قبل 2596 سنة خرب الهيكل الأول على أيدي البابليين. وبعد ذلك بـ 656 سنة خرب البيت الثاني على أيدي الرومان. وبعد ذلك بـ 60 سنة سقطت "بيتار" وانتهى تمرد بار كوخفا بخراب الدولة اليهودية وبدء جلاء استمر 1800 سنة. هل تتعلق بنا وبنا اليوم جميع هذه الاحداث التي حدثت في التاسع من آب؟ وفي الأساس – ما مبلغ اهتمامهم اليوم في "دولة تل ابيب" بكارثة القدس، التي اصبحت كارثة الامة كلها؟ يمكن أن نرى جذر تجاهل القدس في أيام نشوء الدولة. ففي المراسم التأسيسية لدولة اسرائيل اليهودية – الديمقراطية خاصة نسيت القدس. إن ثلاث كلمات يدوي غيابها عن وثيقة الاستقلال وهي: "الله"، الذي عرض، بعد جدل حاد طويل بأنه "صخرة اسرائيل ومخلصه"؛ و "الديمقراطية"، التي قد يكون غيابها نابعا من الصدود عن استعمال اللغة الاجنبية، لأن الوثيقة نفسها ديمقراطية جدا؛ و "القدس". أجل، لا يوجد أي ذكر في الوثيقة لعاصمة اسرائيل والشعب اليهودي الأبدية. أهذا ممكن؟ ثم من يزعمون أن سبب ذلك هو أنهم لم يشاءوا المس بنقطة حساسة ولهذا لم يدخلوا في الوثيقة حدود البلاد والقدس (التي تحدثوا آنذاك عن تدويلها ووجد من أيد ذلك). وثم من يزعمون أنهم اهتموا برؤساء الحركة الصهيونية العلمانية، الذين تحدثوا عن "القدس في الأعلى" ولم يتركوا مكانا لـ "القدس في الاسفل"، وثم من يعتقدون ان القدس لم تذكر "لانها كانت مفهومة تلقائيا". مهما يكن الأمر، في بدء الدولة طريقها، في وثيقة الاستقلال، بذرت بذور الغربة بين "دولة تل ابيب" و "دولة القدس". وليس يعني هذا انه لم يكن جدل. ففي مقالتي توبيخ هما "الخراب وعدم الانتماء" و "مصادر لا تنضب"، كتب بيرل كتسنلسون عن أن حركة شبان علمانية خرجت لمعسكر صيفي في التاسع من آب 1934 وقال: "ما هي قيمة وما هو خصب حركة تحرير لا توجد فيها جذرية ويوجد فيها نسيان؟... الجيل يجدد ويخلق ولا يطرح في القمامة ميراث الاجيال... يحيي تراثا قديما، يمكن أن يغذي نفوس الجيل الجديد...أكنا قادرين اليوم على حركة نهضة لو أن شعب اسرائيل لم يحتفظ في قلبه بصلابة مقدسة بذكرى الخراب؟" هذا ما كتبه. أعتقد أنه كان يوافق في هذا الشأن جابوتنسكي تماما الذي كتب: "هل انت ساذجون جدا حتى تعتقدوا أن وزيرا انكليزيا او ايطاليا او فرنسيا يعلم أنه توجد تل أبيب او ريشون ليتسيون او رحفوت؟ كلا! قالوا انه يجب اعطاء الشعب العبري أرض اسرائيل لأن تيتوس طرد اسرائيل عن أرضه قبل ألفي سنة. وشعب اسرائيل عندما خرج قال "كلها لي"". اليوم ايضا، لأسفي، تل ابيب هي الغالبة. فالقدس هي عاصمتنا التي لا اعتراض عليها لكن "قدس الأسفل" تتقوض. فهي اليوم أفقر مدينة في اسرائيل، يدرس أكثر من 60 في المائة من أبنائها في مؤسسات تربية غير صهيونية (لا تنتمي الى التيار الرسمي او الرسمي – الديني)، ويتركها آلاف الشبان في كل سنة ويهجرها كثير من الاسرائيليين. أخذ تكوينها السكاني يصبح قابلا للانفجار بل يوجد اختلاف في حدودها. ماذا نفعل؟ علينا أن ننظر الى التاسع من آب نظرا مختلفا، من كونه يوم حداد ينتمي في الأساس الى المتدينين الى يوم خطاب اسرائيلي عن معنى الهيكل الثالث المشترك لنا جميعا. التاسع من آب هو تاريخ مناسب لفهم ما هي شراكة مصيرنا وكيف نعززها لتصبح شراكة هدفا للأمة كلها. التاسع من آب هو لنا جميعا.