خبر : رفض بشدة اصرار اسرائيل على «يهودية الدولة...عباس: نرد بعد التشاور مع العرب والاصدقاء على اقتراح اوباما مفاوضات غير مباشرة

الأحد 31 يناير 2010 08:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
رفض بشدة اصرار اسرائيل على «يهودية الدولة...عباس: نرد بعد التشاور مع العرب والاصدقاء على اقتراح اوباما مفاوضات غير مباشرة



لندن /  وكالات / بدأ الرئيس محمود عباس زيارة لألمانيا قادماً من لندن حيث قال انه سيرد، بعد التشاور مع الدول العربية والصديقة، على الاقتراح الاميركي باجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل. وشدد على ان برنامجه الحالي في ضوء جمود عملية السلام هو استكمال بناء الدولة ومؤسساتها. ورفض بشدة اصرار اسرائيل على «يهودية الدولة»، لافتاً الى ان لا مرجعية دولية لمثل هذه الدولة. وقال عباس في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين العرب في لندن مساء الجمعة ان الموقف الاوروبي جيد، وان هناك تفهماً للموقف الفلسطيني. واوضح ان محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تناولت مساعي دفع عملية السلام، والدعم والمساعدات البريطانية للفلسطينيين، مشيراً الى ان براون يعتقد ان الوضع سيكون صعباً من دون مصالحة فلسطينية. ونقل عنه تأكيده اهمية حل القضية الفلسطينية حتى تنحسر مشاكل الارهاب في افغانستان واليمن وغيرهما. وشرح الرئيس الفلسطيني مطولاً المساعي والافكار الاميركية لتحريك عملية السلام، وقال ان الاقتراح الاميركي الاخير هو اجراء مفاوضات غير مباشرة، مشيراً الى ان السلطة لم تعط ردها عليه، بل طلبت وقتاً للتشاور مع الدول العربية والصديقة. واضاف ان الاقتراح الآخر الذي قدمه الرئيس باراك اوباما الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هو القيام بخمس خطوات من اجل تهيئة الاجواء لاستئناف المفاوضات، وهي وقف الاقتحامات العسكرية للضفة الغربية، وازالة الحواجز التي وضعت بسبب الانتفاضة، واطلاق عدد من الاسرى، والسماح بادخال مواد بناء الى قطاع غزة، وتبديل تصنيف المناطق «أ» و «ب» و«ج» بحيث يسمح للفلسطينيين بحرية الحركة والبناء. واوضح انه قبلها شرط عدم ربطها بشروط او مقابل لانها تمثل التزامات اسرائيل بموجب «خريطة الطريق». واعتبر ان الموقف الاسرائيلي بعد وصول نتانياهو الى الحكم تراجع عن الموقف الذي ساد خلال مرحلة ايهود اولمرت حيث تمت مناقشة كل الملفات في عملية السلام، مشيراً الى اغلاق الملف الامني في المناطق التي تنسحب منها اسرائيل بالاتفاق على نشر قوات من حلف شمال الاطلسي «ناتو» برئاسة اميركية، وموافقة الاردن ومصر على ذلك شرط الا ترابط القوات على اراضيهما. وقال ان الموقف الاسرائيلي الآن يرفض عودة اللاجئين الى اسرائيل، ويصر على ان القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية، ويتمسك بالدولة اليهودية. وتوقف عند «يهودية الدولة»، وقال: «لا اوافق على ذلك، ولن اوافق عليه»، مشيراً الى انه أثار قضية المرجعية الدولية لهذه الفكرة، وان اسرائيل اجابت انها في قرار التقسيم، فرد انه لا يمكن الأخذ ببند وترك باقي القرار. ولفت الى ان الرئيس الاميركي السابق هاري ترومان شطب بيده اسم «الدولة اليهودية» وكتب مكانها «دولة اسرائيل» في المسودة التي قدمت له والخاصة بالاعتراف بالدولة العبرية. وتساءل عباس: «اذن اين هي المرجعية الدولية التي تلزمني قبول يهودية الدولة؟». وسألته «الحياة» ان كانت لدى السلطة خطة بديلة في ضوء جمود المفاوضات، فقال ان مشروعه هو بناء البلد واعادة اعماره من خلال تنفيذ مجموعة مشاريع اقتصادية في الضفة، مشيراً الى ان مدن الضفة من جنين الى نابلس والخليل تشهد نهضة حقيقية. وتحدث عن مشروع ببليون دولار ينتظر التنفيذ في حال وافقت اسرائيل على منح السلطة 4 كيلومترات من الاراضي التي من المقرر ان تنسحب منها بعد التوقيع على اتفاق سلام. واضاف ان الامن منسق ومضبوط في الضفة، وقال: «أُحضّر للدولة، ولدينا مؤسسات تؤهلنا لاعلانها غداً». واضاف ان علاقة السلطة مع الدول العربية والاسلامية ممتازة، مشيراً الى ان براون قدم له الدعم وقال له: «نحن معكم، وسندعمكم»، وهو موقف روسيا ايضا التي زارها قبل وصوله الى لندن. واضاف الى ذلك كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات القول ان برنامج الرئيس هو انجاح مساعي اوباما ومبعوثه جورج ميتشل، كما يتضمن التوجه الى محكمة لاهاي لأخذ رأي استشاري في مجمل وضع الاحتلال الاسرائيلي، والمطالبة بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في زمن الحرب، وطرح مشروع قرار في مجلس الامن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 بالتنسيق مع الجميع، بما في ذلك الاميركان، اضافة الى مواصلة المقاومة الشعبية ضد الجدار وهدم المنازل كما في قرى نعلين وبلعين. ودافع عباس عن موقف مصر في قضية الحصار المضروب على قطاع غزة، وقال ان قضية الانفاق ضجة ظالمة ومفتعلة، وان لقضية المعابر شقاً سياسياً، موضحاً ان اسرائيل تريد القاء المسؤولية على مصر، وقال: «ارفض ان يكون المعبر دولياً بين مصر ورفح والا فاننا نكون قد ألغينا المسؤولية عن اسرائيل واصبحت غزة في حضن مصر، لذلك اريد ان يكون المعبر كما اتفق عليه»، في اشارة الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة غوندوليزا رايس عام 2005 ووقعت عليه اسرائيل والسلطة واوروبا واميركا وقضى بوجود رقابة دولية وعيون اسرائيلية.