افيغدور ليبرمان مفاجأ. غاضب ومفاجأ. لا أحد مثله يعرف بنيامين نتنياهو، منذ الأيام التي عمل فيها مساعده المخلص في بدء التسعينيات. لكن سلوك نتنياهو الساخر، مع كل ذلك، وهو طريقته في استغلال أوضاع ضعف ليبرمان في ظاهر الأمر، والالتفافات والعوجاجات كل ذلك أدهشه كما يقول. لقد علم حتى اليوم ان نتنياهو ليس صديقا. وهو اليوم يعتقد أيضا أنه ليس انسانا. أمس صباحا كان ليبرمان في كازخستان. لم يسكنه حتى الجو البارد جدا في استانا بعد أحداث الميزانية. ليبرمان على ثقة بأن نتنياهو أعطاه الحقائب الخمس المهمة التي طلبها في بدء الولاية لانه كان على الفرس آنذاك. لم يكن عند نتنياهو مناص، وأراد ان ينشىء ائتلافا على عجل. ليبرمان اليوم ضعيف نسبيا، وهو يواجه فصل قضاء غير سهل من النيابة العامة لسلسلة قضايا باهظة شارك فيها. هذا هو الوقت بالضبط ليفرغ نتنياهو الحقائب التي حصل عليها اسرائيل بيتنا من كل مضمون، عن افتراض أن رئيس الحزب لن يرد على ذلك. لا يفهم ليبرمان كيف تريد الدولة محاربة العنف الطاغي في الدولة بعد أن اقتطعوا مبلغ 400 مليون شيكل لوزارة الأمن الداخلي. ولا يدرك كيف يريدون تحسين الدعاية في وزارة الخارجية بغير ميزانية للدعاية. إنه يرى وزارة البنى التحتية تضج، ويرى الوزيرة سوفا لندبار تبكي بسبب ميزانية الهجرة المتضائلة. وهو يرى أيضا وزراء شاس ويهدوت هتوراة يحتفلون مع ميزانيات منفوخة لوزاراتهم. وهو يشعر بأن نتنياهو يعمل في مساءته على عمد. وليس هذا جديدا. إن ليبرمان غاضب على نتنياهو الذي أخفى عليه لقاء فؤاد بن اليعيزر مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. لكن ماذا عن الخطة السياسية للانفصال السياسي عن غزة التي سلها ليبرمان هذا الاسبوع عن رأيه الخاص؟ أهذا نوع من الانتقام؟ ماذا دهاكم، سيقول ليبرمان. فقد زعم دائما أنه لا يحل لاسرائيل أن تنجر وراء مبادرات سياسية لآخرين. "يجب علينا أن نكون قوادا لا مقودين"، يقول. بالمناسبة، اثار وزير النقل العام اسرائيل كاتس خطة الانفصال المطلق عن غزة، أولا. وماذا عن تعيين السفير للامم المتحدة، أهو مبادرة مستقلة من ليبرمان؟ انتبهوا الى القصة الآتية. إن سفير الامم المتحدة الذي كان مقبولا عند نتنياهو ايضا وعند ليبرمان كان وزير حماية البيئة جلعاد اردان الذي كان مرة مساعدا لليبرمان. كان اردان يميل الى قبول الاقتراح لو أنه أتاه على نحو منظم. لكن نتنياهو، كما يزعم ليبرمان في أحاديث خاصة بيقين، يريد الان أن يعين للمنصب دوري غولد، لان صاحب المليارات شلدون ادلسون يضغط عليه فقط. يعتقد ليبرمان نفسه أن غولد ليس تعيينا ملائما. وقرر لذلك تعيين ميرون رؤوبين المجهول للمنصب. في اللقاء الذي سيجريه ليبرمان اليوم مع نتنياهو ينوي وزير الخارجية نزع القفازين. سيقول له ما يلي اذا كنت أفهم فهما صحيحا: "اذا كنت لا تنوي اعطاءنا ميزانيات بحسب نسبتنا في الحكومة، فسنسقطكم. لن أكون وزير خارجية لكنك أيضا لن تكون رئيس حكومة. اذا كنت تظن أن يدي مربوطة وراء ظهري بسبب النيابة العامة فانك لا تعرفني". بالمناسبة، لا يؤمن ليبرمان بخيار كديما. وهو على ثقة بأنه اذا ترك اسرائيل بيتنا الحكومة، فان الدولة ستمضي الى الانتخابات في غضون نصف سنة الى سنة كما حدث دائما بعد ان تركت. والى ذلك، ليبرمان على ثقة بأن مستقبل نتنياهو السياسي معلق به زمنا طويلا. يستطيع نتنياهو ان يعتمد عليه في الانتخابات القادمة لا على كديما. ولذلك لن يعرض نتنياهو الان ائتلافه للخطر وسيفعل كل ما يستطيع لتسوية الأمور. سنعلم اليوم هل هو على حق وهل ينطوي نتنياهو. أو هل يبرز نتنياهو عضلاته ويترك ليبرمان. تقديري أن ليبرمان سيكون وزير الخارجية في الغد أيضا.