خبر : سلام فياض الاتروجة اصبحت ليمونة مريرة /يديعوت

الأحد 31 يناير 2010 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سلام فياض الاتروجة اصبحت ليمونة مريرة /يديعوت



على مدى السنين تعاطت كل محافل الامن في اسرائيل مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كالاتروجة الحساسة. رجل مثقف، معتدل، مؤيد للامريكيين وبالاساس عديم الكاريزما. وفجأة تبين لها أنه اصبح خشخاشة مريرة كاللعنة. أي خيبة أمل، أي صفعة. كل محافل الامن تجلس في الاسابيع الاخيرة بالمرصاد تحطم الرأس في عدد لا حصر له من حلقات البحث واوراق العمل: ما العمل مع هذا الرجل، الذي يأخذ في التعزز ويحظى بالاستقلالية تتجاوز خططنا. فجأة لديه إرادات ولديه القوة لتحقيقها، بدوننا. المدلل أصبح ولدا حقيقيا يعرف كيف يرفس، يشتم ويرغب في مغادرة البيت. وعندها قلقون، بل مذعورون. فياض، بالمشاركة مع ابو مازن، نجح في تصفية "الفوضى" التي كانت سائدة في الشوارع، واعاد الى المواطن الفلسطيني في الضفة الامن الشخصي. لم تعد هناك عربدة الزعران الملثمين، لا توجد نار منفلتة العقال في المسيرات والجنازات. فياض عزز قوات الامن في الضفة، نظفها من اساسات المعارضة، وتحت ولايته اقيمت كتائب عسكرية بارشاد من الجنرال الامريكي دايتون. كما أن فياض اسند وطور التنسيق الامني مع اسرائيل: نحن نعمل في الليل، هم يعملون في النهار. رئيس الوزراء الفلسطيني هو ايضا الجهة المركزية التي تجتذب من الغرب المال. اوروبا والولايات المتحدة تدفع نحو السلطة الفلسطينية بالاموال فقط بسببه. وهو يعطيهم احساسا بالنظافة، الشفافية والجذرية. فياض اقال العديد من أكلة المجان في السلطة. هو صاحب المائة الذي يدفع رواتب لاكثر من مائة الف موظف سلطة في الضفة وغزة. وقد بدأ بادخال النظام الى المحاكم، الشرطة الزرقاء، وكله بمساعدة خبراء اجانب بدأ ببناء مؤسسات حكم. وبالتعاون مع ابو مازن عطل، جزئيا، جهاز "الدعوة" لحماس في الضفة وبعض من الشبكة العسكرية لحماس والجهاد. الاقتصاد استيقظ. عشرات الاف العرب والاسرائيليين يقومون بالتسوق في نهاية الاسبوع في الضفة. فياض، "الموظف" الذي جاء من البنك الدولي، يجمع الكثير جدا من القوة ويهدد بان يصبح نجما.في واقع الامر، أليس هذا ما اردناه؟ يتبين أن ليس بالضبط. اردنا نزيلا محميا بالخلو، ولكنه اراد أن يكون مالكا. ولما كان يجمع القوة – سواء في المجتمع الفلسطيني في الضفة أم في الولايات المتحدة وفي اوروبا، فانه يبدأ في اقلاقنا في ارجاء العالم ويهدد بتحقيق اهدافه رغم أنفنا. فجأة يطالب بان يحصل على المزيد من المدن في الضفة تحت مسؤوليته، يطالب بمضاعفة كتائب الجيش الفلسطيني من 12 الى 25، بالمزيد من السلاح، بالمزيد من التسلح. فجأة يستخدم أجهزة الامن الفلسطينية – خلافا للترتيبات – في القدس ايضا. فجأة يطالب بعملة فلسطينية. فالشيكل لم يعد يناسبه. ولكن هذا لا شيء بعد، ما يطير عقلنا هو حقيقة ان هذا الرجل اقام لجان وزارية تعنى بالتشهير باسرائيل في كل ساحة دولية ممكنة. وهي ترفع ضدنا الشكاوى في اليونسكو، في المحكمة الدولية في لاهاي، فريق حكومي يعنى بـ "سرقة الاعضاء من الفلسطينيين" ويلحق بنا اضرارا في منظمة الصحة العالمية. فياض، بشكل شخصي، يبذل كل جهد مستطاع كي لا تقبل اسرائيل الى منظمة الـ OECD الى أن تستوفى مطالبه من اسرائيل. وهو ينجح في اقناع دول العالم بمطالبة اسرائيل بالمزيد من البادرات الطيبة والمزيد من التنازلات، خارج اطار المفاوضات، دون أن يعطي الفلسطينيون شيئا بالمقابل. قدرته على اقناع العالم – تصيبنا بالجنون. مؤخرا بالغ حقا: فهو يطالب اسرائيل بان تنقل الى مسؤولية السلطة اراض من المناطق ب و ج. وهو يعتزم أن يبني مدينة فلسطينية جديدة، الروابي، قرب رام الله بعضها مخطط لان يقام على "اراضينا". هو، الوقح، يطلب دون خجل، اراض في غور الاردن كي يقيم هناك قرى ومزارع للفلسطينيين. فهل جن؟ أفلا يعرف ان الغور لنا؟ وفي جعبته المزيد من مثل هذه المخططات، والعالم بالذات يتفهمه. في اسرائيل يخشون بان بهذه الوتيرة سينجح في أن ينتزع من الامم المتحدة قرارا باقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، مع عاصمة فلسطينية في القدس، دون مفاوضات مع اسرائيل. وهذا بعد كل ما فعلناه من أجله. وبعد ذلك سيقولون اننا لا نريد السلام.