غزة / سما / كشف رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، اليوم، عن أن الخلافات السابقة في صفوف حركة فتح في لبنان جرى تجاوزها بشكل تام، وأنه تم بالفعل تشكيل قيادة ساحة جديدة، وتوج ذلك باحتفال جماهيري في مقر الكفاح المسلح في مخيم نهر الحلوة. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الاحمد قوله" منذ عدة أسابيع وبتكليف من السيد الرئيس محمود عباس، واللجنة المركزية لحركة فتح، توجهت إلى لبنان أكثر من مرة لترتيب الوضع في البيت الفتحاوي في الساحة اللبنانية، والبيت الفلسطيني- الفلسطيني بشكل عام، خاصة في ظل تزايد محاولات استغلال الخلافات التي برزت في الساحة اللبنانية، سواء داخل صفوف فتح، وكذلك الخلط الذي ظهر خلال السنوات الماضية خلال العمل التنظيمي والعمل في المخيمات الفلسطينية في لبنان وسفارة فلسطين هناك. وتابع: ’وتم تجاوز ما برز من خلافات بين المسؤولين في الصف الأول التي حاول البعض تضخيمها، واستغلالها، وكذلك بعض الاشكاليات في مختلف المواقع’. وأضاف: ’كانت هنالك قرارات واضحة من الرئيس أبو مازن لإعادة ترتيب وضع الساحة في لبنان، وفي مقدمة ما أجريناه ضمن ذلك فصل عمل السفارة تماما عن العمل التنظيمي بالكامل، وعدم إدخال السفارة في تفاصيل القضايا اليومية لقيادة الساحة’. وأشار الأحمد إلى أن قيادة الساحة في لبنان تم إعادة تشكيلها من جديد، وأصدر الرئيس محمود عباس قرارا بذلك، مضيفا: وفي ضوء الزيارات التي قمت بها لهذا البلد تم تحديد قيادة الساحة من تسعة أشخاص. وأكد أن تشكيل قيادة الحركة في لبنان يتمثل الآن بخمسة أعضاء مجلس ثوري وأمين سر الإقليم، وقائد قوات الساحة اللبنانية، وقائد الكفاح المسلح، بالإضافة إلى استحداث منصب للمجلس الاستشاري، وأنه تم تعيين أخ لبناني بهذا المنصب. وقال: ’هؤلاء هم بمثابة قيادة الساحة ومهمتهم الإشراف والمتابعة على العمل الفلسطيني بشكل عام والعمل الحركي بشكل خاص دون التدخل في القضايا التنظيمية الأخرى التي هي من صلاحيات لجنة الإقليم، وفق النظام الداخلي’. وأضاف: ’وجرى تثبيت قائد جديد للقوات في الساحة اللبنانية هو العميد صبحي عرب أبو عرب، وتم نقل الأخ منير مقدح من قيادة الكفاح المسلح إلى موقع آخر وهو قائد للمقر العام، وتم تحديد صلاحيات المقر العام وقائده، وتم تعيين العقيد محمود محمد المشهور بـ’اللينو’ قائدا جديدا للكفاح المسلح، وهو من سكان مخيم عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية هناك’. وتابع: خلال الأسابيع الأخيرة ما كان يهمنا هو تنفيذ القرارات المتعلقة بترتيب وضع فتح بلبنان، بدقة ودون أية مماطلة، ودون أي رفض لأي قرار، وكما تعودنا ننفذ التعليمات حسب النظام الداخلي للحركة، للانطلاق من قاعدة المركزية الديمقراطية التي غابت طويلا ليس فقط عن الساحة اللبنانية، بل عن ساحات العمل الفتحاوي في مناطق أخرى. وشدد على أن ’الساحة اللبنانية بخصوصيتها يجب عليها التقيد بهذه القرارات والتعليمات، مضيفا: الحمد لله نحن مطمئنون الوضع مريح وتجاونا صعوبات ومشاكل الماضي في هذه الساحة’. وّذكر الأحمد بأن قيادة حركة فتح أصدرت سابقا قرارات تتعلق بوضع الساحة في لبنان، ولم يتم في حينه تنفيذها، نظرا لوجود بعض العوائق، ما استدعى إعادة دراستها، وبعد ذلك تم تعديل بعض القرارات وثبتت. وقال: كثيرون توقعوا حدوث تمرد وبخاصة على صعيد الجانب العسكري والكفاح المسلح تحديدا، وهو الذي يتولى مهمة ضبط الأمن في مخيمات لبنان، والتي أصبحت في متناول اتهامات كل القوى المتربصة بالشعب والنضال الفلسطيني. وأوضح أن بعض القوى الإقليمية استغلت في السابق حالة التسيب والهلامية، واستطاعت أن تدخل من بعض الثغرات في مخيمات لبنان، كما حصل في مخيم نهر البارد. وشدد الأحمد على أن حركة فتح لن تسمح بتكرار تجربة نهر البارد إطلاقا، لأنها أساءت للنضال الفلسطيني وللمخيم الفلسطيني، وساءت لحركة فتح بشكل خاص لأن اسمها استغل من خلال ما سمي بـ’فتح الإسلام’. ولفت الانتباه إلى أن من الأغلبية العظمى ممن قتلوا واعتقلوا خلال مشكلة نهر البارد لم يكونوا عناصر فلسطينية، حيث اتضح أن ثمانية منهم فقط فلسطينيين، ما يظهر كيف استغل المخيم الفلسطيني. وأضاف: هناك هم كبير آخر، وهو تحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية والإنسانية في المخيمات الفلسطينية في لبنان وتخفيف القيود المفروضة على حركة المواطنين. وتابع: كانت الحكومة اللبنانية تطالبنا بضبط أوضاعنا وتنظيمها، وتحديد جهات واضحة قادرة على التنسيق مع الجهات المختصة في هذا البلد الشقيق، وفي الوقت الذي تحركنا فيه مع قيادة حركة فتح في لبنان، بما يخص وضع التنظيم في لبنان، ومع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي أعيد تفعيل وإحياء القيادة السياسية للمنظمة، والتي تشكلت منذ عام 1969، وليس بنفس الأشخاص. وأوضح ’أنه إطار قيادي سياسي لمنظمة التحرير، ويشرف على العمل الفلسطيني في لبنان بشكل عام ويضم جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث أن أمين سر هذه اللجنة القيادية، هو أمين سر قيادة الساحة لحركة فتح المناضل فتحي أبو العردات، وتم تثبيتها وعقدت اجتماعات للجنة أثناء وجودي أكثر من مرة’. وقال: ترافق ذلك أيضا مع اتصالات قمت بها بتكليف من الرئيس أبو مازن مع القيادة اللبنانية بدءا من الرئيس ميشيل سليمان، ولقاء مع رئيس مجلس النواب، ومع رئيس مجلس الوزراء في لبنان، بالإضافة إلى قادة القوى السياسية هناك دون استثناء، ودون أن ’نضع فيتو على أحد’. وتابع: لقد التقيب بالجميع من وليد جنبلاط ومرورا بأمين الجميل وانتهاء بمشيل عون وحزب الله، والحزب الشيوعي، والحزب القومي السوري، واللجان الشعبية بقيادة معن بشور، والسيدة بهية الحريري القيادية البارزة في تيار المستقبل. وأكد أن كل هذه اللقاءات أريد منها ’حشد القوى السياسية اللبنانية، وإطلاعهم على ما جرى من تنظيم لأوضاعنا في المخيمات من أجل استصدار رزمة من القرارات والقوانين التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني هناك. وأضاف: لا ننسى مخيم نهر البارد، والمؤسف بسبب خلافات فتح الداخلية السابقة لم نكن بلجنة إعمار المخيم منذ أكثر من عام، وقد تجازنا الموضوع من خلال تعيين شخص كممثل لحركة فتح في اللجنة، وقد اجتمعت مع اللجنة داخل المخيم. وقال: لقد جرى تتويج كل هذه الأعمال باحتفال كبير في مخيم عين الحلوة لإعلان هذه القرارات التي من شأنها تعزيز الوضع الفلسطيني والوضع الفتحاوي، بحضور ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الاخرى وحشد كبير من المواطنين الفلسطينيين. وتابع الأحمد: كما تم التنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية للتعاون المشترك لدعم الجهود والتنسيق من أجل حفظ الأمن في المخيمات وتعزيز دور الكفاح المسلخح في حفظ الأمن والبدء بخطوات عملية لتحسين الأوضاع الفلسطينية، وقد أكدنا على الجميع أن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية تفتح ذراعيها أمام كافة الفصائل الفلسطينية للتعاون لتحقيق ذلك، وإبعاد الخلافات الاخرى في الساحة الفلسطينية عن ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان. وأشار الأحمد إلى أنه اطلع الرئيس محمود عباس فور عودته من لبينان على ما تم من إجراءات، مؤكدا بأنها التي لقيت ترحيب كل القوى اللبنالنية التي تريد الخير للشعب الفلسطيني. وبين أن قيادة حركة فتح وضعت عددا من الاشقاء العرب المعنيين بحماية الوضع الفلسطيني وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية بصورة هذه التطورات المهمة، مضيفا: ’المهم في الأمر أن تنظيم الأوضاع الفلسطينية في لبنان يأتي في سياق تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية’. واختتم الأحمد بالقول:’ كما بدأنا بتحرك مع الأشقاء العرب وعلى الصعيد الدولي للإسراع في عملية إعادة بناء مخيم نهر البارد، وبخاصة مع المحانحين الذين سبق وأبدوا استعدادا للمساهمة بعملية الاعمار لوضع حد لمعاناة أهلنا هناك’.