على موعد مع لقاء جديد منتصف الشهر الجاري انفضت الجولة الأولى من مفاوضات واشنطن وحفلها البهيج، وأعلن السيد جورج ميتشل مبعوث الإدارة الأمريكية أن الجولة الأولى للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت مثمرة، وشدد على أهمية بقاءها سرية معززاً رأي رئيس السلطة الفلسطينية بالخصوص، الذي أعاد التذكير بأنه يرفض المساس بأمن الدولة العبرية مكرراً التنديد بالعملية الفدائية التي وقعت في الخليل عشية بدء المفاوضات. مظاهر الحب المتبادل بين الوفد الفلسطيني والجانب الاسرائيلي بدت واضحة من خلال الكلمات المتبادلة والتعهدات المتكررة بالحفاظ على أمن إسرائيل حتى في المناطق التي تحتلها قوات الجيش الصهيوني التي وقعت فيها عملية الخليل، ولم يعكر صفو ذلك سوى الاتفاق على السرية التامة والذي يذكر عادة بالعلاقات المحرمة وباتفاق أوسلو المشؤوم. الفلسطينيون يكرهون الاحتلال وقاوموه منذ نشوء الدولة الصهيونية على أنقاض وطنهم، وهم يكرهون أيضاً كل مظهر من مظاهر الود البادية في علاقة رئيسهم التي انتهت ولايته مع قتلة أبنائهم وإخوتهم، ولا يوافقون على أي لفتة أو ابتسامة تميع الصورة الحقيقية للعدو مهما كانت الأسباب أو المناسبة. الضغط الأمريكي والتهديد يمكن أن يرغما بعض المسؤولين الفلسطينيين على قبول التفاوض مع قادة عنصريين وقتلة كنتنياهو وباراك لكنه لا يرغمنا على إظهار الحب والمودة تجاههم ومن هنا لم يكن مناسباً أن نتعامل بالطريقة التي شاهدناها جميعاً في لقاء واشنطن بعد أن علمنا أن هذا اللقاء المرفوض شعبياً يأتي بعد تأكيد الحكومة الإسرائيلية نهاية تجميد الاستيطان في 26 / 9 الجاري. Zead51@hotmail.com
