خبر : اتفاق السلام: لنعد خطة الاخلاء مسبقا/بقلم: يوفال بنزيمان/اسرائيل اليوم 28/7/2010

الأربعاء 28 يوليو 2010 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
اتفاق السلام: لنعد خطة الاخلاء مسبقا/بقلم: يوفال بنزيمان/اسرائيل اليوم  28/7/2010



 كل اتفاق سلام يوقع مع الفلسطينيين سيتضمن اخلاءا للمستوطنين. واذا لم يحصل هذا كنتيجة لاتفاق، فعندها كنتيجة لخطوة اخرى احادية الجانب. الحكومة غير معنية بفتح حوار كهذا، ولديها اسباب وجيهة: المفاوضات مع الفلسطينيين لا تزال بعيدة جدا عن نهايتها، والاحتمال في أن تنجح ليس عاليا على نحو خاص. من هنا، لا يوجد معنى لاثارة خلافات داخل الشعب اليوم (ناهيك عن القول داخل الائتلاف) على تطورات افتراضية تماما. وفضلا عن ذلك، فان مثل هذا النقاش من شأنه أن يثير اسئلة لا تريد الحكومة ان تلمسها الان، ضمن امور اخرى: كم مستوطنات سيتعين اقتلاعهم من بيوتهم؟ أي مناطق ستخلى؟ متى سيعطى التحذير بموعد الاخلاء؟ كما أن المستوطنين غير معنيين بالانشغال في هذه الامكانية. منذ البداية من الصعب مطالبتهم بالبحث في مسألة ماذا سيحصل ببيوتهم وحياتهم اذا ما وعندما سيتعين عليهم الانتقال الى مكان آخر. ناهيك عن أنه مدحوض تماما ان نتوقع ان يبحثوا هم في ذلك قبل أن يتخذ أي قرار. الموافقة من جانبهم على مثل هذا النوع من البحث سيبشر ظاهرا، باستعدادهم الاعتراف بان عليهم أن ينزحوا من اماكنهم، وهي امكانية لا يؤمنون بها وغير مستعدين لان يسلموا بها.  عندما لا يكون الطرفان المركزيان اللذان ينبغي لهما أن يجريا البحث في الموضوع – المستوطنين والحكومة – يريدان المشاركة فيه، فلا غرو في أنه لا يجري عمليا. ولكن عندما تحين اللحظة التي لا يكون فيها مفر من الانشغال بذلك، فان معالجة هذه المسألة المعقدة يجب أن تتم على اساس دراسة جاهزة للتطبيق؛ ستكون حاجة الى وجود خطط دقيقة جدا تضمن استيعابا مناسبا للمستوطنين في اماكن جديدة، خلافا لما كان في اعقاب فك الارتباط عن غزة.  والى ذلك، وهو مهم بقدر لا يقل، ينبغي أن تنشأ مسيرة عميقة وجدية لتهيئة قلوب الشعب تمهيدا لمثل هذه الخطوة. وهذا سياقات تحتاج الى الزمن، وعليه فيجدر الشروع في اجراء البحث منذ اليوم. مفهوم أنه سيكون من الافضل الانشغال في ذلك عندما يكون ممكنا تحديد كمية الذين سيخلون وتحديد الحدود، ولكن، حتى في ظل انعدام اليقين الحالي ينبغي الاستعداد بشكل عملي استقبالا لمثل هذا السيناريو. يمكن البدء في المداولات حول طبيعة شكل استيعاب المستوطنين؛ يمكن محاولة الشروع في تهيئة قلوب الشعب وتحطيم الطابع الجامد السلبي الذي يرى بعض منها من خلاله المستوطنين؛ يمكن أن نذكر الجمهور بما ثبت في فك الارتباط عن غزة، في أنه رغم التهديدات والتخويفات فان الاغلبية الساحقة من المستوطنين احترموا قرار الحكومة، لم يصطدموا بشكل عنيف بقوات الامن واستجابوا لقرار صاحب السيادة.  اذا لم تبدأ مثل هذه المسيرة الان، ففي لحظة الحقيقة سنكشف مرة اخرى بانه لم يجرِ ما يكفي من العمل الاعدادي. والمستوطنون بالذات ممن سيضطرون الى ترك بيوتهم سيكونون المتضررين الاساسيين من ذلك.