خبر : يهود الجاليات واسرائيل/بقلم: ايزي ليبلار/اسرائيل اليوم 5/8/2010

الخميس 05 أغسطس 2010 12:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
يهود الجاليات واسرائيل/بقلم: ايزي ليبلار/اسرائيل اليوم  5/8/2010



 نتفق جميعا على أن يهود الجاليات كانوا وما يزالون أهم شريك لاسرائيل. ولا يعترض أحد على حق يهود الجاليات في أن يسهموا بوجهة نظرهم في قرارات اسرائيلية ذات تأثير في مستقبل الشعب اليهودي. لكن هذا المبدأ كان مصحوبا منذ كان بتحذير لاولئك الذين هم ليسوا اسرائيليين. أصحاب حملات دعائية على سياسة حكومية تتعلق بأمن اسرائيل هم خارج المجال. وعلى ذلك، فان منظمات يهودية مثل جي ستريت في الولايات المتحدة وجي كول في اوروبا تعمل من أجل ما تراه تقديما للسلام ويراه اكثر الاسرائيليين خطرا أمنيا، تعمل بوقاحة وهي تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الدولة لانها يهودية فقط. هلم نبين الأمور. نحن شعب واحد. لكن يهود الجاليات والاسرائيليين لا يمكن ان يكونوا شركاء متساوين في القرارات المتعلقة بالأمن لسبب البسيط وهو ان الاسرائيليين يعيشون هنا أما يهود الجاليات فلا.  في حين كان اسهام يهود العالم المالي في سني نشوء اسرائيل حاسما، تطورت اسرائيل اليوم لتصبح كيانيا اقتصاديا ذا قوة، ويمثل دعم يهود الجاليات نسبة مئوية ضئيلة من الانتاج الوطني العام. وبمعان كثيرة، تكمن الفائدة الرئيسة للتمويل الذي يأتينا من الجاليات في أنه يحافظ على الهوية اليهودية ويقدم مشاركة بناءة في اسرائيل. لكن الاسرائيليين وحدهم يستطيعون آخر الأمر تقرير سياسة تتعلق بأمن الدولة. كيف بلغنا الوضع الحالي الذي تعمل فيه منظمات يهودية في مضادة الحكومة؟ قبل اتفاقات اوسلو، مضت حكومات اسرائيل على آثار الآباء المؤسسين وحافظت على علاقات وثيقة بزعماء يهود الجاليات. ولذلك ما كان يجرؤ نشطاء يهود من الجاليات على التأليب على موضوعات تتعلق بالأمن كما قررتها قرارات الحكومة.  أهملت هذه المواضعة عندما بدأ عدد من اليهود الامريكيين وفيهم عدد من أنصار الايباك حملة دعائية على اتفاقات اوسلو في الولايات المتحدة بتشجيع من أناس يمين اسرائيليين. كانت اسرائيل آنذاك في اختلاف عميق. وعندما علم رئيس الحكومة آنذاك اسحاق رابين بذلك غضب وهدد منظمات يهودية أمريكية تحدت سياسة حكومته بأن ينافرها الى جماهيرها. وكانت النتيجة أن جميع منظمات التيارات الرئيسة اليهودية، وفيها الايباك، أعلنت من جديد بأن اقرار السياسة التي قد تؤثر في مصير اسرائيل تقرره فقط الحكومة التي انتخبت بانتخابات ديمقراطية. لو أن رابين لقي منظمة مثل جي ستريت في مدة ولايته لغضب وأصر على أن تدفع هذه المنظمة عن التيار الرئيسي للحياة اليهودية. من المؤسف جدا أنه في مرحلة متأخرة من ولاية رابين أصبحت حكومته مقتنعة جدا بأن السلام الاسرائيلي – العربي "غير ممتنع"  الى درجة انها دعت يهود الجاليات الى الكف عن نشاطات الدعاية العامة. وبدل ذلك حصرت الحكومة عنايتها في الاقناع بأن الفلسطينيين ملتزمون للسلام. وهكذا ضعفت العلاقة بين سفراء اسرائيل والجماعات اليهودية، وشعر أكثر قادة الجاليات بأنهم أحرار في تبني كل سياسة يشاؤونها. وهكذا بلغنا الوضع الحالي. يحتاج الان الى تغيير، والى اعادة بناء العلاقات بين الحكومة والجماعات اليهودية في الجاليات. بخلاف الكلام الذي نشر في المدة الاخيرة، بقي يهود الجاليات وفيهم أبناء الجيل الشاب الذين ما عادوا يعيشون في ظل المحرقة، مشايعين لاسرائيل مشايعة شاملة. وتشهد استطلاعات الرأي على أن الليبراليين الجدد الذين يتنكرون لاسرائيل، أصلهم عائلات ذابت في غير اليهود ومن كانوا تحت تأثير الثقافة والاعلام المعاديين ولا سيما في الجامعات. بدل تطوير باعث سياسي وسواسي وأن يقولوا لنا كيف ندبر أمورنا، يجب على النشطاء اليهود في الجاليات أن يحصروا عنايتهم في أن يهبوا للجيل الشاب في الثانويات والاحرام الجامعية تاريخنا وتراثنا. أهم شيء هو أن يتكشف للجيل الشاب الرواية الاسرائيلية التي تعزز روحه المعنوي وتمكنه من مواجهة الهجمات الخارجية. يجب ان يكون هذا هو الهدف الرئيس لمنظمات يهودية، لا محاولة التدخل في اقرار السياسة المتعلقة بالأمن كما تفعل كما قلنا آنفا جي ستريت في الولايات المتحدة وجي كول في اوروبا، ومن غير أن تصدهم حقيقة ان اكثر الاسرائيليين اليوم يؤيدون تأييدا كاسحا السياسة التي تبنتها حكومتهم.