بعد حملة مضنية، يبدو أن ادارة اوباما نجحت في استئناف المسيرة السلمية. ومع أن الخلاف على تجميد البناء في شرقي القدس منع المفاوضات المباشرة بين الطرفين فان "محادثات التقارب" تحطم الجليد الذي سد على مدى أكثر من سنة القناة الاسرائيلية – الفلسطينية. ولشدة الاسف، استقبلت البشرى في القيادة السياسية في القدس بتهكم ظاهر وبتخفيض لمستوى التوقعات، المتواضعة على أي حال، في أن تقرب المحادثات السلام. وأفادت "هآرتس" اول أمس بان بنيامين نتنياهو سيطلب التركيز اولا في المفاوضات على الترتيبات الامنية في الضفة وعلى مسألة المياه. الكاتب ايلي فيزل قال لـ "هآرتس" انه في لقائه اول امس مع براك اوباما أخذ الانطباه بان الرئيس استجاب لمناشداته تأجيل البحث في مكانة شرقي القدس الى المراحل المتأخرة من المحادثات. ولا غرو أن الفلسطينيين المعنيين بالمفاوضات، كما أفاد رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي بايدتس، لا يؤمنون بان نتنياهو وحكومته يعتزمون دفع التسوية الدائمة الى الامام. التلبث الذي تدفع فيه الحكومة المحادثات وجد تعبيره بقرار العرض على المجلس الوزاري (والجمهور) بالذات لـ "جدول التحريض" الفلسطيني. فقد أعلن موظف كبير بانه مع بدء المفاوضات غير المباشرة ستطلب اسرائيل ان يعمل الفلسطينيون على وقف التحريض ضدها وعلى تقدم تعليم السلام. بعد ان غابت احداث العنف على نحو شبه تام فان الانتقاد (المبرر) للتحريض يؤدي الى حرب تمويه، يديرها بعض كبار الوزراء ضد المسيرة السياسية. حكومة تريد حقا وضع حد للنزاع ملزمة بان تبحث عن السبيل لتسريع المفاوضات والى ترميم الثقة مع الجيران الفلسطينيين. اذا كان نتنياهو يؤمن حقا بما قاله في خطابه في بار ايلان فعليه أن يحترم التزامات سلفه، ايهود اولمرت، في مؤتمر انابوليس وان يواصل البحث الموضوعي في كل مواضيع اللباب، وقبل كل شيء في الحدود الدائمة، القدس واللاجئين. محادثات التقارب ليست "خطة على طلبك". فقد مرت الازمنة التي كانت السلطة الفلسطينية وحتى الادارة الامريكية ترقص فيها على نغمات الناي الاسرائيلي. حانت اللحظة لان يفهم اصحاب القرار بان الزمن يعمل في طالح الدولة اليهودية والديمقراطية الوحيدة في العالم. يجمل بنتنياهو ومستشاريه أن يكفوا عن مناورات التأجيل وان يساهموا بنشاطهم في تقدم حل الدولتين للشعبين.