خبر : من الفاشي ها هنا/بقلم: عاموس كرميل/يديعوت 20/7/2010

الثلاثاء 20 يوليو 2010 11:14 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من الفاشي ها هنا/بقلم: عاموس كرميل/يديعوت  20/7/2010



 لماذا ندرس الرياضيات؟ يسألون كثيرا هنا في المدة الأخيرة ويسارعون الى بيان أن قلة فقط تحتاج الى هذه الدراسة وأنه لا حاجة البتة الى شملها في الموضوعات الجوهرية. يمكن بلا شك أن نعد الباقي في الحانوت بل أن نتابع حساب البنك بغير ثقافة رياضية واسعة. ويمكن أن نجتاز سلسلة طويلة من العقبات في الحياة من غير أن نعلم ما هو معنى الجيب والعدد الأولي. ومع كل ذلك، نوصي بابقاء الرياضيات في مركز الخطة الدراسية لكل أولاد اسرائيل. لا كي نمحو عار تدهور منتخبنا في اولمبيات الرياضيات (وخطره اكبر كثيرا من كل ما يحدث في مجالات الرياضة الاولمبية)، بل قبل كل شيء لنربي الجيل الشاب على التفكير في صورة رياضية أي تحليلية . ولنمنحه أدوات للتفريق بين الغث والسمين وبين الانواع. هذا التفكير مطلوب في كل عمل، وفي كل نقاش عام بيقين. وهذا التفكير ضروري أيضا فيما يتصل في التأليف بين الظواهر والتجارب واستخراج استنتاجات بعيدة المدى منها. مثلا فيما يتعلق بالصراخ بأن الفاشية الاسرائيلية تقف على الأبواب. أجل، في الأسبوع الماضي أجازت جلسة الكنيست العامة قراراً غبيا غير  ديمقراطي يتعلق بحنين الزعبي – وهي مندوبة جمهور تغضب آراؤها وأفعالها الأكثرية الكبيرة، لكنها لا تزال في نطاق القانون. إن سلبها حقوقها البرلمانية الزائدة خطوة تعسفية متحمسة، تضر بالكنيست أكثر مما تضر بالزعبي نفسها. يصعب أن نراها سابقة لأن الكنيست برهنت من قبل على قدرتها على اتخاذ قرارات سخيفة مضرة. لكن الغرائز السوداء التي تثيرها في جمهور ناخبي السالبين لا تزيدنا صحة اجتماعية. فمن جهة، التنكيل البرلماني الذي هو بلا منطق وتسويغ بالزعبي لا يسوغ عرضها على أنها حلقة في كل سلسلة. إن الربط بينها وبين ما يعرض على أنه تهديد لحرية الروح والحرية الاكاديمية متكلف وغوغائي. ولا سيما لأن هذا التهديد غير  موجود في واقع الأمر. أي أنه يجب دائما الاهتمام بحرية الروح والحرية الاكاديمية. يجب دائما ان نتذكر ما حدث للجامعات الالمانية في الثلاثينيات (من القرن العشرين) بعد أن النازيون عليها تطهيرا عرقيا وفكريا. ويجب أن نتذكر دائما إضرار المكارثية بالولايات المتحدة في الخمسينيات. ويجب دائما أن نتمنى سلامة الحياة الاكاديمية الاسرائيلية وأن نطلب ان تعطى الموارد التي تحتاجها لعملها. لكن كل هذا ليست له صلة البتة بأمرين يربطونهما بشأن الزعبي وعلامات الانذار التي يفترض أن تشتق من هذا الربط.  يوجد في البلاد باحثون ومحاضرون يدعون الى قطيعة مع الاكاديميات الاسرائيلية التي يمكثون فيها ويتلقون منها أجورهم. فهل يقترن الاحتجاج على عدم الاستقامة الفكري هذا – او هذا التلون اذا شئنا الدقة – بالغوغائية البرلمانية في شأن الزعبي؟ ايوجد فيه شيء من التعبير عن الفاشية؟  توجد مزاعم كثيرة، لأناس جامعات بارزين أيضا، عن جزء من المواد الدراسية في جزء من الاقسام الجامعية في علوم الاجتماع. قبل نحو من نصف سنة دارت في الانترنت ردود لاذعة من أساتذة جامعات كثيرين ليسوا من أناس "اليمين" خاصة، بعقب قائمة لطالبة مقدسية احتجت على التوجه المعادي للصهيونية الشامل من مدرسيها. "هذا مدهش لكنه غير مفاجىء لأسفي"، كتب في ذلك مثلا أحد كبار الباحثين في العلوم السياسية ومن الحائزين على جائزة اسرائيل وممن لا يتهم بالقومانية. هل تثير التأملات والاعتراضات على هذه الظاهرة قلقا أكبر من الظاهرة نفسها. ألا يعرض مجرد هذه الظاهرة النوعية الاكاديمية للخطر (ولن نذكر الحرية الاكاديمية)؟ هل التحذير منها فاشية او مكارثية؟ وما علاقة ذلك بعضو الكنيست الزعبي؟  وفي النهاية، من المهم دراسة الرياضيات كي نتعلم التفكير.