بين أن إحدى الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله يوم السبت الماضي، مستهدفا منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينامين نتنياهو، في مدينة قيسارية الساحلية، أصابت المنزل بدقة مما أدى إلى تضرر نافذة في غرفة النوم وأحد جدران المنزل والساحة الخارجية، دون أن تخترق الطائرة المبنى نفسه.
وفقاً للرواية الإسرائيلية، تم إطلاق ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه منزل نتنياهو، حيث تم اعتراض اثنتين منها بواسطة منظومة القبة الحديدية، فيما فقدت القوات الإسرائيلية الاتصال بالطائرة الثالثة التي أصابت المنزل. لم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات، إذ لم يكن نتنياهو أو أفراد عائلته في المنزل لحظة الهجوم.
وفي أولى الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة من منزل نتنياهو التي سمحت الرقابة العسكرية اليوم بنشرها وتداولها الإعلام الإسرائيلي، تظهر نوافذ مكسورة وجدران متضررة في أحد أجزاء المنزل وكذلك ساحته الخارجية. ورغم الأضرار، أكدت المصادر أن نظام الحماية في المنزل منع الطائرة من اختراق هيكله الداخلي.
وتبيّن أن الطائرة المسيّرة التي أصابت منزل نتنياهو من طراز "صياد 107"، وهو نفس الطراز الذي استُخدم في هجوم سابق على قاعدة تدريب تابعة للواء غولاني، حيث قُتل أربعة جنود وأصيب العشرات. وتعد هذه الطائرة صعبة الرصد والاعتراض بسبب تصميمها وارتفاع تحليقها.
وأعلن حزب الله مسؤوليته "الكاملة" عن الهجوم الذي استهدف منزل نتنياهو في قيسارية، وذلك في مؤتمر صحافي عقده مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، محمد عفيف؛ مشددا على أن الهجوم نفذ حصرا بواسطة الحزب، وذلك في ظل الدعوات الإسرائيلية لتصعيد الرد المرتقب على الهجوم الإيراني ليتضمن كذلك ردا على استهداف منزل نتنياهو.
وقال عفيف من ضاحية بيروت الجنوبية: "تعلن المقاومة الإسلامية عن مسؤوليتها الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيسارية واستهداف مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية نتنياهو". وأضاف أن "عيون مجاهدي المقاومة الإسلامية ترى وأذانهم تسمع فإن لم تصل إليك أيدينا بالمرة السابقة فإن بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان".
ويأتي تبنّي حزب الله لهذا الهجوم بعد أيام من اتهام نتنياهو حزب الله بمحاولة اغتياله بعد أن استهدفت طائرة مسيّرة منزله الخاص في قيسارية، علما بأن المقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة يقع في القدس.
وصباح السبت الماضي، أورد مكتب نتنياهو في بيان أن "مسيّرة أطلقت نحو مسكن رئيس الحكومة قي قيسارية"، مضيفا أن نتنياهو وزوجته "لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث ضحايا".
لاحقا، قال نتنياهو في بيان "حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا... أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا".
من جهتها، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، السبت، أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بالمسيّرة على منزل نتنياهو، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا).