خبر : الدم والجنس في أول أفلام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الثلاثاء 07 ديسمبر 2010 09:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الدم والجنس في أول أفلام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش



 مطالبة بـ ’مغربية’ المهرجان وحضور أقوى للدولة المضيفة: مراكش ـ ’القدس العربي’ من عبد الغني بلوط: حمل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المقام في الفترة ما بين 3 و11 كانون الاول/ديسمبر 2010 مفاجآت غير منتظرة لعدد من عشاق السينما، الذين حضروا لمشاهدة افلام المسابقة الرسمية المعروضة بقصر المؤتمرات، كان من أبرزها وقاسمها المشترك تضمن الأفلام المعروضة لحد الآن لقطات جنسية عالية الإثارة، جعلت بعضا ممن جاء مع أسرته في حرج بالغ، وهو ما لم يفطن له من اختار مثل تلك الأفلام. ولم يفسر ذلك سوى بقول نور الدين الصايل اثناء ندوة صحافية عقدت عشية الافتتاح، إن المهرجان يريد أن يكون منفتحا أكثر ولا يضع اي قيود لأي إبداع وكل ذلك بكل مسؤولية. ولعل مضامين الأفلام الجنسية التي يريد المهرجان تقديمها للجمهور، سبقها لجوء المنظمين الى وضع لوحة من لقطة جنسية في فيلم أجنبي بمعرض للصور في الشارع العام، وكأنها ترمز الى تلك المضامين. علاوة على كل ذلك كان العنف حاضرا بقوة في جل أفلام المسابقة التي عرضت لحد الآن، خاصة الفيلم الاول ’حياة هادئة’، الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية، حيث قدم المخرج استعمال ’القتل’ بشكل وحشي حلا للمشاكل التي تواجه الانسان. وتميز الفيلم لمخرجه الإيطالي كلاوديو كوبيلني، بتواضعه الظاهر ولم يخرج عن الافلام التقليدية التي عالجت مشاكل المافيا في ايطاليا، شأنه شأن الفيلم الثاني ’المانحة’ الذي تميز ببساطة الصور والاخراج، وإن تطرق لموضوع مهم هو التجارة في الاعضاء البشرية من اجل لقمة العيش.وتضمن الفيلم الامريكي ’امبراطورية الرصيف’، الذي عرض خارج المسابقة المشاهد ذاتها من العنف واللقطات الجنسية الفاضحة، ولم يرق الى مستوى الأفلام الكبيرة التي اخرجها صاحبه مارتان سكورسيزي، حسب العديد من النقاد. من جهة ثانية بدت الهيمنة الفرنسية واضحة على المهرجان من خلال اختيارات الفرنسي برونو بارد المدير الفني للمهرجان، الذي يختار الافلام المعروضة وينظم حضور عدد من النجوم الذين ينتمون الى شبكة علاقاته.كما بدا كأن مراكش ترد جميل الفرنسيين، حيث حضر حوالي 50 فنانا خلال تكريم السينما الفرنسية اول امس السبت، وقال احمد السجلماسي أحد النقاد السينمائيين المغاربة ان تأثير السينما الفرنسية على المغاربة شكل سببا في اختيار تكريمها،إضافة على كون الفرنسيين يلعبون دورا كبيرا في تنظيم مهرجان مراكش.وأضاف إن القاعات السينمائية المغربية لم تخل يوما من الفيلم الفرنسي، الذي اثر في عدد من المخرجين المغاربة المتخرجين معاهد السينما الفرنسية، مشيرا الى أن التأثير وصل ايضا الى النقد والتكوين والتقنيات والانتاج والثقافة السينمائية وكتابة السيناريو وغيرها. وقال نور الدين الصايل نائب رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في ندوته الصحافية، إن فرنسا مهد السينما العالمية لها الحق ان تكون مكرمة في الدورة العاشرة للمهرجان. وقال نور الدين الصايل في جواب على سؤال لـ’القدس العربي’، إن اختيار المدير الفني للمهرجان هو عدم وجود من يتقن هذه الصنعة في المغرب، وتوفره على عناوين النجوم الكبار. ونفى الصايل ان يقيم الفرنسيون مهرجانا لهم في المغرب، مشيرا الى أن ادارة المهرجان بصدد تكوين مغاربة في هذا الميدان. وقال إن توظيف الفرنسيين هو ذكاء واستثمار، في اطار من التكامل بدون خوف ولا وجل. واضاف أن المهرجان منبثق عن التربة المراكشية المغربية، ومنفتح على التجارب العالمية من اجل وضعه في مرتبة المهرجانات الكبيرة. واشار الى أنه لا يريد الدخول في منافسة مع مهرجانات عربية مثل القاهرة ودبي.وقال محمد شويكة احد النقاد السينمائيين المغاربة في تصريح لـ’القدس العربي’، إن الملاحظ أن الدورة العاشرة، وكما هو الشأن بالنسبة للدورتين السابقتين، تسير في اتجاه جلب افلام لا ترقى في الحقيقة الى مستوى كبير نطمح له لجعل مهرجان مراكش من اكبر المهرجانات العالمية، وذلك لاعتبارات اساسية، اولها أن المخرجين المشاركين إما أنهم مرتبطون بشبكة الدعم الفرنسي، أو أنهم يقومون بإخراج اول افلامهم او ثانيها، أو أنهم أنتجوا ثلاثة او اربعة افلام خلال السنة، الشيء الذي لا يعطي لهذه الأفلام قيمة احترافية كبيرة جدا، كما أنها غير موضوعة في خانة المهرجانات الكبيرة. وأضاف أن المهرجان يجب أن ’يتمغرب’ على اساس ان يكون فيه حضور قوي للأفلام المغربية على غرار المهرجانات العالمية التي تخصص حيزا كبيرا لأفلام للدولة المستضيفة. واشار الى إن الاجانب الحاضرين في المهرجان يجب ألا يأتوا فقط للتمتع بالطبيعة، ولكن ليكونوا سفراء لنقل صورةايجابية عن المغرب والسينما المغربية. ويعاب على المهرجان أنه يقصي النجوم المغاربة، وقال الصايل في هذا الصدد إنه على العكس يتيح لهم فرصة الاحتكاك مع خبرات عالمية ونسج خيوط العلاقات الشخصية التي تعتمد في السينما، مشيرا الى أننا بدأنا جني ثمرات ذلك بإنتاجات مغربية مشتركة مع دول ثانية أجنبية. وقال الصايل إن حضور يسرا ونور الشريف الى مراكش ولقاءهما بعدد من الشباب يجعل الاخيرين يعيشان لحظات جميلة يمزجان فيها الأحلام بالواقع، ويتصالحان مع الواقع كما يتصالحان مع ذواتهما وشبه ذلك بحضور نجوم عالميين مثل مادونا في مهرجان كان، حيث تعيش المدينة ايقاعا آخر.وقال ان من حق المشاهد ان يصف الافلام المغربية المنتجة هذه السنة بالقبيحة، موضحا أن الجودة تأتي مع الكم ومع التجربة. وفضل الصايل عدم الاجابة على سؤال طرحته احدى طالبات معهد السينما حول اهانة المرأة المغربية المحجبة وتضمن الافلام المغربية للكلمات السوقية.وقال المنظمون إن اولى ثمرات المهرجان هو ما كشف عنه المخرج البريطاني مالكوم فانفيل من رغبته في اخراج فيلم يصور في المغرب، مشيرا في تصريح صحافي الى ان ذلك ليس مجرد احاسيس عابرة، عبر عنها مقابل الحفاوة التي لقيها من الجمهور المغربي، وأنما رغبة حقيقية. وأضاف أن مشاهد المغرب الرائعة توفر للمخرجين فرصا رائعة. وخرج حفل الافتتاح من تقليد تقديمه على انغام موسيقية شعبية، حيث اختير ان تصاحب فقرات الافتتاح موسيقى تعزفها السمفونية الملكية التي يرأسها الموسيقي اوليغ.