اندلعت مواجهة داخلية في وزارة الخارجية في القدس بالنسبة للعلاقات الاسرائيلية – التركية. ويعود السبب الاساس وراء هذه المواجهة الى التقرير الذي نشره مركز البحوث السياسية في هذا الموضوع قبل بضعة ايام وكشفت "هآرتس" النقاب عنه. سفارة اسرائيل في أنقرة بعثت أول أمس برسالة غاضبة الى القدس انتقدت فيها التقرير بشدة. وكتب الدبلوماسيون الاسرائيليون في انقرة يقولون: "استنتاجات التقرير منقطعة عن الواقع". وأمس كشفت "هآرتس" النقاب عن تقرير سري وضعه اعضاء قسم التقديرات الاستخبارية في وزارة الخارجية ووزع على اعضاء منتدى "السباعية" والممثليات الاسرائيلية في العالم. وقال التقرير ان اهانة السفير التركي من قبل نائب وزير الخارجية داني ايالون انتهت بنجاح، وتركيا فهمت "التلميح" الاسرائيلي. كما قال التقرير ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يحرض ضد اسرائيل ويشجع اللاسامية. كما وزع التقرير على السفارة الاسرائيلية في أنقرة، حيث قرأوه بذهول. احد اسباب ذلك كان أن واضعي التقرير، ممن خدم بعضهم في أنقرة في الماضي، لم يتشاور على الاطلاق مع الدبلوماسيين الذين يخدمون في السفارة في تركيا في اثناء كتابة التقرير، ولم يراعوا رأيهم قبل نشره. الغضب في السفارة الاسرائيلية نبع أيضا من التوزيع الواسع والكتمان المتدني الذي نشر فيه تقرير بهذه الحساسية في ذروة فترة متوترة في العلاقات مع تركيا. وأول أمس بعثت السفارة الاسرائيلية في أنقرة ببرقية الى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، مدير عام وزارة الخارجية يوسي جال، رئيس قسم البحوث السياسية نمرود بركان وسلسلة من كبار المسؤولين الاخرين انتقدت فيها التقرير بشدة، بتفاصيله واستنتاجاته. وكتب السفير الاسرائيلي في أنقرة جابي ليفي وباقي الدبلوماسيين الاسرائيليين في العاصمة تركيا في برقيتهم يقولون ان التقرير يتضمن اتهامات خطيرة ضد تركيا لا تنسجم مع الحقائق بل ومنقطعة عن الواقع. وخرج رجال السفارة في البرقية ضد الادعاء بان اردوغان يحرض على اللاسامية وادعوا بانه في تركيا مفهوم "اللاسامية" يختلف تماما عن ذاك المعروف في اسرائيل او في اوروبا. "لا يوجد في تركيا لاسامية مؤسساتية"، جاء في البرقية واشير الى ان التعابير التي يستخدمها اردوغان في خطاباته وتبدو في اسرائيل كلاسامية هي في نظر الاتراك العكس تماما. كما ورد في البرقية انه لا يمكن القول ان اردوغان يقوم بعملية "تهيئة الشعب التركي ضد اسرائيل"، كما ورد في التقرير. وادعت السفارة الاسرائيلية في انقرة بانه لا يمكن قول هذا في ضوء حقيقة أنه على مدى سنوات طويلة اقام اردوغان علاقات قريبة ووثيقة مع اسرائيل، حين كانت سياسة اسرائيل بشكل خاص في المسيرة السلمية تروق له. واشار دبلوماسيون في أنقرة في برقيتهم الى أنه في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، والوساطة التركية مع سوريا كانت العلاقات قريبة. وفضلا عن ذلك، في 2008 بلغت التجارة بين اسرائيل وتركيا رقما قياسيا هو 3.5 مليار دولار. الى ذلك، بينما تقرير وزارة الخارجية في القدس يقول ان اردوغان يشجع اللاسامية نشرت وزارة الخارجية التركية أمس بيان تنديد خاص بالكارثة، بمناسبة يوم الكارثة الدولي.