طلع علينا أعلى المستويات السياسية في الضفة الغربية بعد أن ضاق ذرعاً بالمحتل ودورياته واجتياحاته وكثرة الاستئذان عند مغادرة المقاطعة والرجوع إليها وكثرة الحواجز الإسرائيلية التي توقف اكبر شنب لتفتيشه بدقة وتدقق في بطاقته عدا عن الشعب البائس الذي لم يجن من الحكم الذاتي الهزيل سوى العذاب وقبضات الهواء وقال أنا رئيس سلطة غير موجودة على ارض الواقع وإذا خرجت اخرج بتنسيق وإذا رجعت ارجع بتنسيق وهدد بحل السلطة. إن هذا الشعور ليدل على مدى المعاناة النفسية وعلى اليأس بما عند الإسرائيلي وعلى الشعور بالمرارة لكن هذا الموقف جاء متأخرا كثيرا بعد مفاوضات عبثية مضى عليها قرابة عقدين من الزمان لم يجن منها الشعب شيئا وكان المستفيد هم القطط السمان الذين حصدوا الرتب والرواتب والمكاتب واستأسدوا على الشعب الصابر المسكين وروعوه وقضوا على مشروعه الوطني وثوابته التي ضحى من اجلها بعشرات الألوف من الأسرى والشهداء . لقد نادينا وصرخنا حتى بحت أصواتنا وتقرحت حناجرنا ونحن نقول توقفوا عن هذه المفاوضات التي أعطت العدو الشرعية وجعلته يتغول على الشعب والقضية وأدخلتم أنفسكم في نفق مظلم فأصبحتم كمن بلع سكينا بحدين، فكان جزاؤنا أن علقتمونا كما تعلق شاة الجزار وتفننتم في تعذيبنا إرضاءً للمحتل بهدف القضاء على ثوابتنا وحقوقنا المشروعة ولكنكم أدركتم أخيرا بعد أن أعمتكم التبعية وبعد أن أسرتكم الرتب والرواتب والمكاتب وظننتم أنكم أقمتم دولة واني لاستغرب أن يشهر سلاحكم في وجه الشرفاء من أبناء شعبكم وإذا مر المحتل أو مستوطنوه نكستموه لا بل سارعتم إلى الفرار والاختفاء من أمامه , ألا فلتعودوا إلى سربكم لتغردوا فيه وكفى تغريدا خارجه فانه حماية وحصن وملاذ لكم لقد هددتم كثيراً وعودتمونا على التراجع بعد كل تهديد وفوراً هددتم بوقف المفاوضات اذا لم يتوقف الاستيطان ورجعتم وهددتم بالاستقالة غير المأسوف عليها ولعقتم التهديد ونخشي أن يكون هذا التهديد لتحسين شروط التفاوض كما تظنون وخصوصا أن السلطة مصلحة إسرائيلية ودولية وان قدرتم على تنفيذ تهديدكم فالبديل موجود وهي شخصية أكثر إرضاءً للمحتل وللأمريكان وهي قادرة على التنازل . لقد أعطيتم التنسيق الأمني الكامل فكافأكم العدو بمزيد من المستوطنات والتي كانت تبنى وانتم تتهافتون على أعتاب أولمرت ولفني , وسحب السلام من بين أيديكم وانتم تدركون أن العدو يتغول عليكم وانتم تتغولون على شعبكم وانه ممعن في تهويد القدس والمقدسات حتى شعار المقاومة السلمية الذي رفعتموه مزق أمام أعينكم في بلعين ونعلين والمعصرة وبيت أومر وقمع الشعب والمتضامنون أنكم تدركون أن العدو لا يعطي شيئا إلا بالطريقة التي عرفتموها بقلوبكم . لقد صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن ألف وأربعمائة عملية تنسيق امني تجري بينكم وبين العدو شهريا العدو أي ما يعادل أكثر من أربع عمليات يوميا . انتم تقولون بان التنسيق لحمايتكم لتتمكنوا من بناء مؤسسات الدولة المزعومة ونحن نقول ليرضى عنكم المحتل, حتى ان المؤسسات التي تتشدقون ببنائها قد نخرها الفساد بشهادة العالم وانتم تخالفون كل حركات التحرر ببنائكم هذه المؤسسات وانتم تحت الاحتلال الذي يخربها وقتما أراد وعلى مزاجه . ويخرج بعض المستشارين ليقول لا نريد أن نعطي المحتل ذريعة اجتياح المدن ,فمتى كان للمدن ولكل الضفة الغربية حصانة ؟؟ فهم أي المحتلون لديهم حصانة الاجتياح والاعتقال متى شاءوا وفي أي مكان شاءوا حتى أنكم في مواقعكم الإلكترونية كما حصل في موقع وزارة الإعلام بشان إعلانكم أن حائط البراق ملك لنا, فشطبتموه لاحتجاج الإسرائيلي والأمريكي وقرار الأمم المتحدة واضح في ملكيتنا له . إن لديكم خيارات أكثر وأقوى مما لوحتم به ولكنها تحتاج إلى جرأة وشجاعة , وهي وقف التنسيق الأمني وإطلاق المعتقلين السياسيين وإعادة المفصولين واحترام القانون الأساس وعدم العبث بالقوانين والحرص على استقلال القضاء وعودة الحياة النيابية وإلغاء المراسيم غير الشرعية وإطلاق الحريات السياسية وتوفير الأجواء المناسبة ليقول الشعب كلمته وخيارة في ظل ظروف صحية مع العزيمة على احترام خيار الشعب ولتعلنوها صريحة أنكم تريدون المصالحة بحق ليتوحد شطري الوطن .