بدا واضحا للكثير من المراقبين والسياسيين في محيط فصائل المقاومة الفلسطينية أن بعض الرسائل وصلت من قيادة حزب الله مؤخرا تحت عنوان “طمأنة” فصائل المقاومة وتحديدا كتائب القسام وسرايا القدس في قطاع غزة من أن أي تسوية للعدوان الإسرائيلي على لبنان يوافق عليها حزب الله لن تكون على حساب الفصائل الفلسطينية المقاومة ولا معاناة الأهل في قطاع غزة.
ولدى غرفة العلميات الموحدة بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية والتي تم ترميمها مؤخرا وإعادة تنشيطها خصوصا على مستوى التنسيق مع الجهاد الإسلامي في سورية قناعة مرحليا بأن الهدف من الرسائل والنشاطات الأمريكية الضاغطة على لبنان مؤخرا هو الوصول إلى صيغة تفصل بين لبنان وقطاع غزة.
وتجنبا لشبهة الشكوك يتم إبلاغ قيادات في المقاومة الفلسطينية أن صلابة سيناريو وحدة الساحات ليست مثارا للنقاش وإن كانت اتصالات التفاوض تتطلّب الكثير في الإطار التكتيكي.
وعلى ضوء موقف المقاومة اللبنانية بدأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المفاوض الأبرز باسم حزب الله إبلاغ المبعثوين الذين يصلوا ويتواصلون معه بأن المعركة التي تخوضها المقاومة الآن بهدف الدفاع عن لبنان وليس “إسناد غزة”.
والمعنى من هذه الرسائل هو التأكيد على أن حزب الله وإن كان يميل إلى التكتيك في الكثير من التعاطي مع هجمة المقترحات الأمريكية والفرنسية بخصوص الوصول إلى هدنة طويلة والقرارات الدولية تحت عنوان وقف العدوان الاسرائيلي إلا أن الحزب يرسل ضمانات وطمأنة بخصوص فهمه الأعمق لملف وحدة الساحات.
بالتالي التأكيدات والرسائل تحاول التأشير على أن مبدأ وحدة الساحات ومناصرة الشعب الفلسطيني لن يدفع ثمن أي صفقة يتم ترتيبها.
والمعنى هنا طمأنة الأطراف الفلسطينية بأن إدارة الرئيس نبيه بري باسم حزب الله والمقاومة اللبنانية لملف التفاوض تكتيكية وطويلة الأمد وصبورة في المقام الأول والرئيسي خلافا لأن قناعات جبهة المقاومة اللبنانية قائمة بأن العدو “يناور” ويبحث عن صيغة لـ”الفصل بين لبنان وغزة” فيما حزب الله يناور بالميدان من جهته ويضغط بالنار حتى لا يتمكن العدو من “الاستفراد” بأهل غزة.
واحدة من الرسائل المباشرة مؤخرا كانت تلك التي تقول إن “حزب الله يمضي على درب قواعد الاشتباك التي قررها علنا أمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله قبل استشهاده بخصوص البقاء في إسناد غزة مهما بلغت التضحيات”.


