خبر : من جديد.. "شكرا لكِ .. غزة!"..ديمة زهير اللبابيدي

الأربعاء 10 نوفمبر 2010 11:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
من جديد..



من جديد.. "شكرا لكِ .. غزة!"   غزة.. أيتها المدينة متواضعة الجمال.. كثيرة الأهل.. قليلة أو ربما كثيرة الخيرات .. شكرا لكِ على الحياة "السعيدة" التي نحياها بكِ كل يوم!.. لابد أن أكرر رسالة الشكر لكِ أيتها المدينة "الفاضلة".. لا أدري.. ربما أقصد المدينة "الفاصلة"!   أيتها المدينة التي فصلت بيننا وبين مجدنا.. بيننا وبين قادتنا العظماء.. بيننا وبين السلام والأمان.. بيننا وبين الكلام!.. "فالصمت أبلغ من الكلام" هو الشعار الذي بتنا نقرأه في وجوه هؤلاء المتسكعين فيكِ.   شكراً يا غزة.. لأنني يوماً بعد يوم صرت أكثر نهماً للقراءة!.. مضطرة أن أقرأ في كتب الدين والوطنية والسياسة والفلسفة في أي بلدٍ يجب أن يخرس فيها الناس لأن لا صوت يعلو على صوت "أصحاب الكراسي".. وفي أي بلدٍ يجب أن تسقط صور الشرفاء.. لأننا "نختلف معهم".. لا لأننا نكرههم ونكره أن يحبهم الناس في حضرة غيرهم.. حاشا لله أن نفكر هكذا.       شكراً لكِ يا غزة.. شكراً لأبنائكِ الشرفاء الذين حين طُلب منهم أن يدقوا جدران الخزان.. فضلوا الغرق داخله!   شكراً يا غزة.. منكِ السيف - ومنا رقابنا منكِ الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكِ مأساة أخرى- ومنا أبطالها خذي حصتكِ من عمرنا وانصرفي فلم نعد نعرف كيف نحيا.. كما نشاء!       تمنيتُ مرةً أن أكون ابنة بارة بكِ يا غزة.. لكن.. لم يعد يهمني بعد الآن إن كنت بارة بكِ أم لا.. ألم تسمعي بمقولة "الأم اللي بتربي مش اللي بتولد"؟!.. ليس ذنبي أني وُلدت فيكِ..فأنا ما زلتُ أبحثُ عن أمٍ تربيني.. غيرك يا غزة!!