واصلت دولة الاحتلال، الأربعاء، تصريحاتها المعادية للإدارة السورية الجديدة التي تشكلت بعد إسقاط نظام بشار الأسد، مغردة خارج سياق الترحيب الدولي الواسع بمواقف هذه الإدارة وسياساتها.
إذ جدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال مقابلة الإذاعة الإسرائيلية العامة، مهاجمة هذه الإدارة، زاعما أنها تتألف من "جهاديين متطرفين انتقلوا ببساطة من إدلب إلى دمشق".
تأتي هذه التصريحات في تناقض واضح مع الدعم والترحيب الدولي الواسع الذي تلقته الإدارة السورية الجديدة بشأن تصريحاتها وسياساتها وإدارتها لمرحلة ما بعد نظام الأسد، والقبول الكبير لها داخليا وخارجيا.
كما زعم ساعر أن "توجهات هذه الإدارة لا تبدو مشجعة في الوقت الحالي"، رغم أن قائدها أحمد الشرع شدد في تصريحات صحفية له مؤخرا بأنه لن يسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن هجمات ضد إسرائيل أو أي دولة أخرى، مشددا على أن اهتمامه الرئيسي ينصبّ على استقرار سوريا.
ومجددا الترويج للمزاعم التي تقدمها إسرائيل كتبرير لإقدامها على احتلال المنطقة العازلة في سوريا بعد سقوط نظام لأسد، قال ساعر: "نحن بحاجة إلى منع تطور تهديد على حدودنا في الجولان (السوري المحتل)".
وأضاف أن إسرائيل "ستقيم الإدارة الجديدة في دمشق وفق أفعالها".
ومستغلة إطاحة الفصائل السورية بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كثفت إسرائيل في الفترة الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وفيما يبدو محاولة لتبرير سياسات بلاده، أعرب ساعر عن "قلقه على الأقليات في سوريا، وخاصة الأكراد"، متجاهلا التمييز الداخلي الذي تعاني منه فئات داخل إسرائيل مثل اليهود الشرقيين والإثيوبيين، وحرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل في قطاع غزة ما خلف قرابة 154 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين.
ومواصلا الإفصاح عن مخططات إمبرالية لبلاده تهدد وحدة أراضي واستقرار سوريا، قال ساعر إن إسرائيل تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لحماية "الحكم الذاتي الكردي" المزعوم في شمال سوريا.
يأتي ذلك رغم التوجهات الإيجابية للإدارة السورية الجديدة التي تشدد على أن البلاد في عهدها الجديد ستضمن كرامة وحرية مواطنيها، مع تمثيل عادل لجميع الأطياف والأعراق بها.
وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد التي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و"كانت ترى فيه لاعبا مفيدا".
وما عزز هذا الاعتقاد بحالة "التعايش والتناغم" بين نظام الأسد وإسرائيل، قيام الأخيرة، وفور سقوط النظام، بقصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها لقوات الإدارة الجديدة، فضلا عن توغلها واحتلالها مناطق حدودية في انتهاك لاتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974.