خبر : مراسل "هآرتس" يرافق المستوطنين المشاغبين من مستوطنة نحليئيل../ شارة ثمن: هكذا ينفذ المستوطنون الانتقام بالفلسطينيين../هآرتس

الأربعاء 27 يناير 2010 11:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مراسل "هآرتس" يرافق المستوطنين المشاغبين من مستوطنة نحليئيل../ شارة ثمن: هكذا ينفذ المستوطنون الانتقام بالفلسطينيين../هآرتس



بلاغات الرسائل الالكترونية القصيرة بدأت ترسل بانتشار واسع في 9:43 ، من صباح يوم أمس.  "الباصات مع "يسم" بالسترات الواقية والهراوات في مفترق رنتيس"، هكذا حذر المراقبون من المشكلة التي ستحل. في 10:08 يأتي تحديث اضافي للمعلومات: "قافلة كبيرة تضم "دي 9" في الطريق الى غوش تلمونيم". وفي 10:15 صدرت الاشارة: "قوات الهدم سيطرت على حرس نارييه ونحليئيل. الكل يأتي". بضع عشرات من الفتيان من المنطقة يستجيبون للدعوة، ويصلون الى بؤرة "جفعات مناحيم" على أمل منع هدم الكنيس في البؤرة الاستيطانية. هذا متأخر جدا. حين يصلون الى المكان، يكتشفون ان الشرطة قد غادرت، وتركت خلفها جزرا من الخرائب. شماس الكنيس، آفي كوهين، ينبش في الحطام بحثا عن ايقونة بوابة الكنيس الضائعة. فتيان آخرون يبدأون بالنبش هم أيضا – في محاولة للتقدير اذا كانت الارضية الصلبة لا تزال كاملة. "الشرطة لا تهدم للعرب شيئا"، تبدأ الشعارات تنطلق الى الهواء، "سلطة الشر تنكل بالاستيطان". "في غضون 24 ساعة سنقيم المكان من جديد"، يعدون. "لن يحطمونا". عندما يزداد عدد الشباب في المكان والحوارات الذاتية عن الظلم تنال الزخم، يكون واضحا بان استخدام "شارة ثمن" – أي المس باجساد واملاك الفلسطينيين – ليس سوى مسألة وقت. في الاشهر الاخيرة، منطقة غوش دولب – تلمونيم أصبحت منطقة كهذه لـ "شارة الثمن". الجيش، الذي استعد مسبقا، اوقف سيارة عسكرية في كل مدخل من مداخل القرى الفلسطينية في المنطقة.  رغم الاستعدادات العسكرية، يكتشف الفتيان نقاط الضعف: درب طيني يصعد مباشرة من البؤرة الاستيطانية الى القرية الفلسطينية بيتللو، مسافة نصف كيلو متر. في لحظة واحدة يتحول الهدوء النسبي الى هجوم. احد الفتيان يصعد فجأة الى الدرب ويهتف "هيا الى الفوضى!". نحو عشرة فتيان بعضهم ملثمون ينضمون اليه. ويتوقفون فجأة عند شجرة زيتون، يقطعون منها فروعا ويعدونها كاسلحة للاستخدام. وآخرون يتزودون بالحجارة فيما يصبح احد الراشدين حارسا يتأكد من الا ينضم الصحافيون الى العملية. "سنحطم لكم كاميراتكم"، يوضح الخطر الذي ينطوي عليه عدم الطاعة. فتى آخر، ملثم، يهرع الى زجاجة ماء كي يصبها على الكاميرا.  قطيع المشاغبين يصل الى البيت الاكثر تطرفا في بيتللو والذي يطل منه مشهد بانورامي لكل المستوطنات في المحيط. في البيت الواسع يعيش بضعة سكان – من ابناء عائلة مزار. بعض من الفتيان يتوجهون الى خلفية البيت ويرشقون الحجارة على النوافذ الزجاجية. آخرون يتوجهون نحو السيارة في مقدمة البيت ويحاولون اضرام النار فيها. احد الكراسي يشتعل ولكن نزلاء البيت ينجحون في اطفاء النار. اثنان آخران من افراد العائلة يحاولان الفرار من المكان في سيارة اخرى. المشاغبون يحيطونهما ويرشقونهما بالحجارة. محمد مزار الذي يوجد هنا في زيارة عائلة لدى جده، يصاب في رأسه ويبدأ بالنزيف. ابن آخر للعائلة يصاب هو الاخر وكلاهما ينقلان الى العيادة المحلية.  كل هذا استغرق دقيقتين ليس أكثر. يسارع المشاغبون الى الفرار ويتركون خلفهم دمارا ومصابين وقرية اختلت حياتها العادية دفعة واحدة. المدارس في القرية تغلق بسرعة. مجلس القرية يسرح موظفيه الى بيوتهم. صاحب دكان بقال في الميدان "ابو عمار" في وسط القرية، يغلق دكانه ويسارع الى مكان الحدث. الغضب في اوساط السكان يتعاظم. جمال مزار يتجول مع ابنه الذي اصيب بحجر في رأسه ويزيح شعره كي يرى الجميع الدم. محمد رضوان، مهندس المجلس، يتحدث عن ما لا يقل عن 30 جريح في الهجوم. السكان المحليون يبدأون بالتجمع للنزل الى البؤرة الاستيطانية، لاغلاق الحساب. ثلاث سيارات جيب لحرس الحدود تصل الى المكان كي تشكل عازلا. بعد أن تهدأ الخواطر قليلا، يطلب السكان من ضابط حرس الحدود النقيب رونين ان يرى الضرر. نساء العائلة تحملن الحجارة في ايديهن، وتشرن الى النوافذ المحطمة. رونين يوثق كل شيء بجواله. جمال يطلب من الضابط: اجبلوا هنا فقط حرس حدود. المستوطنون لا يخافون من الجنود، فقط من حرس الحدود. الضابط، من جهته، يترك سيارة جيب بين بيتللو وبين البؤرة الاستيطانية. وفي هذه الاثناء، في البؤرة الاستيطانية، يتلقى الشباب ارسالية جديدة من مواد البناء.