خبر : قيادة تهرب من اللقاء /يديعوت

الأربعاء 27 يناير 2010 11:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قيادة تهرب من اللقاء /يديعوت



 ترفض القيادة الفلسطينية (الى الان) اجراء تفاوض مع حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو. ليس هذا أمرا تافها: فالفلسطينيون حادثوا جميع حكومات اسرائيل منذ اتفاقات اوسلو. وعرفات – اجل عرفات – اجرى تفاوضا كثيفا مع نتنياهو زمن ولايته الاولى لرئاسة الحكومة. وكان محمود عباس فرحا لمحادثة اريئيل شارون. لكن بعد وقت ما من تأدية نتنياهو اليمين لرئاسة الحكومة للمرة الثانية، في نيسان من العام الماضي، أوجدت القيادة الفلسطينية تعلات فوق تعلات كي لا تدخل حوارا ذا شأن مع اسرائيل. صعوبة بيان الموقف الفلسطيني الحالي بلغت الى البيت الابيض. فمن يقرأ بتمعن كامل مقابلة الرئيس براك اوباما مع مجلة "التايم"، يدرك أنه قد ضاق ذرعا بسلوك الفلسطينيين المتهرب. وحول أوباما يستعملون صيغا شديدة اللهجة كقولهم: الفلسطينيون أهانوا الرئيس، وصفعوا سياسته واضاعوا استعداده لدخول لجة النزاع. ما الذي يجعل القيادة الفلسطينية تنتهج رفضا عنيدا وأن ترفس مبادرة ادارة أمريكية قد تعتبر الاسهل بالنسبة اليه؟ لا يريد الفلسطينيون اجراء تفاوض مع نتنياهو، لانهم يرون نتنياهو سياسيا عمليا يسعى الى حل عملي. وهذا هو الأمر الذي لا تريد القيادة الفلسطينية الحالية التورط فيه. بل انها لا تريد الاقتراب منه. لم يكن يهم قادة الفلسطينيين محادثة اولمرت، لانهم علموا انه لا يملك سلطة التوصل الى أي اتفاق ولا لاتفاق "نهائي"، بيقين دارت حوله المحادثات. لقد أحبوا على الخصوص طحن الماء والجدل المبدئي العقيم في حقوق اللاجئين ازاء حقوق المطاردين. لكن عندما أثير امكان اتفاق قابل للتنفيذ ذي قوة لاول مرة وطلب اليهم ان يردوا، خرج الفلسطينيون من المباحثات بلا عودة. في خلفية المحادثات مع أولمرت ولفني وقفت ادارة بوش، التي أحب العالم العربي كله كراهيتها وكانت مشاركتها يمكن ان تستعمل دائما تفسيرا للاخفاق. قد يسلك التفاوض سلوكا مختلفا مع أبي مازن وأوباما وبيبي. فكلاهما سياسي يطمح الى نتائج، وهو غير مستعد لاحراق زمن في مشاجرة كلامية وعقائدية. يقترح نتنياهو – بتأييد الادارة في واشنطن – على الفلسطينيين مسارين متوازيين. تتم في المسار الاول مفاوضة لانهائية في "تسوية دائمة"، حيث يعرض كل طرف حقه المطلق. ويكون مسار المحادثة الثاني عمليا، ملتصقا بالأرض وقصير الأمد، تطور السلطة الفلسطينية في نهايته لتصبح دولة أو "دولة على الطريق" في الأقل. ومن هذا بالضبط تهرب القيادة الفلسطينية في الضفة كهربها من النار.  "نحن لا نتجه الى التوقيع على أي اتفاق مرحلي آخر مع اسرائيل"، تقول شخصية فلسطينية رفيعة المستوى جدا في دوائر مغلقة شخصية. "منذ انهيار محادثات كامب ديفيد لم توقع اتفاقات معها، ولن تنقض حكومة أبي مازن الاجماع على الرفض الفلسطيني. ولا نريد ايضا أن نقبل من اسرائيل، بسخائها الجم دولة في الطريق: فنحن نملكها وأحرزناها بأنفسنا. الوضع الحالي يخدمنا جيدا. ففلسطين تنمو، والأمن على ما يرام، وحماس محاصرة في غزة والرأي العام العالمي معنا وضد للاحتلال. ونحن لا نتعجل الأمر، الساعة الديموغرافية تتكتك وخيار الدولة الثنائية القومية يتحقق. لا حافز عندنا على دخول تفاوض مع رئيس حكومة اسرائيل الذي يريد أعمالا أي يريد اظهار نتائج". هذه اذن مفارقة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في 2010. الفلسطينيون مستعدون لتفاوض مجرد مع حكومة نتنياهو عالمين سلفا بأنه لن يفضي الى أي نتيجة، لكنهم غير مستعدين لتفاوض عملي اذا وجد احتمال ان يفضي الى نتائج على الأرض. وهم مشفقون من الوجود في وضع يطلب اليهم رفض أو قبول تسوية موقوتة قابلة للتنفيذ، تشتمل على اخلاء جزء من المستوطنات ونقل أراض أخرى لسيطرتهم. انهم يهربون من بيبي لانهم يرونه سياسيا جديا.