سابحة في أفكاري وأحلامي وربما... أوهاميأناجي صفحة البحر الهادئة المتغطرسة بكبرياء احتمالها لكل أسرار البشر...يطاردني شبح الخوف من كل شيء..أو ربما..اللاشيءأصبحت أخاف من اللاشيء أكثر من أي شيء...حتى أنت يا قلبي ما عدت قادرة على احتمال دقاتك المتسارعة غضبا وحنقا..وخوفا...ثكلتك أمك أيتها الحياة...وثكلت كل من فيك...إنني من كل من في هذه البقعة خجولة...خجولة من إنسانيتهم المبعثرة وضمائرهم اللاهثة وراء اللامنطق...أنفض رأسي مغمضة عيناي حتى أبعد شبح التفكير بهؤلاء...لأنهم ومذ جئت لهذه الدنيا يمرون بي وأمر بهم ومع ذلك لا أريد حتىذكرهم في نصوصي لأنهم سيدنسونها..أريد أن أنظر إلى الألوان الأخرى في هذا المكان...سماء زرقاء صافية تداعب وجه البحر بأمواجه المتعانقة بعشق أزلي...نسمات باردة تلاطف وجهي فأجدها ارق من قبلة حبيب مشتاق..تنغرس في ذاكرتي أوتاد من ماضي مهلهل ومن يعرف!.. ربما مستقبل أكثر تهلهلا...لكن الآن على الأقل.. أحيا لحظات حنين لشخص لا أعرفه.. لحب لا أتقنه..لا بل أتقنه إتقان عازف عود على أوتار الأنين...أحيا لحظات أتمنى لو تدوم إلى الأبد.... أو حتى لو تطول..حتى أنطلق أنا وخيالي معا إلى نقطة اللانهاية... نقطة اللاعودة..أجلس الآن وحدي على كرسي من خيزران يحتضنني بكل قوة وأحتضنه...أثق فيه...وبقدرته على تحملي- ليس وزنا- بل بكل ما أحمل من مشاعر وأشياء وأشلاءو... و....أنظر إلى يساري فإذا بشاب يجر فتاة كأنه يجر شيئا اشتراه من سوق نخاسة...أما هي...فتعابير التظاهر بالخوف والقلق والخجل تكسو وجهها تماما كما تكسو خضرة الخريف حقولا لا نمتلكها...تنطلق في جوفي ضحكة مجلجلة لو سمعها من حولي لظنوا أنني أصبت بالجنون...جنوني هو جنون محاولة فهم ما يحاصرني...إنني لست بلقيس لأكشف عن ساقي جهلا مني بحقيقة المرمر..ولست شجرة الدر لأكشف عن سخطي وأستخدم قباقيب القوة – مع أنه كثيرون من يستحقونها-إنني أنا...إنسان في ثياب امرأة...لا أرى كما يرى الآخرون..لكنني أشعر بهم وبما يشعرون..لكن فاجعتي تكون مدمرة إن أنا شعرت بمن لا يشعر حتى بنفسه...تلفحني الشمس تماما كما تلفح الآهات ذاكرتي....وتدنيني من نفسي وتدللني بدفئها أكثر...فأتراجع خطوة أو أكثر للأمام...حتى أتجنب الحنين إلى ماضي غير مأهول إلا بسكان حمقى...وألملم بقاياي وأغادر ذلك المكان... غزة وانا .. هديل ابو مريم تعقد النص وتشابك يا غزة...فأصبحوا يرثون ما كان يسمى كرامة وعزة...ووقفوا على الأطلال وبكوا ما كان بالأمس ديار..فحرف واحد يفرق بين الثار والعار...وأعلن الانتصار...ما بين مواقف عربية وغربية...هذا رافض وذاك موافق والآخر يعتقد ومن هناااااااااك أحد يستنكر..يفرك جبينه ويفكر.. بقلم شارف حبره على الانتهاء...وبنفس القلم يحك مؤخرته جراء ما أصابها من إطالة الجلوسعلى كرسي الخلود و البقاء...تجمد الدم في عروقهم تماما كما تجمدت النخوة في رؤوسهم....وعيون طفل ترقبهم جميعا من هنا وهناك من خلف قضبان التشردوالضياع ... وألسنة ثكلى وأرامل تتصارع لا لإطلاق الزغاريد كما عهدنا...بل لإطلاق صواريخ تستهدف السباع والضباع...وتتواصل وسائل الأحلام في نسج الحكايا والقصص والخرافات...عما دار ويدور...يفصلون ويحللون من خلف عدسات كاميراتهم ما لا تستطيع عدسات عيونهمالتقاطه...وتتضارب الأنباء حول صحة الخبر وفحواه...وتسحق الآلام وتنسى الآه وتكمم الأفواه...وتجاعيد وجه ذلك العجوز في حارتنا القديمة تروي وتتلوى شفتيه المتشققتين عندما يذكر حجم المأساة...إنه الموت يا بنيتي قد رأيناه...يحصد فينا ومن قبله الفقر صادقناه...و غربان سود تحلق فوقنا وتسرق أنفاسنا وتسلبناآدميتنا وحتى حقنا في المواساة...وسحب بيضاء تنهال علينا لا تشبه سحب سمائنا إلا في اللون...فتفقدنا بصرنا كما أفقد حكامنا بصيرتهم وأصبحوا كشيء في هذا الكون...سجلي ذلك يا بنيتي وانقشيه في ذاكرتك الغضةواجعليه دما يسري في عروق أبنائك...فالاختلاف بين الذاكرة والذكرى تماما كما بين الذهب والفضة....فيأيها الحق القابع في أقبية النظم العربية...أما آن لك أن تصحو وتنفض ذلك الغبار الذي صار جزءا منك.؟؟!!أما آن لك أن تجرؤ على النظر في عيني؟؟!!نعم... عيني...فهما مثقلتان بكل الرسائل والمعاني والحروف والإيماءاتوالإيحاءات...فاسأل واستفت واستدرج من شئت...ولكن... حتما لن تجد الإجابة إلا فيهما...لأني أنا هنا وابنة هنا...أنا ابنة التاريخ والعروبة أمي...