خبر : المفاوضات لنقرر أين المسير/بقلم: عوزي برعام/اسرائيل اليوم 2/8/2010

الإثنين 02 أغسطس 2010 11:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المفاوضات لنقرر أين المسير/بقلم: عوزي برعام/اسرائيل اليوم  2/8/2010



 ثمة في اوساطنا محافل تتوقع بأن يرفض ابو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، المفاوضات المباشرة بالقطع.  هناك من يؤمن بأن آية "ويعزز الرب قلب فرعون" ستتكرر بصيغة متجددة. كلما كان قلب عدونا أقوى، هكذا سيكون كسبنا أوضح. هذه الدوائر تتعامل باستخفاف مع كل مسيرة المفاوضات. وحسب مذهبها، فهذه غير ضرورية، لن تؤدي الى تسوية، ومن هنا فان المفاوضات هي موضوع تكتيكي فقط. القول الذي يقضي بأنه "ليس مهما ما يقوله الاغيار، مهم ما يفعله اليهود" يمر في فكرهم المرة تلو الاخرى بمثابة فقط نحن نأخذ مصيرنا بأيدينا. يحتمل ان يكون رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو حقق تفوقا سياسيا في قرار الجامعة العربية السماح لابو مازن بالسير نحو مفاوضات مباشرة، ولكن يحتمل ان يرفض ابو مازن الدخول الى مفاوضات مباشرة، ومبرراته معه. في كل الاحوال، شروط التسوية المحتملة واضحة للجميع. نتنياهو هو الاخر يعرف ذلك وكذا ليبرمان وباراك ايضا. صحيح ان لمثل هذه التسوية تترافق شروط أمنية ضرورية واعتراف شرعي بدولتين – ولكن الصيغة واضحة وقاطعة.*** لريح الاسناد الايجابية التي نشعر بها الان من اوروبا ومن الولايات المتحدة بل من الاردن ومصر يوجد تفسير واحد: رئيس وزراء اسرائيل يريد مفاوضات مباشرة وهو يعلن بأن وجهته نحو التسوية. وكونها واضح لمبارك، عبدالله، اوباما، ساركوزي، مركيل وكمرون شروط التسوية، فانهم يمسكون بيدي نتنياهو تأييدا ويضغطون على ابو مازن للسير نحو طاولة المفاوضات. صحيح، يوجد تضارب بين مواقف معظم الاحزاب التي تسكن الائتلاف الحالي وبين التسوية المرتقبة، التي تنطوي على تقسيم القدس والعودة الى حدود 67 مع تبادل للاراضي، ولكن لا نتنياهو، لا ليبرمان ولا يعلون سينجحون في تربيع الدائرة. الحفاظ على مواقفهم والتقدم نحو التسوية في نفس الوقت.*** حزب العمل هو الابنة المتبناة للحكومة الحالية. وهو يسعى الى مفاوضات حقيقية أكثر. هذا الحزب دفع ويدفع ثمنا انتخابيا عميقا ومتواصلا على شراكته في حكومات اسرائيل، في ظل شطب الصيغة الفكرية – السياسية التي ميزته. حزب العمل، من زاوية نظري، لا يمكنه أن يبقى في حكومة تحاول خلق اجواء مفاوضات ومواصلة تطوير المستوطنات. اقامة المستوطنات هي الخطأ التاريخي الاكبر لحكومات اسرائيل، ولكن حزب العمل لا يمكنه ان يتنكر لمسؤوليته عن هذا الخطأ. مرت سنوات، وجه العالم تغير، وجه المنطقة تغير وكذا وجه دولة اسرائيل. اذا قرر حزب العمل الانسحاب من الحكومة فانه لن يقوض وجودها من ناحية برلمانية، ولكنه سيسمح بالجدال الجماهيري والسياسي الحقيقي بالنسبة للتسوية المرغوب في ان تندلع بكل قواها.  نتنياهو يؤيد المفاوضات المباشرة، وهو يبذل كل جهد مستطاع لابقاء حزب العمل داخل الائتلاف. ولكن مشكوك فيه ان يتمكن من ذلك، الا اذا كان في نيته بالفعل الوصول الى تسوية مع ائتلاف ممكن آخر. وبالمناسبة، اقوال حاييم رامون لصائب عريقات حظيت بالانتقاد من الجانب الاخلاقي، ولكنها تعبر عن مزاج الجمهور الذي يعتقد بأن شعار المفاوضات المباشرة فارغ من كل مضمون حقيقي اذا لم تسنده صيغة سياسية يمكنها ان تؤدي الى اتفاق نأمل به جدا.