خبر : قلوبنا معك يا مصر .. عماد الفالوجي

الإثنين 03 يناير 2011 03:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
قلوبنا معك يا مصر  .. عماد الفالوجي



لأنها مصر ولأنها قلب الأمة النابض ,ولأن شعبها وجندها أوصانا به رسولنا الأعظم – عليه الصلاة والسلام – ولأنها الامتداد الجغرافي والإنساني ولأنها الأقرب الى قلوبنا , ولأننا الأكثر تأثرا بأحداثها ولأنها الأكثر تضحية من أجلنا , ولا أطماع خاصة لديها بشأننا – ودائما كانت ترفض عروضا دولية تمناها آخرون - بل تقوم بكل ما تقوم به من أجلنا بحكم الروابط التاريخية والقومية والجغرافية المشتركة التى تربطنا , وعنوان حركتها الدائبة تجاهنا هو النجاح فى تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , وكذلك جهدها الكبير فى تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية , لكل ذلك فإن قلوبنا وعقولنا وأنظارنا دائما تتجه الى مصر الكنانة نفرح لفرحها ونفخر بإنجازاتها فى كافة المجالات , ويصيبنا الغم والهم لأي مكروه يمسها على كافة المستويات , لأن كل إنجاز لمصر هو إنجاز لكل العرب والمسلمين لأنها قلب الأمة , وكل مساس بمكانتها وأمنها واستقرارها هو مساس بالوضع العربي العام , كل من يحب العرب لابد عليه أن يحب مصر , لأنها القوة الأكبر عربيا وهي رصيد الأمة العربية ولا مكان للعرب بدونها , وكل من يعمل على إضعافها أو إرباكها أو التدخل فى شئونها بما لا يخدم قوتها ورسالتها فهو عدو للعرب والمسلمين لأنه يمس قلب الأمة العربية والإسلامية . مصر التى نزفت قبل أيام وسال الدم المصري فى مدينة الإسكندرية على إثر تفجير إرهابي نفذته أيادي مجرمة خبيثة بحق جزء أصيل من أبناء مصر من أقباطها وهم يحتفلون بعيد الميلاد ورأس السنة , تلك الأيدي الخبيثة المجرمة لم تقصد فئة بعينها كما توحي العملية بل قصدت شعب مصر وأمن مصر وحاضرها ومستقبلها , وأرادت تلك العملية المجرمة أن تحدث شرخا كبيرا فى الاستقرار الداخلي لمصر وضرب وحدة العلاقة التاريخية بين المسلمين والنصارى فى مصر , وأرادت تلك الأيدي الخبيثة أن تثير الفتنة الطائفية وقد تكون متسلحة ببعض المتطرفين من كلا الجانبين , إما بشكل مباشر مقصود ومخطط له أو بشكل غير مباشر عبر إشاعة ثقافة التطرف بين الجانبين وإثارة قضايا وأحداث محددة تخدم أهدافهم , ولاشك أن أعداء الأمة نجحت فى السنوات الأخيرة بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين المسلمين وعملت على تشتيت جهد الأمة وضرب وحدتها بأيدي أبنائها ذاتهم , ولعل ما يجري فى العراق ولبنان والسودان واليمن وغيرها من الأقطار دليل صارخ على كل ذلك , وكانت بعض الجهات قد أعلنت عن وجهتها وخططها فى ضرب استقرار مصر لإدراكهم مكانة مصر وتأثيرها على مكانة العالم العربي والإسلامي ,ومن هنا فإن ما جرى  لم يكن مجرد حادث عرضي لفئة محدودة بل هو مخطط قد يكون له تداعيات مستقبلية خطيرة ما لم تتوحد الأمة داخل وخارج مصر لوقف هذه الثقافة القاتلة التى ستدمر كافة إنجازات أمتنا على مدار السنين . لقد أعادت الأمل لدينا جميعا تلك الصورة التى جمعت البابا شنودة مع شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف المصري بعد تلك الأحداث , وهذا اللقاء ضرب فى الصميم ما أراده المتطرفون القتلة منفذو العمل الجبان , والتحركات الشعبية والنقابية بشكل مباشر وفوري رافضين ومستنكرين تلك الأحداث واعتبر الجميع أن تلك الدماء التي سالت هي دماء عربية مصرية مست مشاعر كافة العرب والمسلمين على حد سواء , وكانت تصريحات البابا شنودة التى اعتبر فيها هذا الحدث بأنه شاذ عن طبيعة العلاقات الأخوية بين أقباط مصر والمسلمين وكذلك كان قول الإمام الأكبر شيخ الأزهر مذكرا بعمق الجرح الذي أصاب المسلمين نتيجة لهذا الفعل الإرهابي الذي لا يميز بين مسلم ومسيحي , ولا يميز بين سني وشيعي كما يحدث فى العراق . إن اختيار مدينة الإسكندرية لهذا العمل الإرهابي الجبان له مدلولات كثيرة , ولعل أبرزها تشويه المظهر الحضاري والعلمي الثقافي التى تتميز به مدينة الإسكندرية التى احتضنت كثيرا من اللقاءات والمؤتمرات الداعية لحوار الحضارات والثقافات ونبذ العنف والتطرف , وكانت مهدا ومنطلق إشعاع للعالم العربي والإسلامي والدولي عبر مكتبها العالمية ’ مكتبة الإسكندرية ’ . الرد الطبيعي على هذا الفعل الإجرامي الإرهابي هو تفويت الفرصة على المتربصين بأمن ووحدة مصر , وعدم الاستسلام لمخططاتهم ومواجهتهم فكريا وثقافيا وتحصين شبابنا من أفكارهم أولا ثم مواجهتهم على الأرض ومحاسبة المخالفين منهم ليأخذوا حسابهم وعقابهم الذي يستحقونه , وستبقى العلاقة التى تربطنا مع إخواننا الأقباط وغيرهم هو نداء الله الخالد لنا فى كتابه العزيز ’ قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ’ , وقوله تعالى ’ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين  ’ ندعو الله أن يحفظ مصر وأمتنا العربية والإسلامية من كيد أعدائها سواء كانوا من خارجها  أومن كانوا بداخلها , وأن يرد كيد عدونا الى نحره , ولا يشمت بنا الأعداء , إنه سميع مجيب .