خبر : الخطة ب لليبرمان ونتن ياهو ايضا..ماجد عزام

الخميس 30 ديسمبر 2010 02:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
الخطة ب لليبرمان ونتن ياهو ايضا..ماجد عزام



كشف افيغدور ليبرمان الاحد الماضى عن امتلاكه خطة للتسوية الانتقالية والمؤقتة  مع الفلسطينيين اسماها الخطة ب-plan b-  ليبرمان اشار فى تبريره لها انه لا يرى فرصة او امكانية واقعية للتوصل الى اتفاق دائم لاسباب عدة منها فلسطينية واسرائيلية ودولية ايضا كما زعم ان السلطة كيان غير شرعى تتهرب من الانتخابات ولذلك يجب عدم التوصل الى اتفاق دائم معها فحتى لو اعطيناهم تل ابيب وحدود 1947 سيجدون سبباً ما لعدم التوقيع حسب تعبيره اما فى اسرائيل فعرض ليبرمان لما وصفه  الواقع السياسى  والخلافات المحتدمة ليس فقط داخل الحكومة وانما داخل حزب الليكود نفسه واللذين يحولان دون التوصل الى حل نهائى للصراع وبالتالى فان لا خيار عملياً سوى التسوية الانتقالية التى تتضمن العمل على توفير مزيد من الاستقرار للوضع في الضفة الغربية وزيادة التعاون الامني مع السلطة وذلك من أجل السماح للفلسطينيين بمزيد من المسؤولية الامنية عما يجري في المنطقة.  بالتوازي ستسعى الخطة ايضا  الى تعزيز ذي مغزى للاقتصاد الفلسطيني من خلال توسيع حرية الحركة في الضفة بين المدن الفلسطينية وحوافز اقتصادية مختلفة اما الهدف النهائى  لها، فيتمثل  فى الوصول الى وضع يصبح فيه الانتاج القومي الخام للفرد في أوساط الفلسطينيين في الضفة نحو 20 الف دولار وبراى ليبرمان  أنه عندما يصبح الوضع الاقتصادي في السلطة مشابها لذاك  الذي في اسرائيل،  فسيكون من الأسهل استئناف المفاوضات السياسية للوصول الى تسوية دائمة. الخطة تتضمن فى طياتها او حتى بين السطور العديد من الدلالات والمعانى وهى تحمل نفسا ومزاجا عنصريا لا لبس فيه حيث يعتقد ليبرمان  ان الفلسطينيين فى مستوى ادنى ليس فقط اقتصاديا وانما ثقافيا وفكريا ايضا وهم ليسوا ناضجين او  ندّيين للتوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل ويجب ان يجتازوا عمليات اصلاح وتاهيل طويلة ومركبة  قبل الوصول الى هذه المرحلة وهنا يمكن الاشارة ايضا الى المقولة العنصرية والمتغطرسة لدوف فايسغلاس المستشار السياسى لرئيس الوزراء السابق ارئيل شارون- المغزى الجوهرى لخطة خارطة الطريق هو ان الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة قبل ان يتحولوا الى فنلنديين . تؤكد الخطة فى السياق ايضا ان التسوية المؤقتة والانتقالية  هى الهدف الاساسى لهذه الحكومة واليمين المهيمن والمسيطر والذى يزداد مع الوقت قوة ونفوذا   والتسوية المقيتة التى ستتحول الى دائمة  ليست سوى الاسم الحركى للحل التاريخى لليمين وهو الحكم الذاتى البلدى الموسع والذى طرح قبل ثلاثين عاما من قبل مناحيم بيغن اثناء كامب ديفيد الاولى ويعود الان ليطرح من جديد تحت مسميات مختلفة ومتعددة ولكن بجوهر واحد .ليبرمان لم يعد شخصاً هامشياً فى اسرائيل لا على المستوى السياسى ولا حتى الجماهيرى والشعبى وهو لا يفعل اكثر من الافصاح عما تفكر فيه النخبة ولا تجرؤ احيانا على البوح به  وهو قال صراحة ما قاله مواربة نتن ياهو للقناة العاشرة الاثنين الماضى  الاتفاق المرحلى قد يكون واقعيا فقط فى حالى وصول المفاوضات النهائية الى طريق مسدود وهو التكتيك الذى يتبعه عبر طرح شروط تعجيزية مثل الاقرار بيهودية الدولة وشطب حق العودة ما يعنى ان انقاذ المفاوضات والعملية ككل يكون فقط عبر التسوية الانتقالية او المرحلية  كتمهيد وتهيئة امام اتفاق نهائى على طريقة غودو لن ياتى ابدا .يجب التوقف مليا عند الاسم الذى اختاره ليبرمان للخطة -plan b- ما يعنى انه يمتلك ايضا الخطة أ –plan a- والتى تتحدث عن النموذج القبرصى وتبادل اراض وسكان بين اسرائيل وفلسطين وهى ايضا خطة تعجيزية وليست سوى ممر وطريق نحو الخطة ب التى تمثل جوهر التصور الاسرائيلى للحل مع الفلسطينيين علما ان نتن ياهو يملك  خطة أ ايضا عبر الاستعداد لمناقشة كل قضايا الوضع النهائى املا فى التوصل الى اتفاق نهائى ولكن مع طرح شروط تعجيزية  توصل المفاوضات الى طريق مسدود ومن ثم العمل على شق طرق التفافية على الطريقة الاسرائيلية بطرح الحل الانتقالى كانقاذ للعملية وتطويق ومنع اى تداعيات محتملة للفشل .افضل ما يفعله ليبرمان هو كشف اللثام عن الوجه الحقيقى لاسرائيل بعيدا عن اى اقنعة او مساحيق للتجميل وفى السياق تكريس  وهم وعبثية المفاوضات معها وضرورة بلورة خيارات اخرى للتعاطى معها واجبارها على الخضوع والانصياع للحقوق الفلسطينية المشروعة .