خبر : دعوة الى عصيان مدني/بقلم: أمنون شموش/يديعوت 29/7/2010

الخميس 29 يوليو 2010 12:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعوة الى عصيان مدني/بقلم: أمنون شموش/يديعوت 29/7/2010



امتنعت في السنين الاخيرة عن كتابة مقالات سياسية – اجتماعية لسببين: الأول الرغبة في الحفاظ على صحتي وسكوني، والثاني الخوف من زرع التشاؤم الذي يسيطر علي عندما أسمع الانباء اليومية وأن أحصد العداوة والحقد من هذا الشعب الذي خرج عن عقله كما أرى. إن ما أفضى بي الى قرار أن اكتب عن كل ما في قلب هو مأساة عائلة شليت. فمصير جلعاد شليت لا يدعني وشأني. أظن في سذاجتي أنني أعلم ما هي المشكلة وما هو حلها.  كان عدد من أصدقائي في الاربعينيات ارهابيين من أناس الجبهات السرية، ارسلوا لرمي قنابل في سوق مليئة بالناس في حيفا او لتفجير فندق "الملك داود" في القدس عالمين بأن عشرات الابرياء سيقتلون. فعلوا ذلك لكونهم وطنيين وحظوا بالاحترام. إن الارهابيين المقززين من أناس حماس الذين يفترض أن يطلقوا في صفقة شليت، هم في نظر أنفسهم وطنيون كانوا مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل وطنهم وعمل كل ما يخدمه وفي ذلك قتل جمعي للابرياء. من كان يعتقد أن هؤلاء المحاربين (مهما يكونوا منفرين في نظرنا) سيوافقون على أن يطلقوا بغير عودة الى عائلاتهم وبيوتهم وقراهم ووطنهم هو قومي متعجرف قد يضحي بجلعاد شليت. من حقنا أن نعاقب كل قاتل وكل ارهابي. لكن دعوتنا الى اجلاء المحررين – لا تناسب شعبا حارب جيلي من أجل تحريره، وشعبا لا أحد مثله يعلم ما هو الاجلاء. بين لنا سلوك عائلة شليت الفرق بين الفخر والصلف. يحسن أن يتعلم منها المتحمسون عليها. وأن ينظروا الى الاعداء نظرهم الى بشر، وأن يدركوا أن كل يوم آخر لجلعاد في السجن مع عدم اليقين يعرض للخطر قدرته على أن يعود في يوم من الايام ليعيش مثل انسان. فنفس الانسان ليست مصنوعة من الفولاذ. اذا كان يوجد هناك في القيادة أناس ذوو فخر مثل نوعام وافيفا، فليبرهنوا من فضلهم لنا على هذا بقرار من الفور. لينظروا من فضلهم الى ابنائهم وليفكروا في جلعاد. ما جئت أزعم أنه لا فروق ولا اختلاف بين الشعوب في الأصل وبيننا وبين العالم العربي، السني والشيعي خاصة. لكنني أرى أن هذه الفروق ليست أكبر من الفروق بين أجزاء مختلفة من شعبنا. فالفروق الثقافية والعقلية بين "حسيدي سلونيم" وبين أفراد كيبوتسات "هشومير هتسعير"، وبين حي "هتكفا" ورحافيا، ليست اقل من الفروق بين سكان شفاعمرو وسكان "معلوت". ولا يحل هذا بالضرورة بالحروب. إن من يحتاج الى برهان على أن العجرفة تسيطر على قيادتنا وشارعنا فليتذكر من فضله ثلاثة محدثي حرب لبنان الثانية وخطبهم التي تنطف عجرفة، وتعبيرات وجوههم ولغة أجسامهم، وثقتهم بأنفسهم والكبر الذي نطف من كلامهم. إن الصلف الاسرائيلي الجديد الذي ولد معاداة سامية معادية لاسرائيل جديدة، ينبع من تكبر ديني وتكبر قومي وتكبر طائفي. ومثل واحد من امثلة كثيرة هو مثل غولدا الراحلة، التي تبين مقولتان تلصقان بذكرها الدائرتين المتداخلتين وهما "لا يوجد ما يسمى شعبا فلسطينيا" و "ليسوا لطفاء". كلمات كالمهامير، وبرهان على أن الصلف القوماني يأتي من اليمين ومن اليسار. ولخوفي من أن التوجه الى شعور القادة ومنطقهم لن يعيد جلعاد الى البيت، أقصد الى أن اقترح على عائلة شليت وعلى الحركة التي تؤيدها أن تتوجها الى شعب اسرائيل وتطلبا الى كل شخص يرى اعادة الابن الى بيته ذا أهمية عليا أن يفعل فعلا ويرسل بطاقة هويته الى رئيس الحكومة او وزير الداخلية. مع الانذار بأنه اذا لم يعد جلعاد الى بيته حتى أجل مسمى (مثل مساء الفصح) فستتدفق ملايين بطاقات الهوية وتسقط فوق ضمائر الحكام – اولئك الحكام الذين لا يعرفون قراءة ما الذي يريده اكثر الشعب في اسرائيل.