الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع واشنطن

السبت 21 يونيو 2025 02:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع واشنطن



وكالات/سما/

حضّت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الجمعة، إيران على "مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة" بشأن برنامج طهران النووي، وذلك خلال اجتماع في جنيف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني". ورأى نظيره الألماني يوهان فاديفول أن طهران تبدو "مستعدة من حيث المبدأ لمواصلة المناقشات".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني "أجرينا اليوم نقاشا جادا وسط جو من الاحترام"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للنظر في المسارات الدبلوماسية وتدعم استمرار المناقشات مع الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي، ونستعد للقاء مرة أخرى في المستقبل القريب".

وأضاف أن "البرنامج النووي سلمي وخاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإيران ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها".

وأضاف عراقجي "قلقون إزاء عدم التنديد من بعض الدول بالهجمات الإسرائيلية الشنيعة"، موضحا أن "قدرات إيران الدفاعية لا يمكن التفاوض بشأنها".

يأتي ذلك بعد مباحثات جرت في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه في الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ويسعى الأوروبيون إلى انتهاز هذه الفرصة لإحياء المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني ومنح الدبلوماسية فرصة في اليوم الثامن من الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران.

وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" للإيرانيين في جنيف الجمعة، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.

وأكد ماكرون على هامش معرض باريس الجوي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية".

ويلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظرائه البريطاني ديفيد لامي والفرنسي جان نويل بارو والألماني يوهان فادفول، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.

وقال ماكرون إن الملف النووي الإيراني "يشكل تهديدا ويجب ألا يكون هناك أي تراخ في هذا الأمر"، لكن "لا أحد يستطيع أن يعتقد بجدية أن هذا التهديد يمكن معالجته بالعمليات الحالية فقط".

وأضاف أن "هناك منشآت تتمتع بحماية شديدة" و"لا أحد يستطيع اليوم أن يحدد بشكل قاطع مكان وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 60% (...). لذلك، يتعين استعادة السيطرة على هذا البرنامج، من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضا".

وبحسب مصدر دبلوماسي فإن هذا المقترح الشامل قد يتناول مثلا "تحديد إطار للتحقق المتعمق من المنشآت النووية الإيرانية (...) ويمكننا أن ننص على دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كل مكان لإجراء عمليات التفتيش دون إعلام مسبق".

وأضاف المصدر أن "هذا سيكون نموذجا للتفتيش يشبه ما تم تطبيقه بشأن النووي في العراق بعد عام 1991 وحرب الخليج التي شهدت هزيمة صدام حسين".

ودعا ماكرون إسرائيل أيضا إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية، وأكد أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية للطاقة والسكان المدنيين".


كما شدد على ضرورة عدم "نسيان الوضع في غزة، الذي يتطلب اليوم، لأسباب إنسانية وأمنية أيضا، وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العمل السياسي".

وأطلقت إسرائيل حملة هجمات واسعة النطاق على الجمهورية الإسلامية في 13 حزيران/يونيو قائلة إن إيران على وشك تطوير قنبلة ذرية، ما أدى إلى رد إيراني. ومنذ ذلك الحين، توالت الهجمات الإسرائيلية على إيران والردود بالصواريخ والطائرات المسيّرة من إيران على الأراضي الإسرائيلية.

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس احتمال إجراء مفاوضات مع إيران، وقال إنه سيقرر "خلال الأسبوعين المقبلين" ما إذا كانت بلاده ستتدخل إلى جانب إسرائيل.