خبر : حطمنا رقما مريبا / بقلم: بن كاسبيت / معاريف 3/8/2010

الثلاثاء 03 أغسطس 2010 11:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حطمنا رقما مريبا / بقلم: بن كاسبيت / معاريف    3/8/2010



  من الصحيح الى الان أننا نقترب سريعا من وضع لجنة تحقيق لكل قتيل. أصبح عندنا خمس لجان تحقيق بسبب تسعة مسلحين أتراك قتلوا على متن السفينة "مرمرة". رقم قياسي عالمي جديد. من كان يظن أن هذا الرقم لن يحطم، فلينتظر عملية الجيش الاسرائيلي العسكرية القادمة. فالسماء هي الحد مع قيادة كهذه.             الأمر يجري على هذا النحو: عين رئيس الاركان لجنة آيلند سريعا كي يمنع أن تحقق جهات خارجية مع جنود الجيش الاسرائيلي. وهذا ما وعد به على كل حال. أصبح واضحا الان ان لجنة تيركل ستحقق مع جنود الجيش الاسرائيلي ايضا. وقد أنشأ نتنياهو لجنة تيركل كي تصبح اقامة لجنة تحقيق دولية لا حاجة اليها. فحصل بدل لجنة دولية على اثنتين. ورأى مراقب الدولة سوء الوضع فقفز الى الموقد. لأنه لا موقد لا يقفز اليه (فقد أصبح المراقب يعمل بكامل الجد: طلب أمس الى الجيش الاسرائيلي جميع محاضر الجلسات ذات الصلة). وهكذا انتهت عملية صغيرة نسبيا للجيش الاسرائيلي استمرت زمنا قصيرا وأحدثت عددا ضئيلا نسبيا من المصابين، الى طوفان لجان تحقيق لم يكن لها مثيل وهذا ونحن على حق. فمن المثير ان نعلم ماذا سيحدث عندما لا نكون على حق.             تبدأ المشكلة من البداية. فمن غد الرحلة البحرية بدأت اتصالات لانشاء حلقة تحقيق دولي من قبل الأمم المتحدة. حاول تاريا لارسن تقديم هذا. وقد لحظ أفيغدور ليبرمان وزير خارجيتكم الفرصة. فهو فاهم في التحقيقات. "لا يوجد عندنا ما نخفيه" قال ايفيت، وأوصى بالموافقة على تحقيق دولة متزن بمشاركة اسرائيل. بيد انه هنا أتى الفارسان نتنياهو وباراك. فقد خافا على جلدهما فلم تلائمهما لجنة. قالا "لا" بصوت عال وقررا بقامة منتصبة الالتفاف على التحقيق الدولي بدهاء كبير من طريق انشاء لجنة تيركل. وتبين في غضون ثوان أن الحديث عن دهاء قديم كدهاء ذلك الثعلب الذي أكل الكرم كله ولم ينجح بعد ذلك في الخروج من ثقب الجدار. كان انشاء لجنة تيركل داحضا جدا، مع مسيرة الشيوخ وملابس النوم، رآها العالم تحرشا لا لجنة.             في الاثناء قرر نتنياهو وباراك اللعب بالوقت. "هلم ننتظر العاب كأس العالم"، أوصيا السباعية، "حتى ذلك الحين سينسوننا". فانتظرا. لكن العالم لم ينسنا بل العكس. فعندما يكون الحديث عن فرصة لضرب اسرائيل يكون للعالم ذاكرة ممتازة. اهتبلوا الفرصة في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة. لو أن اسرائيل وافقت على انشاء المنتدى الدولي للأمم المتحدة منذ البدء لما استطاع مجلس حقوق الانسان انشاء لجنة مستقلة خاصة به. لكن اسرائيل عارضت فبادر المجلس الى انشائها. هذه أنباء سيئة لان هذا المجلس يهتم بحقوق الانسان فقط بشرط أن يكون هذا الانسان مناصرا للفلسطينيين أو اسلاميا. إن المجلس هو الذي أنشأ لجنة غولدستون. ولهذا تلقت اسرائيل هذه اللجنة اولا واضطرت الى أن توافق على اللجنة الأصلية أمس أيضا تلك التي عارضنا انشاءها قبل ذلك. تبدلت "لا" الفخور والقامة المنتصبة أمس وحل محلها "نعم" ضعيفة وقامة عوجاء. ولمن أصبح في بلبال نقول: لو كنا وافقنا على اللجنة الاصلية في الوقت لمنعنا أختها الصغيرة الخطرة لكننا لم نوافق. وحصلنا الان عليهما معا. مع زيادة تيركل التي استطاعت ان تسمن وتبرز أسنانها. ومع زيادة آيلند ولندنشتراوس ايضا.            يصعب تصديق أن ملهاة الاخطاء هذه يمكن ان تحدث في الواقع. وأشك في وجود دولة أخرى تستطيع أن تدفع الى خمسة تحقيقات بسبب حادثة عينية غير كبيرة واحدة. لو أنه نشأ المنتدى الأصلي لأصبح سائر اللجان بلا حاجة اليه (ما عدا التحقيق العملياتي الضروري لآيلند). وبعد اعوجاج وتهرب ودهاء رخيص امتدت أشهرا خلص نتنياهو أمس الى استنتاج أنه يجب ان نقول "لا يوجد عندنا ما نخفيه"، وقال ذلك أيضا. وعندما نقول لأناس مكتبه إنه كان يجب أن يفهم هذا قبل ذلك (مع ايفيت مثلا)، يقولون إن الوضع الآن أسهل كثيرا فقد تغير الجو الان. هكذا تكون الحال عندما يبدل الجو القيادة