غني عن القول أنه ليس مطلوبا منا كشعب فلسطيني غني بهذا التنوع الفصائلي ومجموعات العمل الوطني والسياسي، ليس مطلوبا منا الاكتفاء بالبراعة في تحليل الدوافع والأسباب والنتائج الكارثية المترتبة على قرارات العدو المتوالية بحق قضيتنا الفلسطينية بمكوناتها الشعب والأرض. كما أن شعبنا بات ينتظر منا كفصائل ومجموعات عمل وطني وسياسي ومقاوم أكثر من تصريحات الشجب والاستنكار وعبثية الاكتفاء بالتواصل والاتصال مع الجهات الدولية الظالمة وإرسال الشكاوى إلى أمريكا والرباعية ومختلف دول العالم غير المرئية على الخارطة السياسية، بل بات شعبنا ينتظر منا أفعال حقيقية على الأرض . الأمر العسكري الصهيوني الذي يمكن سلطات الاحتلال من طرد عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة المحتلة بادعاء أنهم متسللون قدموا إليها من قطاع غزة أو القدس أو خارج البلاد يضع علامات استفهام كبيرة أمام سلطة عباس ومقاطعة فتح وكينونتها ومسقبلها السياسي على الأرض. فهذا التحدي الصهيوني الجديد غير منقطع بل هو استمرار للسياسة الصهيونية السائدة والقائمة على الاستبدال والإحلال شعب مكان شعب وكيان غاصب مكان شعب متجذر. وكل هذا بالاتكاء على الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع كيان العدو في اوسلو مملاحقها السرية التي لم يطلع عليها أحد. فقتله لنا بناء على هذه الاتفاقات وكذلك الأسر والملاحقة والطرد والإبعاد بل والاستيطان كذلك كله بناء على هذه الاتفاقات الملعونة. وهذا الإعلان الصهيوني يعني موجات تهجير جديدة ضد هذا الشعب الذي يستمع إلى وعود فياض بالدولة في حين يرى قرارات التهجير وهي تستظل بغبار المفاوضات، وهو يئن تحت وطئة تكثيف الاستيطان والتهويد خاصة في مدينة القدس التي تتعرض إلى حملة محو معالم تستلزم من العدو التخلص من الشعب بعد أن غير معالم الأرض. خطوة احتلالية جديدة تكمل خطوات صهيونية أخرى، فيما مقاطعة الظلام في رام الله تضيع الوقت في اتصالاتها ومباحثاتها مع واشنطن وتل أبيب باستئناف مفاوضات غير مباشرة، بمقاييس تلائم المحتل بعد أن غيبت مقاطعة العار بندقية المقاومة تحت أقدام ديتون وعار التعاون الأمني. تحد صهيوني جديد يسعى إلى تكريس الانقسام في الساحة الفلسطينية الذي هو أصلا مفروض بقرار أمريكي صهيوني وإرادة مقاطعة الظلام برام الله، لجهة إدامة التفريق بين جناحي الوطن المحتل ليمثل شكلا آخر من أشكال الضغط والحصار على غزة الذي يعجز كل العالم الحر والمجتمع الدولي حتى الآن عن كسره. فهنيئا إذا لفياض ولحركة فتح التي تسنده هذه الدولة في 2011م، التي لا يستطيع سكانها التنقل بين محافظاتها وقراها. هنيئا لفياض ولحركة فتح الجديدة هذه الدولة التي تقطع أوصالها الطرق الضخمة والمستخربات الصهيونية ، والتي ستحول مدن وقرى الضفة إلى سجون منعزلة. هنيئا لفياض ولحركة فتح ولمنظمة التحرير هذه الدولة التي ستلغي منظمة التحرير وتشطبها من الوجود بعد أن شطبت المنظمة ميثاقها. فبدولة فياض يتحقق الحلم الفتحاوي وهو إقامة كيان مشوه يسمى دولة سكانها مسجونون في كانتونات يتنقلون بينها بتصاريح خاصة من المحتل شرط أن يحصلوا على شهادة حسن سير وسلوك من ديتون. ألستم معي أن هذه التحديات أكثر من كافية لإقناع ما ومن تبقى من شرفاء أو على الأقل عقلاء في حركة فتح وفي مقاطعة الظلام برام الله بأن الحياة ليست مفاوضات فقط بل مقاومة وممانعة وتحدي وصمود ودماء وتضحيات ومدافعة ....!! ألستم معي أن هذه التحديات أكثر من كافية لإقناع ما ومن تبقى من شرفاء أو على الأقل عقلاء في حركة فتح وفي مقاطعة الظلام برام الله وجوقة الفسائل عفوا الفصائل الملتفة حولها أنه لا بد من خطوات جادة وعملية وسريعة وجادة وفاعلة لتطبيق ما نصت عليها كل الشرائع والقوانين الدولية بما فيها الحق في المقاومة بكافة أشكالها للمحافظة على الأرض والشعب، قبل إقامة الدولة، فلا دولة بلا أرض ولا دولة بلا شعب....!! ألستم معي أن هذه التحديات أكثر من كافية لإقناع ما ومن تبقى من شرفاء أو على الأقل عقلاء في حركة فتح وفي مقاطعة الظلام برام الله أنه لا عذر لاستمرار الانقسام، وأنه بات عليهم الإسراع للتلاقي مع حماس وغيرها من الفصائل لانجاز المصالحة وإنهاء الانقسام والتوحد في خندق المقاومة القادرة على ردع العدو وإفشال مخططاته...!!. أيها العقلاء في شعبنا وفي فصائلنا نرجوكم كفوا عن وضع العراقيل في طريق انجاز هذا الهدف السامي . أيها الكرام نتوسل إليكم كفوا عن الاستقواء بهذا الطرف أو ذلك كي لا تؤكلوا يوم أُكل الثور الأبيض. أيها المناضلون أيها المقاومون أيها المجاهدون أيها الأخوة والرفاق إن ما ينتظرنا كشعب وكقضية وكوجود سيناريوهاته مرعبة، فهل أنتم على قدر التحدي وعلى قدر المسؤولية ؟! فان لم تكونوا كذلك فارحلوا قبل أن يلقي بكم شعبنا والتاريخ في مزابل اللعنات والنسيان.