هنيئا لك يا عندليب خليل طقاطقة، وقد قدمت روحك الغالية هدية لفلسطين وشعبها ومقدساتها، هنيئا لك وأنت في مثل هذا اليوم تفجرين جسدك الغض فيتناثر زهورا تزين سماء فلسطين بمعاني التضحية والبطولة والفداء، في الوقت الذي تنثرين فيه أشلاء العدو نارا ولهيبا في أكبر سوق شعبي لليهود «محني يهودا»، لتكون رسائل من موت ودم لكل الأعداء الذي يغتصبون أرضنا وقدسنا وماءنا وحريتنا. هنيئا لك يا عندليب وقد كادت عمليتك البطولية تودي بحياة "أيهود أولمرت" الذي كان رئيس بلدية العدو في القدس المحتلة، قبل أن يصبح رئيس وزراء لكيان العدو. عندليب لا تحزني فبعدك استقبل حكام مقاطعة الظلام في رام الله أولمرت بالأحضان والقبلات الحارة، ولكن بعد أن اختفت منها – المقاطعة- الأنوار، أنوار المقاومة والنضال، فقد قتلوا رمز الثورة – عرفات- وأبعدوا واغتالوا من بقي من المناضلين، فحق لنا أن نسميها بمقاطعة الظلام. عندليب يا ريشة عذرية تحلق في سماءنا، فوزن جسدك الذي لم يتجاوز الخمسة وأربعين كيلوغراما، أثقل في ميزان شعبنا من كل قيادات العار في زمن الردة الوطنية، فقد استبدل تجار الثورة البندقية بغصن الزيتون، واستبدلوا القنبلة بالقبلة، واستبدلوا الكفاح المسلح بالانبطاح المشلح أمام جنود العدو وأخيرا أمام كاميرات القناة الصهيونية العاشرة. عندليب تقدمي لتحتلي مكانك المتقدم، الخامس في ترتيب الفدائيات لتسبقي من تخلفوا رغم انطلاقهم منذ ستينيات القرن الماضي. عندليب أسرعي لتعتلي منصة الشرف وتعتمري وسام البطولة رغم أنك لم تتجاوزي الصف السابع، لتسبقي أولئك الذي حازوا الشهادات العليا لكنهم سقطوا في امتحان الوطن. مرحى لك يا عندليب وأنت تضحين من أجل عائلتك وفاءا ومحبة، حيث ضحيت بدراستك وخرجت من المدرسة لتعملي في مشغل للخياطة وتعيلي إخوتك الصغار وعائلتك. ما أجملك يا عندليب وأنت ترسلين لأمك قبل خروجك الأخير من البيت بابتسامة عريضة، وتقولين لها «هذا المساء سيأتي أناس لكي يطلبوا يدي منك، فأرجو أن تحتفي بهم بما يليق بمنزلتي عندك». فهنيئا لك يا عندليب.. فقد حضرت ملائكة السماء وطلبت روحك الغضة الندية لتعانق أرواح الأبطال، وترسل جسدك الطري قنبلة تفجرين به أحلام بل أوهام العدو وفي وطن آمن على حساب دمنا وحقنا وعرضنا وحريتنا. هنيئا لك يا عندليب وقد ترجلت لتنضمي إلى قافلة الشرف والفداء، وإلى كتيبة الاستشهاديات " وفاء إدريس، دارين أبو عيشة ، الهام الدسوقي، ريم الرياشي، فاطمة النجار، هبة دراغمة، هنادي جرادات، نورا شلهوب، سناء قديح، وزينب سالم". هنيئا لك يا عندليب ولا عزاء لمن تحولوا إلى عمال لدى المحتل في أقبية التعاون الأمني. هنيئا لك يا عندليب ولا عزاء لمن يسعى لإقامة دولة أحلامه بل أوهامه 2011م ويعيد إليها اللاجئين، ولكن قبل ذلك ها هو يكلف العدو بتنظيف الضفة المحتلة من غير المرغوب فيهم من أهل غزة وأهل القدس..!!. هنيئا لك يا عندليب ولا عزاء لمن أطفئوا الأنوار في قلعة الرمز عرفات – المقاطعة- فغردت فيها خفافيش الظلام. هنيئا لك يا عندليب ولا عزاء لمن يهنئ اليهود بأعيادهم ويود مشاركتهم في حفل استقلال كيانهم رغم الأنفاق تحت الأقصى والقابعين في خيام الصبر والصمود والمحاصرين القابضين على جمر التحدي والإصرار في القدس كما في غزة. هنيئا لك يا عندليب ولا عزاء للصامتين عن سراق الثورة والوطن ، محترفي الهريبة والخنا، ممتهني التعري والتوقيع. عندليب لا تحزني فبعدك أصبح الفلسطيني الجديد يلاحق ويعتقل بل ويقتل المقاوم. عندليب لا تجزعي فبعدك أصبح ديتون المندوب السامي الأمريكي الحاكم الفعلي للضفة المحتلة، فمن يملك المال يملك القرار. عندليب لا ترتجفي فبعدك يعيد فياض وجنود ديتون اعتقال الأسرى المحررين، فالمناضلين في فلسطين الثورة والمقاومة يعاقبون مرتين، مرة على يد العدو المحتل، ومرة على يد أعوانه فهم يتقربون له بعذاباتنا. عندليب لا تغضبي فبعدك تعتقل الحرائر في الضفة ويفصلن من عملهن ليس على يد العدو ولكن على يد المندوب المالي الأمريكي- فياض. عندليب ارفعي رأسك ففي غزة الحرة شعب يحاصر ويجوع ويموت في اليوم ألف ميتة وأخيرا...تقطع عنه الكهرباء ليس على يد العدو ولكن بأمر من مقاطعة الظلام في رام الله. عندليب ..رسمت بدمك الطاهر طريقا سلكه خلفك رجال وحرائر فلسطين المجاهدون، فحرروا غزة المحاصرة، وها هم يرسمون للأمة طريقا نحو القدس رغم أنف كل الأقزام.... وسيسرجون في الأقصى بدمائهم قناديل الحرية رغم مقاطعة الظلام. فيا عندليب طقاطقة.. هنيئا لك....ولا عزاء لمقاطعة الظلام ...