خبر : ابو ماهر اليماني: حــارس الثغــور ..ابو علي حسن

السبت 08 يناير 2011 10:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
ابو ماهر اليماني: حــارس الثغــور ..ابو علي حسن



 لا احسبك ايها القائد تحب الرحيل بعيداً عن الوطن....فأنت القائل قبل ستون عاماً..في سجال مع والدك الذي هاله انسحاب جيش الإنقاذ من سحماتا وفسوطة..... أرفض الرحيل وأرفض الموت بعيدا عن محيط رأسي...فحملت رشاشك (الأستن) ومن يومها  إلى يومنا هذا, ترفض مغادرة الوطن..ومغادرة الحلم.    ايها الغائب عنا..والحاضر فينا..ترى هل تعبت وأجهدك زمن النضال..أم اشتقت إلى بداياتك مع القائد النقابي سامي طه...ام الى صديقك جوليان فيلوبتش..ام الى شقيقك الشهيد محمد اليماني..وخالد ابو عيشة, هل وددت ان تعود الى البدايات مع رفيق عمرك جورج حبش ووديع حداد وأبو أمل وكل الرفاق...أم أردت أن تدق الخزان مع غسان كنفاني لإنعاش ذاكرتنا...لا أحسبك تحب الرحيل لكني أحسبك تحب الحياة مع رفاق دربك ممن سبقوك نحو الخلود.    أيها الحاضر فينا أبداً..أيها الحاضر فينا على مساحة الوطن..وفي القلب والوجدان..أيها الممسك بخريطة الوطن شماله, وجنوبه, غربه, وشرقه, بحره, ونهره...خبرناك في كل الدروب يوم اجتزت كل المسافات..لم تلن لك قناة..ولم تهن لك عزيمة..كنت فوج الثأر أبطال الفداء...كان همك استرداد  مجدٍ ووطن..ولا تبغى الثراء..ألم تقل هذه الكلمات في مقتبل عمرك..وفتوة نضالك.    يا حامي الثغور وحارسها..وما أكثر الثغور وما أحوجها إلى الحراسة اليوم..وما أ كثر الأعداء والمتربصين بها...كنت حارساً شجاعاً لثغر الميثاق في أهدافه وغاياته يوم كان قومياً ويوم صار وطنياً...كنت حارساً أميناً لثغور قدسنا قلب فلسطين  وكنت حارساً يقظاً لثغور الثوابت  والمبادئ يوم المهادنة...ووقفت عنيداً أمام المساومين على ثغور  العودة والتحرير..وترصدت الجبناء على كل الثغور تنشد وطناً لا ترى له مالكاً غيرك وغير شعبك الفلسطيني.    لقد كنت تحمي ثغور السياسة, كما تحشد لثغور الجغرافيا...وكنت في قلب  التاريخ ترفض أن تكون على حدوده وجواره..فثمة من القى بندقيته رعديداً وترك ثغر التاريخ مفتوحاً لعبث جنود الرده.    وكنت جزءاً مجبولاً مع جغرافيا الوطن غير مفصول عنها..لا بل كنت إنسانها..وهل تستوي الجغرافيا بدون إنسانها.    أخرجوك من الجغرافيا عنوةً لكنك سكنتها وأقمت فيها بوعيك ومخيلتك وأحلامك, "لأنها فلسطين"... رفضت أن تكون إلى جوارها رغم رابطة القربى والعروبة..إذ ظلت عيناك ترنو نحو سحماتا وقضاءها...لإنها كانت البداية..وما أجمل براءة البداية..وبداية الحياة لإنها كانت زمن براعم الوعي..وزمن أوراق الريحان المطحونة..وحب  الترمس..وطعم الزعتر..إنها زمن الثلاثون قرشاً عداً ونقداً...موازنتك الشهرية وأنت عل مقاعد الدراسة بمدينة عكا.    ابو ماهر اليماني...يا حامي الثغور وحارسها..لقد أعطيت وأجزلت العطاء..وناضلت حتى كلّ جسدك من العناء..وتجولت في ميادين الثورة والثوار..فكنت المبادر والمحرض والمنظم والمقاتل كنت مثقلاً بهموم أمة...ووطن أضاعه حكام ارتضوا أن يكونوا حراساً لحدود سايكس بيكو.    يا حارس الثغور الوطنية والسياسية..كنت قامةً من قامات النضال الوطني الفلسطيني..ورمزاً وطنياً لم تنصفه..ولم تعطيه المساحة الكافية "تجربتك مع الأيام" ربما هناك من المخلصين والأوفياء من يضيفوا مساحةً أكبر لتجربة وحياة لم تستوفي بعد أسرارها وعناوينها....    ســلام علــى روحــك الطاهــرة..ســلام عـلى جسـدك الطاهــر ملفوفــاً بعلــم مبلــل بعطــر فلسطيــن وريحانهــا..ســلام عــلى محيــاك مبتسمــاً..فمــا زال هنــاك مــن يحمــي الثغــور.   عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير     أبو علي حسن