" لوفيغارو": هكذا وضع ترامب العاهل الأردني والفلسطينيين تحت الضّغط..

الأربعاء 12 فبراير 2025 05:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
" لوفيغارو": هكذا وضع ترامب العاهل الأردني والفلسطينيين تحت الضّغط..



باريس/سما/

 تحت عنوان “ترامب يضع العاهل الأردني والفلسطينيين تحت الضّغط”، توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند اللقاء الذي تم هذا الثلاثاء في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي رفض في بيان فكرة الرئيس الأمريكي بتهجير جزء من سكان غزة إلى بلاده.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن تعتبر زيارة عالية المخاطر، إذ يعلم هذا الأخير أنه يلعب من أجل رهانات عالية، في ظل اعتماد بلده مالياً وعسكرياً على الدعم الأمريكي.

فبعد أقل من أسبوع من تصريحاته المثيرة حول مستقبل قطاع غزة، ما يزال دونالد ترامب يواصل رغبته في السيطرة على قطاع غزة وإفراغه من سكانه وإعادة إعماره، مقترحاً نقل ما يقدر بنحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع إلى مصر والأردن المجاورتين.

مساء الإثنين، عرض الرئيس الأمريكي، خلال مقابلة مع قناة “فوكس” الأمريكية، رؤيته لمستقبل قطاع غزة وسكانه، قائلاً: “ لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو إلى الأبد. أصبح قطاع غزة في معظمه موقع هدم […] نذهب إلى هناك، ندمر كل ما تبقى، لن يكون هناك “حماس” بعد الآن، لن يكون هناك أحد بعد الآن. ننقل الناس إلى أماكن جميلة في الشرق الأوسط. أريد الذهاب إلى مصر، لديهم مساحة كبيرة؛ أريد الذهاب إلى الأردن”.

وتابعت صحيفة “لوفيغارو” موضحةً أنه  في ذهن دونالد ترامب، فإن هذا النزوح سيكون دائماً، لأن الفلسطينيين في غزة سيكونون “في مساكن أفضل بكثير”. وختم قائلاً: “أعتقد أنني أستطيع التوصل إلى اتفاق مع مصر والأردن”.

لكن العاهل الأردني عبد الله الثاني يعارض هذا بشدة، وهذا ما أكده خلال اجتماع عقده مؤخراً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث رفض “أي محاولة” للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتشريد سكانها. وأكد، أمس الثلاثاء، لدونالد ترامب “معارضته الحازمة” لأي تهجير للفلسطينيين، موضحاً أن أولويته ستكون “استقرار” الأردن.

وأوضحت صحيفة “لوفيغارو” أن مبادرة دونالد ترامب من شأنها أن تهدد التوازن الديموغرافي في المملكة الأردنية التي يبلغ عدد سكانها11  مليون نسمة، نصفهم من أصل فلسطيني، والتي تستضيف أيضاً 2.2 مليون لاجئ فلسطيني نزحوا إلى هناك منذ بداية الصراع في عام 1948. والأردن الذي يعاني بالفعل من التوترات بين السكان من أصل فلسطيني – المشتبه في أنهم جلبوا الصراع مع إسرائيل إلى هناك – وبقية سكانه، قد يتعرض لزعزعة الاستقرار في حالة تدفق جديد للاجئين، وفق الصحيفة الفرنسية.

لكن الولايات المتحدة تقدم نحو 750 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية، و350 مليون دولار من المساعدات العسكرية، لعمان كل عام.

وفي يديّ دونالد ترامب، يصبح هذا الدعم المالي رافعة قوية لإبرام “صفقة”. وقد هدد بوقف هذه المكاسب المفاجئة إذا لم تمتثل الأردن ومصر لآرائه.

تنظر مصر، وهي أيضاً مستفيدة من الدعم المالي الأمريكي، إلى مقترح رئيس الولايات المتحدة بعين سيئة للغاية.

وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، إلى إعادة إعمار غزة “دون تهجير” الفلسطينيين من أرضهم، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن.

ومن وجهة النظر المصرية، – تتابع صحيفة “لوفيغارو” – يمثل الفلسطينيون في غزة أيضاً تهديداً مزعزعاً للاستقرار: فقد خرجت “حماس” من حركة “الإخوان المسلمين” التي ولدت في مصر، حيث ترسخت هناك، والتي يحاربها نظام السيسي بقوة. وعلاوة على ذلك، فإن شمال سيناء، المنطقة المحتملة التي يخطط دونالد ترامب لبناء “مجتمعات جميلة” فيها، هي مسرح لتمرد متصاعد ضد القاهرة، والذي يمكن أن يعززه هؤلاء الوافدون الجدد، وفق “لوفيغارو”.

ورغم أن الأردن ومصر يعيشان في سلام مع إسرائيل، إلا أن علاقاتهما مع جارتهما متوترة. يتعين على قادتهم أن يسيروا على الخط الرفيع بين التوازن الإقليمي وضغوط الرأي العام، الذي تم تسخينه إلى درجة الحرارة القصوى منذ بداية الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023  بالهجوم الذي شنته حركة “حماس”.

وتلعب هذه البيانات أيضًا دورًا في عدم استجابة المملكة العربية السعودية لرغبات دونالد ترامب. وقد استاءت الرياض بشدة من التأكيد على عدم التزامها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما أثار اقتراح بنيامين نتنياهو الأخير بنقل الفلسطينيين من غزة إلى المملكة العربية السعودية غضبها، تُشير “لوفيغارو”.

وفي قطاع غزة، أصبحت الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، مهتزة بشكل متزايد.

 ففي حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، يوم الإثنين، انتقد الرئيس الأمريكي الاتفاق مع “حماس” وإطلاق سراح الرهائن بشكل تدريجي. وقال: “في ما يتعلق بي، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن بحلول ظهر يوم السبت، فإنني سأقول الغوا الاتفاق، ودعوا الجحيم يندلع”، موضحاً، في الوقت نفسه، أن الكرة في ملعب إسرائيل.

وقال بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل ظهر السبت المقبل فإن إسرائيل ستستأنف القتال في غزة.

ويأتي التحذير بعد إعلان حماس، الإثنين، تأجيل إطلاق سراح الرهائن المقرر السبت المقبل.

وفي رد فعل على إعلان دونالد ترامب الثلاثاء، قال المتحدث باسم الحركة الإسلامية إن “لغة القوة لا قيمة لها، ولا تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور”.

وقالت الحكومة الأمنية الإسرائيلية، الثلاثاء، إنها تؤيد طلب ترامب بالإفراج عن جميع الرهائن يوم السبت، لكنها قالت إن الاتفاق لن يتم إلغاؤه إذا تم إطلاق سراح ثلاثة رهائن كما كان مخططاً في الأصل.

 وحشد الجيش الإسرائيلي قواته على طول الحدود مع قطاع غزة.

ومن اليمن هدد الحوثيون باستئناف هجماتهم على إسرائيل، إذا استؤنف القتال في قطاع غزة.