"حالة عشق" لفلسطين في افتتاح "كرامة" السينمائي 2024

السبت 07 ديسمبر 2024 08:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"حالة عشق" لفلسطين في افتتاح "كرامة" السينمائي 2024



عمان / وكالات/

بفيلم "حالة عشق: غسان أبو ستة" للمخرجتين كارول منصور ومنى خالدي، وبحضورهما، انطلقت فعاليات "كرامة" السينمائي بدورته الخامسة عشرة، في قاعة المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان، مساء أول من أمس، تحت شعار "العدالة لشعوب جنوب العالم"، وبتنظيم من "المعمل 612"، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، وبالتنسيق مع الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "أنهار".
ويتمحور الفيلم حول الجرّاح الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، الأستاذ المشارك في علم الجراحة، واشتهر عالمياً، خلال حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، منذ 14 شهراً.
وتقترب أحداث الفيلم الوثائقي أكثر من الرجل صاحب أشهر الخطابات من أمام مستشفى المعمداني بعد المجزرة التي وقعت هناك في 17 تشرين الأول 2023، متوزعاً على المستوى التسجيلي ما بين حياة أبو ستة خلال الفترة التي قضاها في غزة، إبّان حرب الإبادة المتواصلة، وحياته كأب، وعلاقته مع أبنائه.
وبينما تأخذنا كل من منصور وخالدي في رحلة داخل منزله، مع والدته وعمه، كما زوجته وأطفاله، يسلط الفيلم الضوء على زيارات جراح التجميل والترميم الفلسطيني البريطاني المتكررة إلى غزة، أثناء العدوان الإسرائيلي تلو الآخر في السنوات الماضية، وخاصة في حرب الإبادة المتواصلة، وتأثيراتها على عائلته، راصداً قلقهم، ورعبهم، وأفكارهم المشوشة حد السوداوية، خاصة عندما كان يتغيب لأيام دون إرسال رسالة طمأنينة واحدة.
وقررت صانعتا الفيلم، الذي حصد ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤخراً، من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي وجائزة أفضل فيلم عربي، البدء في صناعة فيلم عنه بعد عودته إلى غزة مع انطلاق حرب الإبادة على القطاع للمشاركة في علاج الأطفال الجرحى، وهو الفيلم الذي شكل انطلاقة مهمة ومؤثرة، ودون بكائيّات، لفعاليات "كرامة/ سينما الإنسان"، بدورته الخامسة عشرة، وبعد عام من قرار تخلي إدارته عن توصيفه بـ"المهرجان" تضامناً مع فلسطين وشعبها.
وبدأ التصوير حسب المخرجة كارول منصور في نهاية تشرين الثاني 2023، وتم في كل من بريطانيا، ولبنان، والأردن والكويت، وانتهى في آذار من العام الجاري، لتبدأ وشريكتها منى خالدي، عملية مونتاج "حالة عشق" التي وصفتها بالشاقة، لكونه ليس فقط طبيباً وجراحاً معروفاً على الصعيد العالمي، وإنما إنساناً لديه رؤية سياسية عميقة، علاوة على كونه يعرف غزة جيداً، فهو فلسطيني الأصل وزوجته من القطاع، إضافة إلى أنه متحدث جيّد، وصاحب أفكار مهمة، لذا كان من الصعب اعتماد النسخة الأولية التي خرجت في ثلاث ساعات، وبالتالي تمت إعادة منتجة الفيلم ليخرج في 96 دقيقة.
وفي مداخلة عبر الأقمار الصناعية، لفت أبو ستة، أمام جمهور إطلاق "كرامة/ سينما الإنسان"، إلى أنه "علينا أن نقدّم سرديّتنا في مواجهة سرديّتهم، وأن نوثّق ما يجري بأنفسنا، لندحض كل سرديّة أخرى، ونكشف الاحتلال على حقيقته، وداعميه على حقيقتهم"، مؤكداً بدهشة أنه كالمخرجتين كارول منصور ومنى خالدي، لم يتوقعوا أن "يُنجز تصوير الفيلم ومونتاجه، بل وعرضه، قبل أن تنتهي المجزرة المتواصلة في قطاع غزة".
وشددت المخرجة سوسن دروزة، مديرة "كرامة/ سينما الإنسان" بدورها، على أن "إشعال مصابيح الإدراك واحد من أهداف كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، الذي يأتي في دورته الخامسة عشرة تكريماً لكلّ "أولئك الساعين إلى الكرامة والعدالة، أينما كانوا، وكدعوة للتضامن مع كل من يسعون لتأكيد حقوقهم، ومساواتهم، وإنسانيتهم"، مؤكدة على كونه "مساحة للتأمل، والحوار، وتجديد الالتزام بمبادئ الكرامة التي يجب أن تُحفظ في كل الظروف، والعدالة التي يجب أن تستنير بضوء الحقيقة".
ولفتت دروزة إلى أن العالم "انقسم بين من يقف للعدالة ومن يقف دون مبالاة"، هو اليوم أمام "مفترق طرق، ويُعاين لحظة فارقة ومصيرية"، وإلى أن "العدالة والكرامة تواجهان تهديداً مستمراً في ظل القوى التي تقلّل من قيمة الإنسانية".
أما المخرج إيهاب الخطيب، المدير الفني لـ"كرامة"، فشدد على أنه "من قلب القهر والظلم وحرب الإبادة التي نُتابعها على الهواءِ مباشرة لحظة بلحظة، نُنادي بِالعدالة، ونتمسّك بحقنا في الحياة"، مؤكداً أن "السينما فعل مقاوم"، يجب أن يتواصل في مواجهة "اللاعدالة".
وكانت الفنانة الأردنية مكادي نحّاس شاركت في حفل إطلاق "كرامة" بنسخته الخامسة عشرة، عبر عدّة أغنيات وطنية وتراثية من فلسطين والمنطقة، في حين لم يغب عن الفعالية التي احتضنتها قاعة المركز الثقافي الملكي، التي امتلأت عن آخرها، استذكار المخرج العراقي فلسطيني الروح والقضية والسينما قيس الزبيدي، الراحل، مؤخراً.