خبر : أسطول الحرية ..من المنتصر ؟؟ .. بقلم : سمير حمتو

الأحد 30 مايو 2010 03:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
أسطول الحرية ..من المنتصر ؟؟ .. بقلم : سمير حمتو



تعيش الحلبة السياسية الإسرائيلية  أسوأ لحظاتها مع اقتراب سماع هدير أسطول الحرية  الذي يمخر عباب البحر والذي يصر المشاركون فيه على تخطي كافة الصعاب  للوصول إلى قطاع غزة المحاصر وتقبيل ترابه وأهله من الثكالى والمعاقين والجرحى وممن عانوا ويلات الحرب والحصار على مدار أربعة أعوام مضت .نعم تعاني القيادة الإسرائيلية بشقيها السياسي والعسكري حالة من التخبط وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب لمواجهة هذه التظاهرة الإنسانية الدولية لكسر الحصار غير الشرعي المفروض على غزة ظلما وعدوانا وإمعانا في انتهاك القوانين والأعراف الدولية .إن وصول السفن  المحملة بمساعدات وإن كانت بسيطة وبحشد يمثل أكثر من أربعين دولة له دلالات كبيرة ومعان سياسية لعل في مقدمتها أن غزة التي تتعرض لحصار وحشي غير مسبوق  لم تعد وحدها في الميدان بل معها  كل أحرار العالم ، وأن دولة  الاحتلال باتت اليوم هي  المحاصرة  بفعل إمعانها في الإجرام  وفي استمرارها في معاقبة أهل غزة على صمودهم وتحديهم  وعلى رغبتهم في العيش بكرامة وحرية . لا يختلف اثنان على أن دولة الاحتلال وقادتها السياسيين والعسكريين باتوا اليوم يجدون صعوبة في تبرير  سبب الحصار المفروض على قطاع غزة ، فقد كانوا يزعمون انه يهدف  لمنع تصنيع وإطلاق صواريخ القسام على إسرائيل،ولكن ثبت بالدليل القاطع  فشلهم في تحقيق ذلك  إلى أن جاءت الحرب تحت نفس الذريعة  وأيضا فشلت في تحقيق هذا الهدف بل على العكس أدينت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الانسانيية بحق شعب أعزل . وإذا كانت إسرائيل تتطلع من وراء سياسة فرض الحصار غير الشرعي  أن تشدد الضغط على سكان غزة، كي ينقلبوا على حكم حماس، أو أن تستجيب  حماس لشروط إسرائيل والرباعية،   فقد برهنت تجربة السنوات الأربع  الماضية على فشل هذه السياسة وباتت حماس أكثر قوة من ذي قبل .إن ما يحدث اليوم هو انقلاب السحر على الساحر وبدلا من أن تحقق إسرائيل أهدافها في فرض الحصار على غزة بمساعدة عربية وفلسطينية باتت ف موقف لا تحسد عليه فمكانتها  وسمعتها بدأت تتراجع في المحافل الدولية والعالمية وبدأ أصدقاء إسرائيل يشعرون بالحرج نتيجة لاستمرار وقوفهم وتغاضيهم عن جرائم إسرائيل تحت وطأة الضغط الشعبي المتزايد يوما بعد يوم احتجاجا على ما يتعرض له مليون ونصف مليون إنسان في غزة.وبسبب تفاقم  المعاناة الإنسانية  يمكن القول أن  علاقات إسرائيل مع تركيا تأثرت بقدر كبير بسبب ما يتعرض له أهل غزة، فتركيا تسعى لاستعادة دورها المحوري في المنطقة،  وهذا ما يقلق إسرائيل وبعض الأنظمة العربية  .أضف لذلك فإن  دولا أوربية عديدة  كانت  تنظر لحركة حماس على أنها منظمة إرهابية، باتت اليوم تنتقد سياسة الحصار، وتسعى لنسج علاقات مع حماس وبدأت البضائع إسرائيلية تلقى مقاطعة في أوربا ،إضافة إلى أن العديد من مسئولي إسرائيل وسفرائها لم يعودوا  ضيوفا مرغوب بهم وأصبحوا مطاردين  للمحاكم في أكثر من دولة.الرأي العام العالمي لم يعد يقبل استمرار عاقبة أهل غزة واستمرار  الحصار عليهم بدليل التحركات الشعبية اليومية  والقوافل  المستمرة لكسر الحصار بالإضافة إلى حجم التمثيل  المشارك في أسطول الحرية والذي يضم  برلمانيين ودبلوماسيين .إسرائيل  باتت اليوم أمام خيارين : فإما أن تمنع وصول أسطول الحرية وتمارس سياسة القرصنة  بحق المشاركين فيه  وهنا ستخسر الرأي العام العالمي وسيكتشف الغرب كمك كانوا مخدوعين وستنتفض أوربا كلها بمظاهرات شعبية  تندد بما حدث أو أن تسمح للسفن بالوصول إلى شواطئ غزة وهنا ستنتصر غزة  وسينتصر أحرار العالم الذين تضامنوا مع غزة وستكون هذه بداية النهاية لسياسة الحصار الظالم  والذي لم يعد مقبولا الاستمرار في فرضه .أيا كانت  طيعة التصرف الإسرائيلي فإن أسطول الحرية سينتصر وسيصل غزة وإن منعته إسرائيل فسينتصر شعبنا ومعه أحرار العالم وستخسر إسرائيل وستظهر بوجهها القبيح المعادي للإنسانية ولن تنجح كل قوتها الإعلامية والسياسية  في ترميم صورتها المشوهة في نظر العالم وستخسر الكثير من الحلفاء وستفقد جزءا كبير من مصالحها الدولة والإقليمية   .إن أسطول الحرية لغزة  لن يكون مجرد تظاهرة دولية عابرة وحتى لا يكون كذلك  يجب علينا كفلسطينيين  إبراز هذا الحدث واستثماره بشكل جيد لفضح وتشويه صورة الدولة العبرية والتي تدعي الحضارة والإنسانية وهي منهما براء .