وزير الخارجية يفتح جبهة جديدة جبهة جديدة تهدد اسرائيل بالخروج في حملة عالمية ضد السعودية، هذا ما يتبين من قرار اتخذه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ابقي حتى الان طي الكتمان. الحملة، اذا ما اندلعت حقا، ستتضمن استخدام رافعات ضغط ومجموعات ضغط في الولايات المتحدة، اوروبا واماكن اخرى في العالم، طرح مواضيع حقوق الانسان، مكانة المرأة وتمويل الارهاب في الكونغرس الامريكي، في البرلمان الاوروبي وفي اماكن اخرى، حملة اعلامية، بل ورفع شكاوى الى المحاكم الدولية. قرار ليبرمان جاء في أعقاب استنتاج توصلت اليه وزارة الخارجية: حسب هذا الاستنتاج فان السعودية هي المصدر الاساس خلف الحملة الدولية لنزع الشرعية عن اسرائيل. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى هذا الاسبوع في محادثات مغلقة ان السعوديين يبادرون ويمولون قسما كبيرا جدا من الدعاوى الى المحاكم الدولية، المداولات العلنية، المؤتمرات، التشهيرات والمضايقات ضد اسرائيل في الولايات المتحدة، اوروبا واماكن اخرى. وقالت المحافل السياسية ان "هذه لعبة مزدوجة. السعوديون يتصرفون وكأنهم جزء من المعسكر المعتدل ويحاولون استغلال الغرب لاغراضهم، في ما انهم في نفس الوقت يمولون حملة متزامنة ضد شرعية اسرائيل، ضد الاقتصاد الاسرائيلي وغيره. يجب حد وضع لهذا". وحسب خطة ليبرمان يفترض باسرائيل أن تنقل في الايام القريبة القادمة رسالة حادة اللهجة الى الولايات المتحدة تتضمن ايضا معلومات عن دور السعودية في كل النشاطات آنفة اذكر. وستطلب اسرائيل من الامريكيين التدخل وممارسة نفوذهم ورافعات الضغط لديهم على السعودية. وبالتوازي سيطلع كل الممثلين الاسرائيليين في العالم وفي كل المنظمات اليهودية، اللوبي اليهودي والقوة اليهودية في الكونغرس الامريكي وفي اماكن اخرى، على الامور من أجل البدء في "ازعاج" السعودية، طرح نشاطاتها في تمويل الارهاب على جدول الاعمال، وكذا وضع حقوق الانسان في المملكة، مكانة المرأة ومواضيع كثيرة اخرى. توجد نية أيضا لفحص امكانية رفع شكاوى الى المحاكم الدولية او الى المحاكم في خارج البلاد وغيرها. ليسوا جميعا راضين عن هذه الخطوة. محافل سياسية غير قليلة، في وزارة الخارجية وخارجها، تعتقد أن هذه الخطوة زائدة وفتح جبهة اخرى لن تضيف في هذه اللحظة لاسرائيل أي منفعة. يوجد للسعوديين مساوىء، فهم ليسوا صهاينة، تقول هذه المحافل، ولكنهم يوجدون بشكل واضح في المعسكر المعتدل، يشجعون المفاوضات السياسية، يقفون خلف مبادرة السلام العربية ومهددون من ايران والاسلام المتطرف بالضبط مثل اسرائيل. "الرواق" في خطر ساحة مقلقة اخرى في هذا السياق هي النووي الايراني. فحسب منشورات أجنبية، فان السعودية أعطت منذ الان موافقتها على منح اسرائيل "رواق جوي" لاسرائيل في الطريق الى هجوم محتمل على المنشآت النووية في ايران. والمعنى، حسب تلك المنشورات: السعودية ستسمح لطائرات مقاتلة اسرائيلية المرور في اراضيها كي تصل الى المسار الاسرع والاقصر الى ايران البعيدة. اذا ما تطورت مبادرة ليبرمان الى أزمة علنية مع السوريين، يحتمل أن يكون لها تأثير على تلك الموافقة القائمة ظاهرا على الرواق الجوي. في الفترة التي تكون فيها العلاقات مع تركيا في اسفل الدرك، السلام مع الاردن ومصر مجمد، اوروبا تدير كتفا باردة والازمة مع الولايات المتحدة تتعمق، لا حاجة الى البحث عن جبهات اخرى. لا يدور الحديث هنا عن حرب وجود أو أفعال لا يمكن المرور عنها مرور الكرام. توجد لاسرائيل مشاكل اكثر الحاحا بكثير من الازدواجية الاخلاقية السعودية. ينبغي الاجتهاد لايجاد القاسم المشترك والمصالح المتماثلة، وليس الامور التي تبعث على الانشقاق، تقول هذه المحافل. ولكن قرار افيغدور ليبرمان لا يبدو ان هذا الانتقاد سيغيره. 13 مايو 2010