خبر : انتخابات بلديه بلا لون ولا طعم ..ولا مصداقيه ! .. بقلم : علاء الصفطاوي

الجمعة 28 مايو 2010 01:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انتخابات بلديه بلا لون ولا طعم ..ولا مصداقيه ! .. بقلم : علاء الصفطاوي



 لا معنى ولا منطق ولا مصداقيه لاجراء انتخابات بلديه في الضفه الفلسطينيه بدون اجرائها في قطاع غزه  ،فالانتخابات تتم بالتوافق بين مختلف الأطياف السياسيه الفلسطينيه وعلى رأسها حركات "حماس " و "فتح" و "الجهاد الإسلامي".. السلطه في رام الله ترتكب اليوم خطيئه آخرى تضاف الى خطاياها الكثيره ، ففضلا عن سكوتها المريب وربما تواطئها مع الصهاينه في حصار غزه .. أثناء اجتياح قطاع غزه ومحاولة جيش الإجران الصهيوني تدمير بُنى المقاومه التحتيه فيه خلال عمليه الرصاص المصبوب ، ناهيك عن اصرارها على أداء العديد من المهام القذره التي يرغب بها الاحتلال من خلال استمرارها في التنسيق الأمني مع الاحتلال ومطارده المجاهدين والسعي الحثيث لتفكيك الٌبنى التحتيه للمقاومه في الضفه المحتله .. ،  تُقْدم سلطة رام الله اليوم ومن خلال عمل منفرد وأحادي الجانب على اجراء الانتخابات للهيئات المحليه في الضفه الفلسطينيه ضاربة بعرض الحائط كل التفاهمات والاتفاقات الداخليه التي وقعتها والتزمت بها أمام الكل الفلسطيني  سواء في اتفاق القاهره 2005 أو ما تلاه من تفاهمات وطنيه فلسطينيه كان أحد أهم الثوابت والمحددات الرئيسيه فيها اعتبار الوطن وحده جغرافيه واحده .. وعدم جواز اجراء أيه انتخابات تشريعيه أو محليه على جزء من هذا الوطن بعيدا عن الجزء الآخر ..! فإجراء الانتخابات المحليه في الضفه دون القطاع هو بالضبط كما اجراؤها في غزه دون خانيونس أو الخليل دون نابلس ..غير هذا التفسير المبسط والواضح سيكون ضربا من المكابره والمماحكه والتفلسف حتى لو تم تبريرها عبر اطلاق عبارات تنتمي لعصر " تكنولوجيا الكلام " مثل تلك التي سمعناها مؤخرا من احد ممثلي الفصائل الوطنيه التي لا تزال تحسب نفسها ضمن تيار المقاومه حينما حاولت تبرير اشتراك فصيلها (المقاوم) في هذه الانتخابات المعجزه ..! نحتاج اليوم الى الكثير من الهدوء ..والقليل من التوتر حتى نحاول أن نفهم ونصدق ونستوعب هذه القفزه في الهواء التي اتخذتها سلطه رام الله وهي تحاول أن تقنعنا بأنها ديمقراطيه من أخمص قدمها حتى أعلى سلم قيادي في أجهزتها المدنيه الفاسده والأمنيه جدا ..فيما يحاول البعض منا أن يؤجل قليلا تصفح ذاكرته المدججه  بعشرات عمليات الإقصاء والتهميش والإلغاء للهيئات المحليه السابقه والتي جرى انتخاب مجالسها البلديه في الضفه من خلال انتخابات حره ونزيهه ..وإرسال رجالاتها المنتخبين إما الى بيوتهم أو الى المعتقلات "الوطنيه" بامتياز ..! نفهم أن الانتخابات بحد ذاتها هي اجراء عصري حضاري يضفى الكثير من الشفافيه والمصداقيه على المشهد السياسي والمحلي لمجتمع ما ..لكن لا نفهم بالمطلق أن ُيستخدم هذا الإجراء بشكل بشع ومفضوح ولاضفاء مزيد من "الفسيفسائيه" على صوره الوطن الممزق أصلا والمُصادر أصلا ..والمعتقل أصلا ..! ستخطىء سلطة رام الله كثيرا إن هي اعتقدت بأنها بهذا الإجراء يمكن لها أن تكتسب شيئا من الشرعيه التي فقدتها منذ زمن .. فبعض الهيئات المحليه التي قد يجري انتخابها بطريقة حتى لو كانت نزيه  لن تكتسب أصلا الشرعيه المرجوّه لسببين اثنين : الأول وهو أن هذه الانتخابات ستجري في ظل غياب حركتي " حماس" و"الجهاد الإسلامي" عنها ..، وثانيا : لأن هذه الهيئات ستكون محكومه من خلال رجل فاقد الشرعيه أساسا وضمن وزاره تفتقر للمشروعيه ..وهذا الشخص يدعى " وزيرالحكم المحلي" في حكومة الضفه المنكوبه بسلطتها هناك . يبقى لنا هنا أن نشير الى أمر بالغ الأهميه ..أمر يتعلق بقدرتنا على ترتيب أولوياتنا الوطنيه وسط كل هذا التمزق والإنشطار .. ، من أهم ..؟!  اجراء انتخابات بلديه في جزء من الوطن يكرّس المزيد من الانقسام فيه..أم الالتفات الى رص الصفوف وشحذ الهمم وحشد كل الطاقات لزجها في معركه تحريرالأقصى والتصدي لأكبر عمليه تهويد وتشويه لأجمل مدينه في العالم ..القدس ؟؟! سؤال لم نعد ومنذ زمن بعيد ننتظر الإجابه عليه من سلطة " فياض" في رام الله ،لأننا نعرف هذه الإجابه مسبقا ..! *رئيس منتدى فلسطين للفكر والحوار