو، أي انجازات كشفت عنها وثائق "الجزيرة ليكس". وافق الفلسطينيون على أن يظل التل الفرنسي في القدس على حاله، وأن يبقى الحي اليهودي في البلدة القديمة يهوديا، وأن يتم تضييق "حق العودة" الى 100 ألف فلسطيني "فقط" يقطنون في اسرائيل. أي اعتدال، كيف أصبحوا تلاميذ زئيف جابوتنسكي. وأي إضاعة للفرصة منا، كيف لم نتلقف الاتفاقات بيدينا كلتيهما؟. صحيح انهم يطلبون ايضا طرد نصف مليون يهودي بينهم كثيرون من يهود القدس، وكل غور الاردن وكريات أربع وبيت ايل وعوفرا وكل يهودا والسامرة تقريبا. وهم يريدون دولة تنصب صواريخ ودبابات في معبر مندلبوم وفي التلال المطلة على تل ابيب. فليكن. هذه هي الصفقة الفضلى التي يمكن الحصول عليها وها قد ثبت وجود شريك. هذه هي صيغة غسل الدماغ المكثف الذي يجري علينا في الايام الاخيرة، مع محاولة اقناعنا انه قد وجدت في ستوديوهات "الجزيرة" في قطر ينابيع الخلاص. فهناك تبيّن أين أضعنا الفرص في الماضي وأين يوجد مستقبلنا. بيد انه يكمن في كل هذا الكذب والتلاعب والخداع للذات والحقيقة عكسية بطبيعة الأمر. من المهم قبل كل شيء أن نستمع لردود أناس أبو مازن على الأنباء المنشورة. يؤكد صائب عريقات وسائر أبطال الوثائق انه لا أساس للموافقات المنسوبة اليهم. وهم يزعمون أن "الجزيرة" تُزيف على عمد ولن يوقعوا أبدا على ذلك. وفي نفس الوقت تُعرض الموافقات المزعومة في العالم العربي باعتبارها خيانة، وبحسب ذلك يدافع ناس أبو مازن عن أنفسهم ويُنكرون. والحق معهم. فهذه الموافقات لم تُبذل في الماضي ولن تصاغ أبدا في اتفاق ملزم، وليس مهما ما يُقال من وراء ستار. تبرهن الوثائق مرة اخرى على أنه برغم أن الزوجين اولمرت ولفني عرّضا مستقبلنا للخطر واقترحا المضي أبعد من السلطة التي حصلا عليها واجماع الجمهور والعقل السديد، على ان الفلسطينيين قالوا لا. كما حدث في كامب ديفيد باراك، إذ عرضوا عليهم اقتراحات كارثية غير شرعية من جهة اسرائيل والشعب اليهودي وقالوا لا. وحتى لو وافقوا – فما معنى توقيع بلاط رام الله الذي ليس له أي تأثير في سلطات غزة وفي الجاليات الفلسطينية وفي الدول العربية؟. أي منطق يكمن في اعطاء كل شيء من غير الحصول حتى على انهاء الصراع المطلق؟ وحتى لو وقعوا، فاننا قد وقّعنا مع هؤلاء الاشخاص أنفسهم على اتفاقات اوسلو التي نقضوها فورا. لقد داسوا الالتزامات الأمنية والاقتصادية، ويحرضون كل يوم على مجرد وجود دولة اسرائيل. فما هي قيمة اتفاق في المستقبل حتى لو تم احرازه؟ بعد أن نطرد نصف مليون يهودي، ونعطي فلسطين نصف القدس، ونُدخل في اسرائيل 100 ألف "لاجيء" سيقوم الفلسطينيون في موقف الانطلاق الى القضاء النهائي علينا. إن حملة غسل الدماغ التي تجري الآن على الجمهور الاسرائيلي هي خداع آخر يصدر عن مُحدثي اوسلو وأنصارها. لكنها أقل إقلاقا من بالونات الاختبار التي يلقيها تلاميذ جابوتنسكي ولا سيما نتنياهو وليبرمان. إن الكشف عن خطة لاقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة يعرض حماقة ومخاطرة متميزتين، وبخاصة ازاء وثائق "الجزيرة". من ذا نعطيه دولة مع حياة واستقلال هل اولئك الذين وافقوا على الحصول حتى على نصف مليون يهودي مقتلعين وعلى تقسيم القدس؟ ما هو هدف هذا الاعطاء لمن يقول انه لن يكتفي حتى بعروض لفني واولمرت الثابتة في وثائق "الجزيرة"؟. إن حقيقة انه لا عقل في معسكر اوسلو غير مفاجئة، لكن عدم المنطق الكامن في المضي الى دولة فلسطينية مؤقتة من قبل حكومة نتنياهو لا يُغتفر.