خبر : شامير ليس خياراً/بقلم: أري شفيت/هآرتس 22/7/2010

الخميس 22 يوليو 2010 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
شامير ليس خياراً/بقلم: أري شفيت/هآرتس 22/7/2010



 أخطأ اسحاق شامير، لكنه لم يكن أحمق. عندما تولى رئاسة الحكومة، لم تكن فكرة ان الزمن يعمل في مصلحة اسرائيل داحضة. فقد تهاوى الاتحاد السوفياتي وانهار بعد ذلك. وأصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة. وكان من نتاج ذلك ان أخذت تقوى مكانة اسرائيل الدولية، وفقد أعداء اسرائيل القدرة على مواجهمتها عسكريا. وقد زادت هجرة جمعية نوعية من دول الاتحاد السوفياتي السابق اسرائيل قوة من جهة سكانية واقتصادية. منحها نظام عالمي جديد، ونظام اقليمي جديد ونظام داخلي جديد مجالات أمن واسعة. وهكذا عندما خرج شامير من ديوان رئيس الحكومة في 1992، ترك وراءه دولة زادت منعتها الاستراتيجية على منعتها قبل ذلك بخمس سنين زيادة لا تقبل المقياسة. أخطأ شامير في أنه لم يستغل العصر الذهبي لاقرار ترتيبات سياسية تقر الوضع. لكن شامير كان على حق لأن التمسك بالوضع الراهن في مدة ولايته لم يكن بلا أساس. ليس هذا هو الوضع اليوم. ثم حول نتنياهو من يشتاقون الى شامير. وثم من يرونه شبه أيزنهاور اسرائيلي، ويذكرون نجاحه بقدر ما ويطلبون استعادته. أي عدم التحرك وعدم التنازل وكسب الوقت. وأن تترك مسارات العمق تعمل في مصلحة اسرائيل كما عملت في مصلحتها في الماضي. وألا نتورط بمغامرات سياسية مثل رابين وباراك وأولمرت، بل أن نبني البيت الوطني من الداخل، ببرود أعصاب وصبر. لكن إذا كان بنيامين نتنياهو يزن بجدية خيار شامير حقا فيحسن أن يزنه مرة أخرى. يحسن أن يفكر مرة بعد مرة بعد مرة. فالبحر ليس هو البحر نفسه، والعرب ليسوا هم العرب أنفسهم والعالم ليس هو العالم  نفسه. إن واقع 2010 أقسى من واقع 1990 بما لا يقبل الموازنة.  كانت اسرائيل في 1990 تستطيع ان تصيب في كل لحظة كل نقطة في الشرق الاوسط. وفي 2010 يستطيع أعداء اسرائيل أن يصيبوا في كل لحظة كل نقطة في دولة اسرائيل. فحماس قادرة على ضرب مركز تل ابيب بعشرات الصواريخ الايرانية التي يبلغ مداها 75 كيلومتر ورأسها 150 كيلوغرام. وحزب الله قادر على اصابة مركز اسرائيل بآلاف القذائف الصاروخية، ومئات الصواريخ وعدة صواريخ سكاد تزن رؤوسها نحوا من نصف طن. ولسورية قدرات متينة. وكذك لايران. إن ايران وسورية وحزب الله وحماس يطبقون على اسرائيل بحلقة تهديدات كانت ترى خيالية في فترة شامير. في 1990 كان نظام الشرق الاوسط مستقرا. فقد استطاع احتواء حربين في الخليج وانتفاضتين وحربين محدودتين بغير انفجار. وسبب ذلك أن الولايات المتحدة كانت ملكة العالم. قادت تحالفا اقليميا متعدلا صلبا ضمن استقرارا استراتيجيا. اما في 2010 فالنظام في الشرق الاوسط غير مستقر. فالولايات المتحدة في تراجع وتحاول ايران ان تحل محلها على أنها قوة اقليمية رائدة. ومصر على شفا عصر جديد، والعراق على شفا عصر جديد، والسعودية في غير يقين. إن القوى التي تقوض الاستقرار في صعود في حين ان القوة المقرة للاوضاع في حرج. الصورة واضحة: إن نافذة الفرص التاريخية التي فتحت في فترة شامير – ولم يستغلها شامير – أخذت تغلق. إن السنين العشرين الخيرة للشرق الاوسط تقترب من نهايتها. وكذلك السنين العشرون الخيرة لاسرائيل. اسرائيل مهددة عسكريا وسياسيا كما لم تكن مهددة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد يسوء الوضع غدا. اذا استمرت المسارات الحالية بلا عائق فستفضي الى انفجار. ولا يعلم أحد متى سيحدث  الانفجار وأين. لكن ان عاجلا أو آجلا، في الجنوب او في الشمال سيحدث ذلك الحدث الذي يصدع الجليد الدقيق الذي نسير عليه جميعا. الاستنتاج واضح ايضا وهو أن نتنياهو لا يملك خيار شامير. ليس لنتنياهو وضع راهن يتمسك به. ومع عدم وجود مبادرة سياسية اسرائيلية تصد الاتجاهات الحالية، سيأتي  السقوط حتما. إن المفرق الذي يقف رئيس الحكومة عنده هو مفرق إما الى هنا وإما الى هناك. إذا لم يكن بنيامين نتنياهو مثل مناحيم بيغن فسيكون مثل غولدا مئير.