خبر : عبوة ناسفة في نهاية النفق/يديعوت

الخميس 06 مايو 2010 11:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عبوة ناسفة في نهاية النفق/يديعوت



البداية يفترض أن تكون احتفالية أكثر بقليل. ومع ذلك، بعد سنة ونصف من الانقطاع تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين. صحيح ان هذه هي مجرد "محادثات تقارب"، نوع من المفاوضات غير المباشرة، ولكن أخيرا ها هم يعودون الى الطاولة. غير أن الطرفين يتصرفان كمن فرضت عليهما المحادثات، كمن يصنعان جميلا للامريكيين، رغم أنه لنتنياهو ولابو مازن على حد سواء يعد استئناف المحادثات انبوب اكسجين سياسي. وعندها لا يعرف الفلسطينيون متى سيأتون ونتنياهو يريد أن يتحدث عن المياه وليس عن الحدود. باختصار: يبدأون بالتلعثم الذي لا يبشر بالخير.اذا كانت محادثات التقارب تبدأ باجواء غامضة من انعدام اليقين، ففي نهايتها بالذات – بشكل مفعم بالمفارقة – اكثر وضوحا بقليل. بعد أربعة اشهر تنتظرنا عبوة ناسفة لا يفكر أحد كيف يبدأ بتفكيكها. مع نهاية ايلول ينتهي موعد تجميد البناء في المناطق. ولكن الحكومة تدس رأسها في الرمال وتنتظر معجزة. من يعتقد بأن هيبة السلطة وقعت فجأة على المستوطنين اليهود في الضفة ولهذا فهم يحافظون حتى الان على الهدوء الصناعي النسبي في ضوء تجميد البناء – فهو بين مثير للشفقة وغبي. فهذا لا يعود لا  لكاريزما بيبي ولا ليد الشرطة القوية، ولا حتى لنشاط مراقبي الادارة المدنية. لهذا الهدوء سبب واحد فط: قادة المجالس في يهودا والسامرة والسكان مقتنعون بان في نهاية ايلول ستتحطم كل السدود والاف المباني الجدد ستطل على كل جبل وتلة. هذا ما وعدوه بهم. لم يغمزوا ولم يلمحوا، هذا ما قاله لهم صراحة وزراء في الحكومة. لا أحد يعدهم لامكانية أن يكون الحال مغايرا.الصراع ضد التجميد بدأ بالذات بنبرات جد عاصفة. منذ قبل ثلاثة اشهر من التجميد جلست لجان البناء المحلية، الايام والليالي وصادقت على المخططات. بيحث أنه في اليوم الذي بدأ فيه التجميد، حين اقلعت طائرة صغيرة بدون طيار لتصوير المنطقة اكتشفت مئات الاساسات لمبان جديدة. وحول بدايات البناء هذه دار صراع في الاسابيع الاولى من التجميد الى أن فهم المستوطنون بان كل شيء خدعة. وانه من المجدي لهم أن يهدأوا. إذ فليوقفوا قليلا البناء، ولكن بعد ذلك سيباح كل شيء بل واكثر من ذلك. كان لديهم ما يتمسكون به وذلك لان التجميد لم يكن مطلقا. لم يوقفوا بناء 300 وحدة سكن في بيتار عيليت اقرت في 2008، وتواصل بناء المدارس، الكنس والمصليات. صحيح انه جمد البناء في البلدات المدينية، ولكن تواصل بناء المباني من طابق واحد في المستوطنات. فضلا عن ذلك، لم تتم ازالة أي بؤرة استيطانية غير قانونية. صحيح أنهم منعوا زيادات البناء في عدة اماكن، ولكنهم لم يهدموا أي منزل غير قانوني سبق أن بني. وكان الادعاء انهم لن يلمسوا البؤر الاستيطانية والبناء غير القانوني وذلك لان كل الجهود موظفة لفرض التجميد. وهكذا بحيث أن كل تلك البلدات الـ 87 غير القانونية المتبقية من تقرير تاليا ساسون لا تزال هناك. مؤخرا اعطيت لرؤساء المجالس في المناطق صلاحيات  التخطيط. صحيح انهم لا يمكنهم ان يقروا البناء، ولكن ان يخططوا له هو أمر بمقدورهم. وفي اثناء التجميد اعدت مخططات بكميات هائلة، وهذه تنتظر، في نهاية النفق، يوم الامر. ويوم الامر معروف للجميع: نهاية موعد التجميد في 25 ايلول. وماذا اذا لم يقروا لهم البناء؟ لا احد يستعد لامكانية أن تتطور محادثات التقارب الى محادثات مباشرة وتكون مشروطة باستمرار تجميد البناء. لا أحد مستعد لان يقف امام المستوطنين وان يقول لهم: اسرائيل تعهدت للولايات المتحدة الا تقوم باي خطوة احادية الجانب في مسألة البناء في المناطق دون التنسيق معهم مسبقا وان كل طرف لن يفاجيء الطرف الاخر. اذا كان المستوطنون يريدون تفجير الائتلاف، تحطيم العلاقات مع الولايات المتحدة، فهذه ستكون فرصتهم. حكومة اسرائيل، كالمعتاد لا تريد ولا تستطيع التصدي لهم.